عودة قوية .. الأطباق الخزفية تزين الجدران مجدداً

منوعات



يشهد عالم الأثاث والديكورات الداخلية حالياً عودة قوية لموضة تعليق الأطباق الخزفية ذات النقوش الزخرفية على جدران المنزل. وقد عاد هذا الاتجاه للظهور في أروقة معرض ميلانو الدولي للأثاث قبل عدة سنوات، ونال استحسان مهندسي الديكور آنذاك والذي باتوا يطبقونه بشكل مكثف في وقتنا الحالي.

وأوضحت نيكوليت ناومان، المسؤولة بمعرض الأثاث Ambiente بمدينة فرانكفورت، قائلة : من الصعب تصديق ذلك، لكن موضة تعليق الأطباق الخزفية الملونة أصبحت تمثل اتجاهاً لافتاً للنظر للغاية. ولا يجوز الخلط بين هذه الموضة وبين تعليق مجموعات الصور القديمة. فعلى الرغم من استمرار هذا الاتجاه أيضاً، إلا أن هذا السوق لم يعد يشهد نمواً في الفترة الحالية. وعادة ما يقوم الشبان بتعليق مجموعاتهم الشخصية على الجدران .

وتهدف الأطباق الخزفية إلى تحقيق نفس غرض الصور التي يتم وضعها داخل إطار وتعليقها على الحائط؛ حيث إنها توضح طبيعية الشخص وماذا يفعله؟ وأوضحت الخبيرة الألمانية أحد الأمثلة على ذلك بقولها : لقد أحضرت هذا الطبق الخزفي أثناء رحلة قمت بها خارج البلاد، أو أنه قطعة فنية مورثة من الأجداد .

وتحاول غابرييلا كايزر، محللة اتجاهات الموضة بمدينة فايسدورف الألمانية توضيح سبب رؤية الأحفاد فجأة أن طريقة الجدة في تزيين الجدران تتمتع بمظهر أنيق. وتعلل الخبيرة الألمانية ذلك بأن الأبناء يرغبون غالباً في الابتعاد عن أسلوب آبائهم في الحياة، ويريدون أن يكون لهم طريقتهم الخاصة وطابعهم المختلف تماماً.

وعادةً ما يتعرف الأبناء الصغار على التجهيزات والمفروشات الخاصة بالجدة أثناء زيارتهم لها، لكنهم لا يعيشون معها، وبالتالي فإنهم يشعرون بأن هذه الأجواء مختلفة تماماً عن حياتهم. وتقول غابرييلا كايزر : لقد لاحظت ذلك مع نفسي، فعندما أرى طبق خزفي معلق على الجدران، يتحرك بداخلي شيء ما، حيث إنه يذكرني بجدتي وأتذكر: كم كانت جميلة. كما أن الأطباق الخزفية المزخرفة تترك انطباعاً إيجابياً في النفس .

البحث عن التباين

وقد تكون الأطباق الخزفية ليست ذات قيمة فنية عالية ولكن يمكن استعمالها لإحداث تباين مع التجهيزات والمفروشات العصرية. وترى كايزر أن القطع الفنية التي تعود إلى حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي تمتاز بزخارف خاصة مع موضوعات كلاسيكية. وتقول الخبيرة الألمانية : يحدث تباين واضح عندما يتم تعليق هذه القطع الفنية بشكل غير متماثل على جدار أبيض في مطبخ عصري أو فوق بوفيه .

وتبدو الأطباق الخزفية المزينة بزخارف الأزهار والطيور بمظهر جيد على الجدران المطلية بألوان الباستيل. ومن ضمن أفكار الديكور أنه يمكن وضع مزهريات صغيرة أو قطع فنية موروثة من الأجداد فوق بوفيه أسفل هذه الأطباق الخزفية.

وبالنسبة لأصحاب الاتجاه النقائي يمكنهم تعليق الأطباق الخزفية على الحائط فقط، أو وضعها مع عدد قليل من الإكسسوارات. ولا تعمل الأطباق الخزفية ذات اللون الأبيض والأسود على إحداث تباين، لكن يمكن استخدامها كعنصر مكمل للتجهيزات والمفروشات العصرية.

وبالإضافة إلى ذلك فقد قدمت بعض شركات الإكسسوارات المنزلية أطباق خزفية يمكن تعليقها على الحائط؛ فعلى سبيل المثال تقدم شركةRice باقة متنوعة من الأطباق ذات زخارف تقليدية مثل زوجين راقصين في زي تقليدي أو مجموعة من الزهور وكذلك أطباق تشتمل على صور فوتوغرافية ونقوش كلاسيكية.

إكسسوارات المطبخ

وهناك بعض الشركات لا تستخدم الأطباق الخزفية، لكنها تعتمد على إكسسوارات المطبخ؛ حيث قامت شركة Diamantini & Domeniconi بتحويل أواني المطبخ إلى ساعات حائط «Catino». علاوة على أن شركة Thomas تقدم مزهريات صغيرة ملونة يمكن وضعها على منضدة أو تعليقها على الجدار من خلال ثقوب التثبيت الموجودة على الجانب الخلفي.

وأوضح هرمان هوتر، من الرابطة الاتحادية لمنتجي أدوات المائدة والأثاث والديكور بمدنية كولونيا الألمانية، أن متاجر الأدوات المنزلية نادراً ما توفر ضمن عروضها أطباق خزفية يمكن تعليقها على الجدران. ولكن هناك مجموعة من الأطقم الفاخرة التي تتناسب مع هذا الغرض؛ حيث يسود حالياً موضة الأطباق على النمط الريفي الرومانسي مع نماذج الزهور وصور الحيوانات.

وقد شهدت أروقة معرض فرانكفورت الدولي للأثاث «Ambiente» خلال شهر فبراير الماضي استعمال أطباق الطعام العادية وفناجين القهوة كعنصر ديكور غرف المعيشة، حيث ظهر التأثير الجمالي لأربعة أطباق سلاطة من شركةLoveramics بشكل واضح للغاية عند تعليقهم بجانب بعضهم البعض.

كما قدمت شركة By Mutti أطباق مزودة برسومات للبحارة يتم تغطيها بالطعام عند استعماله، وتعبر المصممة إيفا غارنانت عن هذه الفكرة بقولها : نظراً لأن الأطباق مزخرفة للغاية، فإن الفكرة تتمثل بوضوح في أن يتم استعمالها بهذه الطريقة، وهذا ما يعجبني .

وأوضحت ناومان أنه ليس بالضرورة أن تكون الأطباق المعلقة قطع فنية موروثة عن الأجداد، قائلةً : لا ينبغي أن تكون مجموعة الأطباق عبارة عن تذكارات حقيقية يشتريها المرء خلال رحلاته وأسفاره، لكن يمكن للمرء شراء بعض القطع التي تنال إعجابه من الشركات المختلفة. وعندئذ سيظهر أسلوبه الخاص .