مى سمير تكتب: غراميات عمر الشريف.. وسر عشقه للقمار

مقالات الرأي



رصدتها الصحافة العالمية عقب وفاته

■ خسر 750 ألف إسترلينى فى ليلة واحدة.. وباع شقته فى باريس بسبب لعبة «الروليت»

قضى حياته غريبا يتنقل بين الفنادق ولا يعرف طعم الاستقرار، فى الصيف كان يقيم فى دوفيل بفندق رويال، وفى الشتاء كان يفضل العودة للقاهرة والإقامة فى أحد فنادقها وعادة كان يفضل شيراتون القاهرة، بينما كان يفضل البقاء فى باريس فى الخريف والشتاء حيث يقيم بفندق مونسو، إنه عمر الشريف الذى أجاد التمثيل بست لغات وحملت حياته الكثير من التفاصيل والحكايات التى سارعت صحافة العالم برصدها مع رحيله عن عمر يناهز الثلاثة وثمانين عاما.

1- كواليس هوليود

القت جريدة الدايلى ميل البريطانية الضوء على الكثير من الحكايات والقصص التى عاشها عمر الشريف فى هوليود. فى كواليس فيلم فتاة مرحة عام 1968 اشتعلت شرارة الحب بينه وبين نجمة العمل بارابرا ستريساند. فى البداية كان عمر يعتقد أنه سيقف أمام ممثلة لا يراها جميلة بالقدر الكافى ولكن بمرور الوقت وباعترافه وقع أسير موهبته وشخصيتها المختلفة ليجد نفسه فى النهاية واقعا فى غرامها.

استمرت قصة الحب بينهما على مدار أربعة أشهر هى مدة تصوير الفيلم، وعلقت الممثلة والمغنية الأمريكية الشهيرة على هذه العلاقة بأن خلال تصوير الفيلم اختلط الواقع بالخيال وامتدت قصة الحب من أمام الكاميرا إلى الكواليس، وأضافت إن كليهما فقد القدرة على التمييز والتفكير المنطقى أثناء تصوير الفيلم.

كواليس هذا الفيلم حملت الكثير من المشاكل والتفاصيل المثيرة، فقد بدأت التدريبات على هذا العمل فى صيف 1967 باستديوهات كولومبيا ومع اشتعال الحرب بين مصر وإسرائيل فى يونيو من هذا العام وجد الشريف نفسه وسط فريق عمله أغلبه من اليهود الراغبين فى طرده من الفيلم.

ولم يقتصر الأمر على العاملين بالفيلم، فعلى سبيل المثال أبدت والدة الممثلة باربرا ستريساند رفضها لقيام ابنتها بالتمثيل أمام ممثل مصرى. كما فكر بعض المسئولين فى الاستديو بمطالبة عمر الشريف بتقديم بيان رسمى يدين فيه وطنه مصر. بالطبع رفض عمر الشريف تقديم مثل هذا البيان وكادت بالفعل شركة الانتاج أن تقوم بفسخ العقد مع الشريف لولا أن مخرجه ويليام ويلير هدد شركة الإنتاج وأكد لهم أنهم إذا تخلوا عن الشريف سوف يقوم أيضا بترك الفيلم.

نجح عمر الشريف فى الحفاظ على دوره بالفيلم الشهير ولكن حالة الجدل استمرت عندما انتشرت صورة له وهو يتبادل القبلات مع بطلة فيلمه اليهودية.

شنت الصحافة المصرية هجوما كبيرا على عمر الشريف وطالب البعض بسحب الجنسية منه، وعندما أبلغ الشريف باربرا ستريساند عن غضب بلده منه، ردت قائلة: إن الغضب فى مصر لا يساوى حجم غضب عمتها سارة من علاقتها به.

2- عشق المقامرة

فى نهاية عام 1968 وقف عمر الشريف أمام أيقونة الجمال فى السينما الفرنسية كاترين دينيف فى الفيلم الرومانسى التاريخى (مارلينج) لتبدأ من جديد قصة حب جديد فى كواليس أحد أفلام الشريف. ولكن النجم المصرى العالمى أكد اكتشافه أنه لم يكن صادقا فى حب كاترين دينيف والدليل أنه لم يتألم عندما انتهت العلاقة. واستمرت العلاقات العاطفية العابرة فى حياته وضمت القائمة على سبيل المثال الممثلة باربرا بوشيه وذلك بعد فترة قصيرة من وقوفها شبه عارية فى جلسة تصوير لصالح مجلة البلاى بوى.

وإذا كان عمر الشريف كان يؤكد دائما أن زوجته الأولى والوحيدة النجمة الراحلة فاتن حمامة هى حب حياته وأن حياته لم تتذوق طعم العشق منذ طلاقهما، فإن حياة الشريف عرفت عشقا حقيقا من نوع آخر وهو عشق المقامرة، وقد اشتهر بكونه واحدا من أشهر لاعبى البريدج فى العالم، وهناك لعبة بريدج على الإنترنت تحمل اسمه. وفى حوار له مع الـ «بى بى سى» عام 1978 أكد الشريف أنه لا يستطيع أن يتخيل حياته بدون الكروت فى يده.

بعد أن خسر الشريف 750 ألف إسترلينى فى ليلة واحدة فى لعبة الروليت، اضطر لبيع شقته فى باريس، وصرخ فى قائلا بأنه لم يعد يملك أى شىء سوى حقيبة ملابسه، وأضاف قائلا: إنه وحيد ومفلس وأن حياته كان من الممكن أن تتغير إذا كان قد عثر على المرأة المناسبة التى تستكمل معه مشوار حياته.

لكن خسائر القمار لم تثنه عن المغامرة والمقامرة وهو الأمر الذى دفع به إلى المشاركة فى العديد من الأفلام غير المهمة وذلك بدافع الحصول على المال الكافى من أجل الاستمرار فى اللعب. كره عمر الشريف هذه الأدوار إلى حد كبير، وفى حوار له أشار إلى أن اضطراره لكى يحفظ حوار رديئا والاستماع لتوجيهات مخرج لا يفقه شيئا فى فنون السينما كان بمثابة تعذيب غير محتمل.

3- حكاية ابنه غير الشرعى

شهد عام 1999 واحدا من أهم القصص إثارة فى حياة عمر الشريف عندما ادعت صحفية إيطالية أنه والد ابنها روبن والذى ولد عام 1969، ولكن النجم المصرى كان يؤكد دائما أن علاقة قصيرة للغاية جمعت بينهما، وبالتالى فهو لا يعتبر روبن ابنا شرعيا له، وأضاف: إنه عندما أقام العلاقة اعتقد أن الصحفية تستخدم حبوب منع الحمل، ولكنه كان مخطئاً ولهذا يعتقد أنه استغلته فقط من أجل إنجاب الطفل الذى يشبهه إلى حد كبير ولكنه لا يعتبره ابنه. فى المقابل كان الشريف يشعر بحب جارف تجاه ابنه طارق من فاتن حمامة وربطته علاقة قوية بأحفاده وكان يتبنأ لحفيده عمر بأنه سيكون ممثلا شهيرا.

4- ذكريات مؤلمة

شهد عام 2003 واحدة من أشهر الحوادث فى حياة الشريف، فبعد أن خسر 20 ألف إسترلينى فى أحد كازينوهات باريس، دخل فى مشاجرة مع ضابط شرطة فرنسى وقام بالاعتداء عليه وحكم عليه بالسجن مع إيقاف التنفيذ.

الطريف أن الشريف، علق قائلا: إن هذه الحادثة جعلت منه بطلا فى عيون الفرنسيين الذين يحلم كل واحد فيهم بضرب رجال الشرطة. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يفقد فيها الشريف أعصابه، فى إحدى المرات قام بتحطيم مطعم فى اليونان، وفى مرة أخرى صرخ فى وجه إحدى معجباته التى كانت تريد التقاط صورة معه، ولكن باستثناء عدد قليل من الحوادث التى فقد فيها الشريف أعصابه، كان الجميع يشهد له بأنه شخصية ساحرة تأسر كل من يقابلها.

ومن أكثر الذكريات المؤلمة فى حياة عمر الشريف عندما تعرض لأزمة قلبية فى فندق جورج الخامس فى باريس عام 1994، وأثناء تعرضه للأزمة وهو مستلقى على السرير شعر بحزن شديد عندما اكتشف أنه لا يوجد أحد يمكن له الاتصال به لكى يساعده.

ومع عام 2012 وأثناء تواجده فى باريس كان الشريف يحافظ على روتين يومى لا يخرج عنه حيث لا يستيقظ إلا فى الظهيرة، ثم يأخذ حماما قبل أن يقوم بالتمشية فى شوارع باريس. وقد صرح فى حوار له فى هذا العام لإحدى الجرائد الفرنسية أنه يريد العثور على صديق يصطحبه للخروج فى المساء.

5- عاشق للعالم العربى

ما لايعرفه الكثيرون عن عمر الشريف أنه كان حريصا على الدفاع عن العالم العربى والشرق الأوسط كلما أتيحت له الفرصة، وبحسب موقع قاعدة معلومات الأفلام فإن عمر الشريف التقى مع الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن قبل أن يقوم بغزو العراق، وقال له بالحرف إنه عليه التخلى عن فكرة غزو العراق فالدول العربية ليست مثل غيرها من دول العالم وأنه إذا ذهب هناك سوف يغرق.