تفاصيل تصفية الجيش لـ "17 إرهابي" فى مواجهات أمنية بسيناء

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


إستكمالا للحرب التى تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة ضد الإرهاب الأسود بسيناء، نجحت القوات فى تصفية 17 إرهابيا فى مواجهات أمنية بالشيخ زويد ورفح، من خلال ضربات جوية وبرية،  وأسفرت المواجهات عن إستشهاد مجند واحد.

وكانت قوات الصاعقة قد إشتبكت مساء أمس الجمعة مع عناصر من تنظيم"أنصار بيت المقدس" الإرهابى، جنوب الشيخ زويد، وقتلت منهم 5 عناصر شديدة الخطورة، كانوا يستقلون دراجة نارية،  وقبلها خلال نفس اليوم، كانت المروحيات قد قصفت معاقل للتكفريين بمدينة رفح.

ومن هنا تبرز تساؤلات حول أسباب تدخل القوات البرية وقوات الصاعقة تحديدا، وتصاعد المواجهات البرية بعد أن كانت خطة الجيش تعتمد على القصف الجوى بطائرات الأباتشى والمروحيات.

فى البداية أجاب اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى،  مؤكدا على أن العلم العسكرى له قواعد، تحدد إستراتيجية  المواجهات مع العصابات والجماعات المسلحة، والحروب فى البيئة الجبلية، لابد أن تبدأ بالضربات الجوية، والتى نسميها القصف أو الضرب عن بعد، ثم تبدأ مرحلة تنظيف الأرض التى يطلق عليها التدخل البرى.

وأضاف مسلم إن تسلسل هذه المراحل، والإنتقال من مرحلة إلى أخرى له أيضا أصول، ومدى زمنى ومعلوماتى، بمعنى أنه فى المرحلة الأولى تكون أعداد التنظيمات المسلحة كبيرة، وعناصرها متفرقة ومختبئة  فى مناطق  واسعة، وفى هذه الحالة تبدأ بالقصف الجوى للمعاقل والبؤر داخل كهوف الجبال؛ لإجبار العناصر على الخروج هربا من حجيم القصف، فيتم إصطيادهم فى العملية التى تعرف فى سيناء بصيد الفئران، والتى بدأت بإسناد مهمة قيادة الجيشين الثانى والثالث للفريق أسامة عسكر.

وأوضح الخبير العسكرى أن المرحلة التالية بعد القصف الجوى وصيد الفئران، هى المواجه البرية من خلال قوات الإنتشار السريع،  وقوات الصاعقة خفيفة الحركة.

لافتا إلى أن عدد الإرهابيين والتنظيمات التى يواجهها الجيش الأن، أقل بكثير مما كان وقت بدأ العمليات، كما أن المعلومات المتوفرة للأجهزة الأمنية أصبحت أكثر وأدق؛ بسبب دعم القبائل السيناوية الوطنية لقوات الجيش والشرطة بالمعلومات المحددة؛ لتقل بفضل الله أعداد شهداء وخسائر الجيش والشرطة، مقابل تزايد القتلى والمقبوض عليهم من التكفيريين.

ومن جانبه قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد خبير العلوم الإستراتيجية، إن القوات فى سيناء تصنع معجزات بكل المقاييس، وتقلب موازين النظريات التى تدرسها كليات الحرب فى العالم؛ لأن القاعدة تقول "إذا أردت أن ترهق أى جيش نظامى، ورطه فى حرب عصابات"، والتاريخ القريب يقول أن الجيش الأمريكى بكل أمكاناته ظل عشرة سنوات يحارب الإرهاب فى أفغانستان، وخرج منها دون أن يقضى عليه، مثلما فعل لمدة عشرة سنوات أخرى فى العراق.

وشدد أستاذ العلوم العسكرية على أن القوات المصرية تحرز إنجازات قوية وسريعة، بفضل الله وبدعم الشعب كله ودعاءه، خاصة بعد تعاون القبائل؛ لأن الجماعات الإهابية كانت تجد بيئة حاضنة وسط الأهالى، وهو ما كان يصعب مهمة القوات، التى لا تريد إيقاع خسائر بين المدنيين.

مشيرا إلى أن الأرقام تؤكد تراجع العمليات الإرهابية، وإحباط محاولات كثيرة، و تصفية أعداد أكبر من العناصر شديدة الخطورة، والقبض على كثيرين،  وهو ما يعكس تقلص قدرة الإرهاب على مقاومة القوات. بالإضافة لإنخفاض الخسائر من الشهداء والمصابين، بفضل الله و بتعاون أهالينا الشرفاء من بدو سيناء.