تاريخ اغتيالات "القضاة" على أيدي الإخوان

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 

يرتبط تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية بالدماء، فمنذ ثورة الثلاثين من يونيو وتصدر المشهد الأعمال الإرهابية والتفجيرات ومحاولات الإغتيال لرجال الجيش والشرطة، ومؤخراً القضاء، حيث وقعت بالأمس حادثة بشعة لإغتيال ثلاثة من القضاة أثناء تنقلهم بسيناء، بالتزامن مع الحكم على الرئيس الإخواني محمد مرسي بتحويل أوراقه إلى مفتي الجمهورية في قضية الهروب من سجن وادي النطرون.

وكانت قد أعدت جماعة الإخوان المسلمين، قائمة بأسماء عدد من القضاه الذين ينُظر أمامهم محاكمة بعض قيادات الجماعة، وعلى رأسهم الرئيس المعزول "محمد مرسي"، لإغتيال هؤلاء القضاة، لأحكامهم الباطلة، كما أنه بات مشروع قتلهم- على حد قولهم، وهم المستشار محمد ناجى شحاتة، رئيس محكمة جنايات الجيزة، الذى أصدر حكماً بإحالة أوراق عدد من قيادات الإخوان إلى فضيلة المفتى فى قضايا العنف والإرهاب وقتل المواطنين، والمستشار شعبان الشامى، قاضى "الهروب الكبير"، الذى ينظر قضية اقتحام السجون والهروب من سجن وادى النطرون، المتهم فيها محمد مرسى الرئيس المعزول، وقيادات التنظيم.

وقامت "الفجر" برصد محاولات الجماعة لاغتيال القضاة خلال الفترة السابقة، بالإضافة إلى تاريخ اغتيالات قضاة مصر واستهدافهم من قِبل الجماعة، حيث أن واقعة الأمس لم تكن الأولى فهناك وقائع عديدة والتي كان من بينها واقعة شهيرة في عام 1948.

الرد على تحويل أوراق "المعزول" إلى المفتي بإغتيال  قضاة

في السادس عشر من شهر مايو الجاري، أغتيل ثلاثة قضاة وسائق، وأصيب قاضيان آخرين، نتيجة هجوم مسلح من قبل مسلحين، في منطقة شمال سيناء.

جاء ذلك بالتزامن مع إصدار محكمة جنايات القاهرة قرارها بتحويل أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي، و106 من قيادات تنظيم الإخوان إلى فضيلة مفتي الديار المصرية، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"إقتحام سجن وادي النطرون".

وكانت قد تداولت أنباء نقلت عن مصادر سيادية، أن الحادثة تمت نتيجة تتبع بعض أنصار جماعة"أنصار بيت المقدس" للضحايا بحي المساعيد في منطقة العريش بشمال سيناء، كما أضافت المصادر أن مجموعة مسلحة قامت بفتح وابل من النيران على السيارة التي يستقلها القضاه الـخمس.

فيما أكدت المصادر أن موظفين بمكاتب القضاه وراء الحادث، عن طريق إدلاء معلومات دقيقة عن تحركات القضاه للمجموعة المسلحة، التي قامت بتنفيذ العملية، كما كانت إشارة بدء العملية هي إصدار الحكم ضد "المعزول"، وبالفعل فور إصدار القرار تم إبلاغ المجموعة المنفذة بتحركات "القضاه" داخل الحافلة الخاصة بنقلهم، دون تأمين شخصي لهم أو تأمين للحافة، وحدثت الواقعة وإستُشهد ثلاثة من القضاة وسائق الحافلة وأصيب إثنان آخرين.

محاولة فاشلة لإغتيال قاضي أحداث "مكتب الإرشاد"

كان قد تعرض المستشار معتز خفاجي، رئيس محكمة جنوب القاهرة، و قاضي أحداث مكتب الإرشاد، لمحاولة إغتيال فاشلة بالقرب من منزله،في العاشر من مايو الجاري.

وتعود الواقعة إلى انفجار قنبلة في شارع "واحد" في منطقة حلوان، أمام منزل "خفاجى"، بواسطة هاتف محمول، مما أسفر عن تحطم 3 سيارات وواجهة منزله.

إصابة لقاضي الخانكة بعد إطلاق الرصاص عليه

فيما أصيب المستشار يوسف نصيف، القاضي بمحكمة الخانكة الجزئية، بإصابات طفيفة، بعد محاولة لإغتياله كان قد تعرض لها من قِبل ثلاثة من المُلثمين، كانو أطلقوا عليه الرصاصات من أسلحة نارية، وهرب بعدها المُلثمين دون معرفة هويتهم.

تهديدات كتابية لقاضي "الهروب"

وتلقى المستشار خالد محجوب، رئيس محكمة جنايات الإسماعيلية، والتي كانت تنظر قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون، التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، تهديدات متواصلة عقب توليه القضية.

وكان يتلقى "محجوب" تهديدات كتابية، وأخرى عن طريق الهاتف بشكل دوري، منذ أن تولى القضية، فجائته احدى الرسائل عن طريق حارس العقار الخاص به والتي كتب فيها:''خاف على عيالك وعلى نفسك''.

محاولة لاغتيال قاضي "غرفة رابعة" بعبوة ناسفة

وتعرض المستشار محمد ناجي شحاتة، رئيس محكمة الجنايات، والعروف بين الجماعة بـ"قاضي الإعدامات"، والذي كان مسئولا عن قضية غرفة عمليات اعتصام رابعة، والتي حكم فيها بإعدام مرشد الإخوان محمد بديع، لتهديدات بالقتل هو وأسرته.

وكان شحاتة، قد صرح بأنه تعرض لمحاولة إغتيال بعبوة ناسفة بعد خروجه من آخر جلسات محاكمة "غرفة عمليات رابعة"، وبعد استقلاله سيارته على الطريق الدائري، إثر انفجار عبوة ناسفة عقب مروره بخمس دقائق.

"الخازندار" وأشهر الاغتيالات في تاريخ القضاة

ولم تكن محاولات الإخوان لاغتيال القضاة بالأمس أو بعد ثورة 30 يونيو هي الأولى، حيث تم اغتيال القاضي، أحمد الخازندار، الذي سجل اسمه في تاريخ الاغتيالات في مصر، وهي الواقعة التي أدين فيها أفراد منتمين لجماعة الإخوان المسلمين، نظرا لكونه كان ينظر في قضية أدين فيها أعضاء في تنظيم الإخوان .

ففي صباح يوم 22 مارس عام 1948 خرج القاضي أحمد بك الخازندار من منزله بشارع رياض بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط مدينة القاهرة حيث مقر محكمته، وكان في حوزته ملفات قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية "تفجيرات سينما مترو"، والتي اتهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وما أن خرج من باب مسكنه حتى فوجئ بشخصين هما عضوي جماعة الإخوان "حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم" يطلقان عليه وابلا من الرصاص من مسدسين يحملانهما، مما أدى إلى إصابته بتسع رصاصات ليسقط صريعا في دمائه.

وحاول الجناة الهرب سريعاً والتصرف بهدوء لكن سكان حي حلوان الهادئ تجمعوا فورا عقب سماع صوت الرصاصات التسع وطاردوا المجرمين، فقام أحدهما بإلقاء قنبلة على الناس الذين تجمعوا لمطاردتهما فأصابوا البعض، لكن الناس تمكنوا من القبض عليهما.

وفي قسم الشرطة عثر بحوزتهما على أوراق تثبت انتمائهما لجماعة الإخوان المسلمين لتقوم النيابة باستدعاء مرشد الجماعة آنذاك حسن البنا لسؤاله حول ما إذا كان يعرف الجانيين إلا أن البنا أنكر معرفته بهما تماما، لكن النيابة تمكنت من إثبات أن المتهم الأول حسن عبد الحافظ كان "السكرتير الخاص" للمرشد العام للجماعة حسن البنا، وهنا اعترف البنا بمعرفته للمتهم إلا أنه نفى علمه بنية المتهمين اغتيال القاضي الخازندار.