تصاعد المواجهات بين داعش والجيش العراقى من أجل أستعادة الأرض

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية

تتوالى إنتصارات الجيش العراقى النظامى، ونجاحاته فى إستعادة الكثير من المواقع والمدن التى كان تنظيم داعش الإرهابى قد إستولى عليها، تلك الإنتصارات وإن كانت تسعد الشعوب العربية الرافضة لإنتشار التطرف، والمدركة للخطر الداعشي ومخططاته لتفتيت الدول العربية، ولكنها فى السياق ذاته، تسير علامات إستفهام، حول من يقف وراء هذه الإنجازات، وهل هناك دول أو كيانات تدعم وتسلح الجيش العراقى، فى مواجهة التنظيم الإرهابى المتطرف.

فى البداية قال الشيخ نبيل نعيم القيادى الجهادى السابق، إن تنظيم داعش هو نفسه جماعة الإخوان، حيث يكفرون كل من هو خارج دائرتهم، ويستبيحون دماءهم وأعراضهم، لافتا إلى أن داعش فى العراق وسوريا يتلقى دعم رهيب، من أمريكا وإسرائيل وتركيا، بهدف تفتيت الدول العربية، مشيرا إلى أنه بالنسبة للعراق تحديدا هناك "سبوبة" البترول، حيث تبيع داعش بترول العراق بربع ثمنه لدولتين هما إسرائيل وتركيا.

ونفى نعيم ما يتردد من أن إيران تدعم "داعش"، موضحا أن داعش والقاعدة يكفرون الشيعة ويعتبرونهم مرتدين، فكيف تدعم دولة تنظيما يكفرها.

وشدد القيادى الجهادى السابق، على أن الصهيونية العالمية تراهن الأن على طهران؛ لأنها تدعم الكيانات الشيعية فى العراق وسوريا ولبنان، بهدف إشعال مواجهات وحروب مذهبية بين السنة والشيعة فى هذه الدول، لتقسيمها وتفتيتها، مؤكدا على أن قوات الحشد الشعبى العراقية شيعية، وتتلقى دعم من الحرس الثورى الإيرانى لتواجه داعش.

ومن جانبه قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم الإستراتيجية، إن الجيش العراقى بالفعل يحقق إنتصارات ويتقدم بشكل كبير، وكما قلنا وأكدنا أن الحروب "الغير متماثلة" للجيوش مع الميلشيات والجماعات المسلحة، تستغرق وقتا طويلا وترهق الجيوش النظامية، لكن لم يعرف التاريخ جماعات إرهابية هزمت دولة.

وأضاف فؤاد إن أمريكا ظلت عشر سنوات تحارب الإرهاب فى أفغانستان، وخرج منها الجيش الأمريكى بكل إمكاناته دون أن يقضى على الإرهاب، وما فعلوه فى العراق هو أنهم سلموها للشيعة، حيث لا يخفى على أحد أن حكومة نورى المالكى السابقة، كانت موالية لإيران.

ووصف الخبير الإستراتيجى الحكومة العراقية الحالية بأنها أكثر توازنا،  من سابقتها؛ لأنها تحتفظ بعلاقات جيدة مع طهران، و رئيسها قال أنه يتطلع لعلاقات متميزة مع القاهرة، بل وطالب بالتدخل المصرى للصلح بين الفصائل العراقية، وهو ما يعنى أنه يسعى لتحقيق توازن بين التقارب مع إيران،  وبين الهوية العربية للعراق.

ومن جانبه قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى، إن حكومة المالكى حاولت تفتيت وتدمير الجيش العراقى، بإضطهاد الضباط السنة والبعثيين، تلاميذ نظام صدام حسين، مما دفع بعض هؤلاء لإعلان تأييدهم لداعش فى البداية، وحينما تكشفت مخططات التنظيم الإرهابى، وتمت إقالة حكومة المالكى، بدأ الجيش العراقى الأن فى إستعادة قواه.

ولم يستبعد الخبير العسكرى أن تكون أمريكا تدعم الجيش العراقى بالسلاح، مثلما تدعم داعش، لأن الأمر فى النهاية بالنسبة لهم، "بيزنس" لبيع إنتاج مصانعهم المتحكمة فى إقتصاد بلادهم، والتى توجه القرار  السياسى لصالح تحقيق مزيد من المبيعات، مقابل إشعال الحروب فى المنطقة لسنوات قادمة.