"الفيمنست".. ثورة ضد "سى السيد".. شعارها هفقد عذريتى "بمزاجى"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 
"فيمنست" لـ"الفجر":
الإحتفاظ بالعذرية إختيار والحرية الجنسية مكفولة ومن حقى تربية لحيتى وترك شعر جسدى
 الحجاب ليس فرض ومقولة ناقصات عقل ودين أسطورة و المرأة لم تخلق من ضلع رجل
 
لم يتخيل أدم الذى طالما عاش عقود طويلة ، في حماية وهيمنة ذكوريته ، أن يسحب  البساط من تحت قدميه ، وتصبح المرأة ندً  له  للحظة واحدة، وها هى تطالبه ، بممارسة  نفس الحقوق التى يعتقد الرجال  أنهم  يتفوقون على النساء فيها.
فلم يخطر ببال أحد ،أن يرى أمرأة تشترى ماكينة حلاقة ،لإزالة شعر لحيتها "نعم لحيتها " التى أطلقتها كالرجال ولما لا ؟
ولا تتعجب إذا رأيت أمرأة، تسير بالشارع ،و الشعر الكثيف يملىء جسدها ، تماماً كالرجال فلا يوجد ما يجبرها على إزالته ؟
الحرية الجنسية
أنا حرة أمارس الجنس مع من أحب ،وأنا فقط من أقرر الإحتفاظ بعذريتى أم لا ؟ شعار سترفعه بعض الفتيات الثائرات، في الفترة القادمة، وما لا يعرفه الكثيرون أن كل هذه الأفكار ظهرت منذ القرن الـ 19، تحت مفهوم "الفيمنيزم"، أو "النسوية"، والذى ربما يكون غريب على الآذان، نظراً لعدم شيوعه رغم تطبيقه بالفعل منذ القرن الـ 19، وقد إنطلق هذا المفهوم من الولايات المتحدة الأمريكية في الأساس ، وظهر في مصر عام 1982 بتأسيس منظمة التضامن المرأة العربية Arab Women   Association (AWSA) Solidarity  تحت قيادة د. نوال السعداوي أبرز المدافعات عن حقوق المرأة .
وطبقا لهذا المفهوم فمن حق المرأة المساواة بينها وبين الرجل في كل شىء، بداية من تربية اللحية، و ترك شعر الجسد دون إزالة، إنتهاءا بالحرية الجنسية، و عدم محاسبتها على عذريتها، وما شابه ذلك فما يحمله هذا الفكر ربما يكون صادماً، وخاصة في مجتمع شرقى ظل يتعامل مع المرأة على أنها كائن ناقص لا يرتقى لدرجة الذكر صاحب اليد العليا "سى السيد " وفى هذا السياق حاولنا إقتحام هذا العالم ،من خلال إحدى "النسويات" أو "الفيمنست" ،إشتقاقا من الفيمينزم، وهو مسمى يطلق على النساء المؤمنات بهذا الفكر، والذى يتم الدعوة إليه من خلال العديد من صفحات التواصل الإجتماعى "الفيسبوك " من بينها " ثورة البنات ،فيمنست in Egypt"" وغيرها من الصفحات .
 
حنان الصاوى "فيمنست مصرية" هى فتاة فى العشرين من عمرها، طالبة  بهندسة إتصالات، جامعة حلوان، وهى إحدى النسويات، والتى أعتقدت أنا شخصياً ،فى البداية وربما الكثيرون إنها فتاة ليست محجبة ،ولكن الأغرب أنها ترتدى الحجاب ،ووالدتها  منتقبة وتناقش الدكتوراة ،ووالدها على قدر من التدين ويعمل بالمحاماة، وتبدو كأية فتاة فى عمرها .
مضحوك علينا بأسم الدين
"أحنا مضحوك علينا بأسم الدين " هكذا بدأت حنان حديثها، مؤكدة أن الكثير من الأفكار المغلوطة يكون مبررها نابع من الدين، ضاربة مثالاً على ذلك بالأحاديث  المرتبطة بالمرأة و التى ثبتت عدم صحتها ،وخاصة المرتبطة بطاعة الزوج و غيرها، ووصفت  مقولة المرأة خلقت من ضلع رجل بالأسطورة ، مشيرة إلى أن مقولة ناقصات عقل ودين مجرد أسطورة، والدليل على ذلك نجاح المرأة كقائدة في دول كالفلبين و اليابان ،مؤكدة على نيتها فى خلع الحجاب وتأجيلها لذلك بسبب رفض أهلها ،و إستدعائهم شيخ لعلاجها فور علمهم بذلك ، موضحة أن الحجاب ليس فرض وهو جاء فقط للتفريق بين الآمة و الحرة على حد قولها .
وفيما يتعلق بمفهوم "الفيمنست" قالت أن هذا المفهوم يطلق على المرأة المؤمنة بالمساواة  بين الرجل و المرأة ،إقتصادياً و سياسياً وفكرياً وعدم التمييز بينهم في أى شىء .
عقاب الخيانة
وإستنكرت حنان معاقبة الزوجة بالإعدام، فى حال  قتل زوجها إنتقاماً منه لخيانته لها ،و عدم تطبيق نفس الحكم على الرجل الذى يعامله المجتمع و القانون، على أنه بطل إذا ما قتل زوجته الخائنة، و يخفف عنه الحكم، لأنه إنتقم لشرفه وكرامته كما ينظر المجتمع، وطالبت حنان بتغيير المفاهيم ،بداية من الدستور ،ومواد القانون.
وإستأنفت حديثها "لا أحب التحدث من منطلق الدين ،لوجود قناعات مختلفة لدى، فمثلا الدين الإسلامى ،أتاح الزواج من أربع ، واشترط فى ذلك العدل ،وكان هذا في الأساس لتقنين الأمر، الذى كان مفتوحاً في البداية ، وهذا لا يطبقه الرجال في الواقع ، كما يربط البعض بين الحرية و العرى، فالرجال يدعون للحرية ،و لا يسيرون عرايا ،لأن هذا شىء فطرى وغريزى،  وفيما يتعلق بتصادم أفكارها مع المجتمع وعاداته، قالت حنان "انا لاأريد الصدام مع المجتمع ،هدفى فقط توعية الفتيات بحقوقهن "
الحجاب ليس فرض
وعن أكثر الأسئلة التى تطرح عليها ضحكت حنان ،وقالت كثيرا ما يسألنى من ينتقدون فكرى، عن سبب إرتدائى للحجاب ، حتى أهلى يرون النسوية، محاولات لتشوية الدين ، ويصفونها بحرب أفكار من الغرب .
 
وأشارت حنان إلى أنها تدعو لهذا الفكر من خلال كتاباتها التى تنشرها على الصفحات الداعمة له، وبين أصدقائها في الجامعة، الذين تعرفوا على النسوية من خلالها ، كما حاولت عقد ندوة بالجامعة ولكنها فشلت بسبب الروتين لافتة إلى أنها تراجعت و إنتابها الخوف لبعض الوقت لإبتعاد أصدقائها عنها بسبب أفكارها ومهاجمتهم لها ولكنها سرعان ما تغلبت على ذلك لإيمانها بحرية المرأة وتحررها وأن تصبح تماما كما الرجل .
وعن الإتهامات الموجهة لهم بعداء النسوية للرجال، أكدت أن معظم أصدقائها رجال، وأنها ليست "مسترجلة " بقولها "أنا أضع الميك أب و أرتدى الكعب العالى "كأى فتاة أخرى .
العذرية حرية
الغريب في الأمر ،أن غالبية من يهاجمون "حنان" فتيات ، وأرجعت ذلك لهواجس، وهوس الفتيات بالزواج ، حيث قالت إحدى الفتيات لها "انتى معقدة ودماغك دى هتقعدك جمب امك ومحدش هيبصلك ".
وصمتت حنان لبعض الوقت وقالت "أيا كانت إنتمائك الدينى، مسلمة أو مسيحية ، لك حرية الاحتفاظ بعذريتك أم لا" ،كان هذا مقال لى نشرته على صفحة ثورة البنات ونصه " سواء اختارتي تحتفظي بغشاء بكارتك او لا خليكي عارفه ان محدش له الحق أنه يحاسبك على ده بأثر رجعي وان ده مش مقياس "الشرف" ابداً.
نسبة من الاناث بيتولدوا بدونه اساساً، واللي ممكن نقطتين الدم مينزلوش لأسباب طبيه كتيره، من حقك تختاري تفقدي عذريتك، ومن حقك تقرري تحتفظي بيها، زي ما في ولاد بيقرروا يحتفظوا بعذريتهم وميدخلوش علاقات جنسية وغيرهم بيختار يفقدها.
من حق أي انسان ذكر أو انثى- أنه يختار يحتفظ بعذريته أو يفقدها ومن حقه بردو يختار شريك الحياة المناسب له".
صور إباحية
وتضيف "حنان" و فتحت على  النيران بسببه، وسألنى زميلى بالجامعة، "أنتى ممكن تفقدى عذريتك مع أى أحد" تركته ولم أجب عليه ،و اتهمنى البعض بأننى لست عذراء ، وتصور أخرون، أننى فتاة سهلة وأرسل لى العديد من الأصدقاء ،على "الفيس بوك" صوراً إباحية وجنسية ،وقال لى شخص سأكون عبدا لكى لإعتقاده أننى سادية ،وهو ما أصابنى بالذهول .
 
وتتابع "حنان": "مش من حق حد يحكم على من اختار انه يفقد عذريته أو يحاسبه أو حتى يلومه لأنها حريه شخصيه مفهاش ضرر أو تعدي على حرية الغير.
 
الكبت سبب الإلحاد
وأرجعت حنان سبب إنتشار الإلحاد ، للكبت الدينى والأفكار المتشددة، قائلة جميع الدول العربية تعانى فيها المرأة من الإضطهاد، ففى لبنان يجبرون  المغتصب على الزواج ،من الضحية كطريقة لمعاقبته ،وهذا ظلم للمرأة ،على عكس دول أوروبا ، التى تعطى الحق للفتاة، في إبلاغ الشرطة ،فى حالة مراقبة أحد الرجال لها، لمدة تزيد عن 10 دقائق .
وفى نبرة مليئة بالغضب قالت "حنان" ما يدل على تخلف المجتمع ،الهجوم الذى يشنه الكثيرون ،على الدكتورة "هبة قطب " ،إستشارى الأمراض الجنسية، فلو أننا مجتمع سوى لن تحدث كل هذه الضجة ولو كانت ذكراً ما هاجمها أحد.
وتابعت "حنان" حديثها موضوع العصمة لاأمانع أن يكون فى يد الزوج ، شريطة  أن يصاحبة تسهيلات لإجراءات الطلاق، و الخلع .
التغيير قادم
وبلهجة مملوؤة بالإصرار قالت حنان "التغيير قادم لا محالة وستحدث ثورة نسائية فى السعودية "
وبسؤالها عن حلمها بالزواج و الإرتباط كأية فتاة في عمرها ،أجابت "أريد الزواج بشخص مؤمن بالنسوية وسأتقاسم معه سعر الشقة ، و العفش ومصاريف البيت ، فأنا أعيش مثله تماما في نفس المنزل، فإنفاق الرجل على زوجته ،هو سبب تحكمه فيها ،ولا توجد لدى رغبة فى الأمومة الأن ، لتخوفى من المسئولية التى ستقع على ، ولا أعرف على أى ثوابت سوف أقوم بتربية أطفالى "
ثورة البنات
ولفتت حنان أن صفحة ثورة البنات ،أثرت على تفكيرها بشكل كبير، بالإضافة إلى الكاتبة "نوال السعداوى ، وعائشة عبد الله كاتبة سعودية مؤلفة كتاب "نساء خلف اسوار الحرملك " ويناقش تحرر المرأة من الناحية الدينية.
وأختتمت حنان حديثها برسالة وجهتها للفتيات طالبتهن فيها بالعمل و الإعتماد على أنفسهن حتى لا يكون هناك تحكمات فيهن، و أن تدافع كل فتاة عن حقها بجرأة و تتخلص من خوفها وتثور على تقاليد المجتمع التى عفى عليها الزمن – على حد وصفها .