مى سمير تكتب : الحياة تحت حكم داعش

مقالات الرأي



■ ساعات كاسيو رخيصة ومجوهرات بلاستيك للمواطنين وملابس ماركات عالمية للقادة 
■ نصيحة للأجنبيات: احضرن معكن عطوراً وملابس نوم مثيرة 
■ التنظيم وضع قواعد (شرعية) للاغتصاب
عالم غريب من الحكايات والتفاصيل المخيفة، هكذا يمكن وصف الحياة تحت حكم تنظيم داعش بحسب جريدة الدايلى ميل البريطانية التى نشرت سلسلة من الموضوعات الصحفية التى تتناول تفاصيل عالم تنظيم داعش اليومى وما يتضمنه من قصص وحكايات من قرى ومدن سورية وعراقية.

1

كاميرا تحت الحجاب

نجحت سيدة سورية فى مدينة الرقة والتى تعتبر عاصمة تنظيم داعش فى تسجيل فيديو لحياتها اليومية فى ظل حكم داعش، وهو الفيديو الذى عرف طريقه للعرض على شاشة محطة فرنسية. بحسب هذا الفيديو، استخدمت السيدة كاميرا قامت بإخفائها تحت النقاب وقامت بتسجيل بعض أجزاء من تفاصيل حياتها اليومية. على الرغم من ارتدائها النقاب إلا أن السيدة تعرضت أكثر من مرة للتبويخ من قبل أعضاء التظيم الذين يجوبون الشوارع وهم يحملون الكلاشنكوف ويفرضون قوانينهم التى تجبر النساء على ارتداء النقاب وتمنع الاستماع إلى الموسيقية. حسب الفيديو، كاد أمر السيدة التى لم تكشف عن هويتها خشية انتقام التنظيم أن ينكشف بعد أن اقترب منها أحد أعضاء التنظيم وأخذ يتشاجر معها لأن الحجاب الذى ترتديه شفاف وقد أخذت السيدة فى الاعتذار خشية التعرض لبطش عضو داعش. لعل أهم ما تضمنه هذا الفيديو هو تسجيله لحالة الخوف التى تسيطر على سكان المناطق التى تحضع لداعش، فالجميع يخشى إثارة غضب أى عضو مما يعنى أنه قد يكون عرضة للقتل على الفور والتنكيل بأسرته.

كما ألقى هذا الفيديو الضوء على عالم الفتيات الأجانب وبالتحديد الأوروبيات اللاتى ينتقلن إلى سوريا والعراق من أجل الارتباط بأعضاء من تنظيم داعش، وقامت السيدة السورية بتصوير مجموعة من الفرنسيات اللاتى انتقلن للحياة تحت حكم تنظيم داعش، وهناك تقارير تشير إلى أن هناك 150 فتاة فرنسية انضمت لتنظيم داعش. سجلت السيدة حوارات تلك الفتيات مع عائلاتهن عبر الانترنت، وكشفت كيف أخذت إحدى الفتيات تؤكد لوالدتها أنها لن تعود مرة أخرى إلى فرنسا وأن على أسرتها أن تتقبل الأمر الواقع.

2

بيت الزواج

وتحت عنوان (التوفيق والزواج على طريقة الدولة الإسلامية) أشارت الجريدة البريطانية إلى أن أحد أعضاء تنظيم داعش البريطانيين والمتواجد فى سوريا قدم نصيحة ومعلومات للفتيات اللاتى يريدن الانضمام إلى داعش والزواج بأحد أعضاء هذا التنظيم. أشار هذا الإرهابى البريطانى الذى أعطى لنفسه اسم أبوالقادة البريطانى إلى مجموعة من التفاصيل الخاصة بالزواج والارتباط على الطريقة الداعشية خاصة بالنسبة للفتيات الأجانب وذلك على مدونته الخاصة التى تضمنت نصائح أخرى فى مختلف الموضوعات ومنها كيفية استخدام الأسلحة الكيماوية والسموم ضد مراكز الأعداء، كما كتب أيضا أن الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا من الدول التى يجب استهدافها على نحو خاص بهذه الأسلحة.

بالعودة مرة أخرى إلى موضوع الزواج، بحسب البريطانى فإن الفتاة التى تنضم إلى تنظيم داعش تقيم فى منزل يضم سيدات التنظيم يعرف باسم (مقر الأخوات) إلى أن تتزوج. أضاف البريطانى أنه إلى حد علمه لا يوجد معسكرات تدريب لسيدات التنظيم، ولكن الفتاة قد تتلقى تدريباً فيما بعد على يد زوجها. كما أكد البريطانى أن مستقبل الفتاة يعتمد على رغبة الزوج، فهناك زوج يريد فتاة لا تخرج من المنزل وهناك زوج يريد أكثر من مجرد زوجة بسيطة.

كما تلقى المدونة الضوء على طريقة الزواج وكيف يتم داخل تنظيم داعش. هناك أعضاء فى التنظيم مسئولون على ما يعرف باسم (شئون الزواج)، ومن يرغب فى الزواج عليه فى البداية أن يعلن عن رغبته لهؤلاء المسئولين. بعد ذلك يبدأ هؤلاء المسئولون على شئون الزواج فى الإعداد للقاءات تجمع بين الزوجين المحتملين لكى يتعرفا على بعضهما البعض، وهذه اللقاءات تستمر عادة لمدة خمس دقائق وبعدها يتم اتخاذ القرار إما بالزواج أو بعد القبول. ويؤكد البريطانى أن إتمام الزواج يتطلب أن تحصل الفتاة الأجنبية على إذن والدها وموافقته قبل إتمام زيجة، وعادة يتم الاتصال عبر الإنترنت، وفى حالة رفض الأب، يحق للفتاة أن تتصل بأحد أقاربها لكى تحصل منه على إذن الزواج.

بحسب مدونة البريطانى فإن تنظيم داعش يمنح العرسان الجدد مرتباً شهرياً ومنزلاً، ولكن فى حالة عدم توفر منزل، يقيم العرسان الجدد فى ضيافة زوجين آخرين إلى أن يعثرا على منزل لهما.

فى مدونة أخرى تحمل اسم (مذكرات مهاجرة) تكتب سيدة تدعى أم ليث عن يومياتها وحياتها داخل تنظيم داعش، وتقدم فى المدونة نصائح للفتيات اللاتى يريدن الانضمام إلى التنظيم ومن هذه النصائح ضرورة جلب مستحضرات تجميل وملابس ومجوهرات، لأن مثل هذه الأشياء غير متوفرة هناك.

حول نفس المعنى كشفت صحفية فى موقع (فايف نيوز) قى تحقيق لها عن قيامها بالتواصل مع أحد أعضاء التنظيم عبر الإنترنت، حيث ادعت أنها فتاة فى الخامسة عشرة تريد الانضمام للتنظيم، وقد تواصل معها أحد أعضاء تنظيم داعش بريطانى الأصل وطلب منها القدوم إلى سوريا والانضمام للتنظيم، وأشار لها أنه من الممكن أن تقيم معه إلى أن تتزوج، كما حرص على نصيحتها بجلب ملابس نوم معها للزواج، مؤكدا أن هناك عدداً كبيراً من الفتيات البريطانيات هناك وأن عدم إجادتها للغة العربية ليس عائقاً.

3

قواعد للعبودية

تعد عودة العبودية من أهم تفاصيل الحياة اليومية فى داعش. أصبحت أسواق الرقيق وبيع البشر جزءاً من تفاصيل الحياة اليومية. كان التنظيم قد نشر قائمة بأسعار بيع السيدات والأطفال الذين ينتمون لطائفة اليزيدية. وبحسب جريدة الدايلى ميل فإن أحد المواقع الإخبارية العراقية قد نشر قائمة بأسعار السيدات المسيحيات واليزيديات، وكذلك أسعار الأطفال الصغار. السيدة التى يتراوح عمرها بين 40 و50 سنة يصل سعر بيعها إلى 27 يورو، والسيدة التى يتراوح عمرها بين 30 و40 سنة يصل سعرها إلى 40 يورو، أما التى يتراوح عمرها بين 20 و30 سنة فيصل سعرها إلى 53 يورو، الطفلة الصغيرة التى يتراوح عمرها بين 10 و20 سنة يصل سعرها إلى 80 يورو، بينما الطفل الصغير الذى يقل عمره عن تسع سنوات فيصل سعره إلى 106 يورو. وقد تم تداول فيديو على الإنترنت يوضح كيف يقوم أحد أعضاء تننظيم داعش ببيع إحدى النساء اليزيديات فى سوق العبيد، ويقول عضو تنظيم الداعش فى الفيديو أثناء عرضه للسيدات اليزيديات إن اليوم هو يوم سوق الرقيق ثم يضيف أن اليوم هو يوم التوزيع وأن على كل واحد أن يتقدم من أجل أخذ نصيبه. وكان المركز البحثى البريطانى (مشروع كلاريون) المتخصص فى قضايا الإرهاب والتطرف، قد نشر تحقيقاً عن عالم الرقيق فى تنظيم داعش وبالتحديد كيفية تعامل التنظيم مع النساء باعتبارهن جوارى.

بدأ التقرير بالإشارة إلى أن فى بداية هذا الشهر أصدر تنظيم داعش كتيباً يضم قائمة بالقوانين التى وصفها بأنها تضع قواعد لكيفية التعامل مع العبيد، حمل هذا الكتيب عنوان (سؤال وجواب عن السبايا والرقاب). تتضمن قواعد تنظيم داعش إباحة أخذ النساء غير المسلمات كأسيرات والتعامل معهن كجوارٍ، كما تتضمن هذه القواعد جواز بيع وشراء الجوارى.

فى هذا الإطار نشر موقع الدايلى ميل قصة السيدة اليزيدية التى تم أسرها من قبل تنظيم داعش وزعمت تعرضها للاغتصاب ثلاثين مرة خلال عدة ساعات أثناء احتجازها لدى أعضاء التنظيم. وكانت هذه السيدة قد اتصلت بالمقاتلين الأكراد فى شمال العراق عبر الهاتف وطلبت منهم تفجير مقر احتجازها لكى يضعوا نهاية لتعاستها. كما سردت فتاة أخرى فى الخامسة عشرة من عمرها حكايتها مع العبودية حيث نجحت فى الهرب بعد أن قامت بتخدير زوجين قاما بشرائها كعبدة قبل أن تطلق عليهما النار وتهرب. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فقد قام تنظيم داعش بقتل ما يقرب من خمسة آلاف سيدة داعشية واحتجاز الآلاف لبيعهن فى أسواق الرقيق.

4

منتجات فنية لداعش

وبحسب الدايلى ميل فإن قطعة الاكسسوار الرئيسية هى ساعات اليد الكاسيو رخيصة الثمن، لكن فى المقابل فإن قيادات داعش يحرصون على ارتداء ساعات غالية الثمن، فقد ارتدى زعيم التنظيم ساعة أوميجا أثناء إعلانه تأسيس دولة الخلافة فى يوليو 2014. أيضا الخواتم من قطع الاكسسوارات التى يفضلها أعضاء التنظيم وأغلبها مصنوع من البلاستيك أو الفضة ويحمل شعار التنظيم. كما يحرص أعضاء التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعى على استعراض صورهم بالملابس الرياضية ذات الماركة العالمية، وتعد ماركات نايكى هى الأكثر شعبية، وإن كان هناك بعض أعضاء التنظيم يعتبر أن ارتداء الملابس الغربية يتعارض مع الإيمان، وكان إرهابى يدعى أبوسرايا قد تعرض لانتقادات بسبب ارتدائه فى إحدى الصور لبدلة رياضية نايكى.