"الإرهاب" يوحد مصر وسوريا من جديد بعد 54 عام من الإنفصال

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 
إننى أشعر الآن وأنا بينكم بأسعد لحظة من حياتى، فقد كنت دائماً انظر إلى دمشق وإليكم وإلى سوريا وأترقب اليوم الذي أقابلكم فيه، وأزور سوريا قلب العروبة النابض، واليوم - أيها الإخوة المواطنون - حقق الله هذا الأمل وهذا الترقب وأنا ألتقى معكم في هذا اليوم الخالد، بعد أن تحققت الجمهورية العربية المتحدة...
كلمات قالها الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" في مثل هذا اليوم 22 فبراير 1958الذي شهد إعلان الوحدة الوطنية بين مصر وسوريا.
البرلمان الموحد
في هذا اليوم تطل علينا الذكرى السابعة والخمسون لإعلان الوحدة بين مصر وسوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة،  بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر، وقد اختير عبد الناصر رئيسًا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة، وفي عام 1960 تم توحيد برلماني البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضًا. 
الدستور
وحددت المادة الأولى من دستور 1958 شكل الدولة فعرفها بأن الدولة الجمهورية العربية المتحدة، جمهورية مستقلة ذات سيادة وشعبها جزء من الأمة العربية.

يقتصر الحديث عن الحريات في مادة واحدة من مواد الدستور هي المادة العاشرة التي تنص على أن الحريات العامة مكفولة في حدود القانون.

يعطى الدستور سلطة مطلقة لرئيس الجمهورية فهو رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة والوزراء مجرد منفذين للسياسة العامة ويقضى دورته يصيغها رئيس الدولة، وهو الذي يدعو مجلس الأمة للانعقاد ويفضى دورته وله حق حل المجلس وتشكيل مجلس جديد، وله حق اقتراح القوانين والاعتراض عليها وإصدارها ولا يحق لمجلس الأمة إلغاء أي قرار أو قانون يصدره رئيس الدولة إلا بأغلبية الثلثين، وله حق إعلان حالة الطوارئ.
 
إنقلاب عسكرى ينهى الحلم
 
وقد أنتهى حلم الوحدة بإنقلاب عسكري في دمشق يوم 28 سبتمبر 1961، وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام  1971عندما سميت باسمها الحالى جمهورية مصر العربية.
 
الأسباب المعلنة
قيام  جمال عبد الناصر بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى والتي كانت مزدهرة من غزل ونسيج وأسمنت، وقدوم الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالي، واختلال توازن قوى العمل.
وتأثير الوحدة على التعددية السياسية في سوريا، حيث ادعت قوى الإنفصال أن المصريين عمدوا إلى تسريح أفضل الضباط السوريين من الجيش ليحكموا السيطرة على البلاد ويعزلوا القوى السورية عن المناصب الحساسة.
 
نتائج الإنفصال
أكد البعض أن الإنفصال كان سببًا في نكسة عام 1967، لكن آخرين يرون بأن الانفصال هو الذي حمى سوريا من خسارة أكبر إبان تلك الحرب، فربما تسبب سوء التنظيم الإدراي الذي غلب على مرحلة الوحدة في استغلال أكبر من قبل إسرائيل للظروف السيئة واحتلال مزيد من المساحات على الجبهتين.
 
الإرهاب يوحدنا
 
وعقب الذكرى 57 لإعلان الوحدة بين مصر وسوريا قال محمد عزيز مسئول الإتصال السياسي لحركة تمرد عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "حتى لو فصلتنا الحدود ستبقى سوريا ومصر قلب واحد .. ودعواتنا لسوريا بنصر حاسم على الإرهاب .. وسيبقى الزعيم جمال عبد الناصر أيقونة الكرامة والعزة العربية .. من القاهرة هنا دمشق !".
 
وطالب نبيل أحمد حلمي أستاذ العلاقات الدولية، بعودة العلاقات المصرية السورية، ومحاولة ضبط إيقاع الأزمة في ظل التحالفات الدولية المؤيدة والمعارضة لنظام بشار الأسد.

وأكد حلمي، في تصريح خاص لـ"الفجر" أنه يجب تكوين تحالف دولى "غير متحيز" يقضى على الإرهاب المنتشر في الشرق الأوسط وذلك في سوريا أيضًا، وهذا سوف يساعد في حل الأزمة.