نصار عبد الله يكتب : عن رحيل الفيتورى

مقالات الرأي



لم تكد مصر توارى جثمان الأبنودى حتى رحل الفيتورى!، وهو واحد من أعظم شعراء العربية الذين أنجبتهم قارة أفريقيا فى القرن العشرين وارتبطوا بأحزانها وبأحلام الإنسان المهمش والمقهور فى كل مكان.. بمناسبة رحيله أقدم للقارئ فيما يأتى مختارات من واحدة من أروع قصائده وأعنى بها: "معزوفة الدرويش المتجول"، وياله من درويش ذلك الذى لم يكف حتى بعد رحيله عن التجوال فى ضمائرنا، بل فى الضمير الإنسانى بأكمله

دنيا لا يملكها من يملكها

أغنى أهليها سادتها الفقراء

الخاسر من لم يأخذ ما تعطيه على استحياء

والغافل من ظن الأشياء هى الأشياء!

■ ■ ■

تاج السلطان الغاشم تفاحة

تتأرجح أعلى سارية الساحة

إن الموتى ليسوا هم هاتيك الموتى

والراحة ليست هاتيك الراحة

■ ■ ■

عن أى بحار العالم تسألنى يامحبوبى

عن صوت قدماه من صخر، عيناه من ياقوت

عن سحب من نيران، وجزائر من مرجان

عن مّيْتٍ يحمل جثته ويهرول حيث يموت...

■ ■ ■

القاضى يغزل شاربه لمغنية الحانة

وحكيم القرية مشنوق

والقردة تلهو فى السوق!

■ ■ ■

لن تبصرنا بمآق غير مآقينا

ما لم تعرف أن الأدنى منا قد يعلونا فكن الأدنى ياياقوتْ،............تكن الأعلى فينا

■ ■ ■

ستجف مياه البحر، وتقطع رحلتها أسراب الطير والغربال المثقوب على كتفيك

وحزنك فى عينيك جبال

ومقادير وأجيال

يا محبوبى.... لا تبكينى

يكفيك ويكفينى

فالحزن الأكبر ليس يقال