الحب زمان.. "عنتر" يخون "عبلة" وهي تزداد عشقاً له.. "ليلى" تزوجت و "قيس" جُنّ بحبها

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بين أصدقائها تجلس قائلة «جبلي دبدوب كبير بس اتخانقنا لأنه مش كتبلي بوست على الفيس بوك وقالي  Happy valentine..بيقولي يا تافهة، فين بس أيام حب زمان يا ريتهم ياخدوا "قيس" عبرة ويشوفوا ازاي كان هيموت على ليلى ومبصش لغيرها".
وبمشهدٍ آخر جلس من يتحدثون عنه مع صديقه يقول: «أنا مكتبتش بوست قولت أعبر عن مشاعري بفعل وهي مصرّة على المظاهر، والله أنا زهقت فين أيام حب زمان يا ريتهم ياخدوا عبلة عبرة ويشوفوا ازاي كانت بتحب عنتر رغم انه اتجوز عليها".
ولعلنا ندرك بهذه الكليمات لسان حال عدد كبير من فئات شباب القرن الـ21، في ضوء ذلك استرجعت "الفجر" قصص الحب القديمة لعلها تعبّر عن الحب السامي.
"عنتر" يخون «عبلة» وهي تزداد عشقاً له
"يا عَبلَ حُبُّكِ في عِظامي مَع دَمي مّا جَرَت روحي بِجِسمي قَد جَرى.. وَ لَقَد عَلِقتُ بِذَيلِ مَن فَخَرَت بِهِ بسٌ وَسَيفُ أَبيهِ أَفنى حِميَرا»، كانت تلك أشعار «عنتر بن شداد» شاعر قبيلة «بني عبس» لحبيبته وبنت عمه «عبلة»، تلك الشخصيتان اللذان كوّنا بحبهما أقوى قصص الحب والرومانسية التي يتحاكى بها العالم حتى اليوم.
فكان عنتر فارس بني عبس المغوار بسبب حبه لعبلة؛ فهو أسود الوجه قوي البنّيه، وكان والده هو شداد بن مالك الذى رفض الاعتراف به في البداية لان أمه جارية تدعى «زبيبة»، ولكن شجاعة عنتر هي من أرغمت والده على الاعتراف به.
وقد أظهر "عنتر" تلك الشجاعة بسبب "عبلة"، حيث أنه خاض الكثير من المعارك ليثبت أنه جدير للفوز بحب عمره الذي يتغنى به في أشعاره، وبالتزامن مع أفعال عنتر إلا ان أخو عبله وزوج اختها تآمروا للقضاء عليه وإبعاده عنها، لكن محاولاتهم فشلت، إلى أن حاول والد عبلة لإنهاء الأمر فطلب من عنتر مهر ألف ناقة من «النوق العصفور» ظناً منه بعدم تمكن عنتر من التنفيذ ولكنه فعلها وفاز بعبلة بعد موافقة والدها بعد العديد من المعارك التي أثبت خلالها قوة الحب التي انتهت بالزواج.
ولم تنتهي قصة الحب نهاية سعيدة، فبعد زواج عنترة من عبلة بسته أشهر لم تظهر عليها أي أعراض الحمل، وخاض عنترة الكثير من الغزوات والحروب، وتزوج على عبلة ثمانية نساء بهدف الإنجاب، كما قالت السيرة الذاتية لعنتر بن شداد أنه خان عبلة ثلاثين مرة.
وبالرغم من خيانة عنتر لعبلة إلا أنها ما زالت تحتفظ بحبه وكانت تقول: «ملك عنتر مائه امرأة ما يريد سواي، ولو شئت رددته إلى رعى الجمال وحق ذمه العرب أنه يبقى لشهر والشهرين لم أخليه يدنو منى حتى يقبل يدى ورجلي، وإني معه هذا الزمان ما رزقت منه بولد".
"ليلى" تزوجت و "قيس" جُنّ بحبها
قيس «مجنون ليلي» الذي فقد عقله وسمعته لبوحه بحبه لليلي، فمن شدة حبه لها نسي العادات والتقاليد وتغنى بذلك الحب.
قيس بن الملوّح أحب ليلى بنت سعد العامري ابنة عمه حيث نشأ معها وتربيا وكبرا سويًا حيث كانا يرعيان مواشي والديهما فأحب أحدهما الآخر فكانا بحق رفيقين في الطفولة والصبا فعشقها وهام بها.
ولأن العادة في البادية وقتها عندما كبرت ليلى حجبت عنه، فهام على وجهه من شدة الفراق وظل يتغنى بحبه لها وينشد أشعاراً كثيرة لها، ثم تقدم قيس لعمه طالبا يد ليلى بعد أن جمع لها مهراً كبيراً وبذل لها خمسين ناقة حمراء، فرفض أهلها أن يزوجوها إليه، حيث كانت العادة عند العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب لأن العرب قديماً كانت ترى أن تزويج المحب المعلن عن حبه بين الناس عار وفضيحة.
وفي نفس الوقت تقدم لليلى رجل من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقيلي، وتزوجها ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطائف بعيداً عن قيس.
فهام قيس على وجهه في البراري والقفار ينشد الشعر ويتغنى بحبه لليلى، التي ماتت بعد تعذيبها من زوجها بسبب إعلانها لحبها من قيس، ولم يعلم قيس بوفاتها ولكنه ظل يتجوّل بالصحراء حتى وجدوه متوفياً بين صخورها.