إيمان كمال تكتب: خيرى رمضان «بص العصفورة»

مقالات الرأي



منذ أشهر شاهدنا حلقة الإعلامى أحمد موسى التى قام من خلالها بعرض أحد الفيديوهات والذى وصفه بالحصرى ليكشف عن أن روسيا بالفعل تقوم حاليا بتوجيه ضربات إلى سوريا لمحاربة الإرهاب والدواعش ،وبأنه استطاع نقل الحرب مباشرة على قناة صدى البلد بفيديو حصرى ،ليتم بعدها الكشف عن أن هذا الفيديو عبارة عن لعبة (بلاى ستيشن) يتم من خلالها استخدام طائرات حربية ومهاجمة مواقع محددة ،تحول الأمر حينها إلى زوبعة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى فى حين اختفى دور غرفة صناعة الإعلام التى لم تكلف نفسها وتعلق على الأمر حتى أن أحمد موسى نفسه لم يعتذر عن الفيديو أو يبرر الموقف ومر الأمر مرور الكرام.

وعاد موسى ليثير الجدل مرة أخرى مستغلا أزمة خالد يوسف مع إحدى السيدات التى اتهمه زوجها بأنه تحرش بها ليقوم بعرض صورة المخرج مع هذه المرأة وقام بالاعتذار عن الواقعة بعد ذلك بعد أن تصاعد الموقف عبر مواقع التواصل الاجتماعى فقط!! واتهامه بتجاوز الخطوط الحمراء للحريات الشخصية وهى نفس الواقعة التى تسببت قبلها فى وقف برنامج "ريهام سعيد" فخشى موسى أن يواجه نفس المصير بسبب الضغط الجماهيرى.

أما رانيا محمود ياسين على قناة العاصمة قررت عمل ضجة بطردها للضيف الملحد وبأنها تدافع عن الله سبحانه وتعالى ولكنها قامت باستضافته بناء على رغبة فريق العمل فى البرنامج ،إلا أنها مؤخرا عادت لتستضيف أحد الأشخاص الذى عرف نفسه بأنه يحضر أرواح وقام بتحضير روح "الرئيس الراحل أنور السادات" ،الأمر ليس نكتة أو مشهدا فى فيلم كوميدى ولكنه حدث بالفعل فى البرنامج ليرحب بالروح فى الاستوديو ويتحاور معها عن حال مصر حاليا ويحذر السادات من خلاله المصريين من أن يلقى السيسى نفس مصيره وعليهم أن يكونوا معه يدا واحدة ،بالطبع حققت الحلقة نسبة مشاهدة كبيرة عبر اليوتيوب ونالت نصيبها من السخرية وبالتأكيد وفقط (عبر مواقع التواصل الاجتماعى) دون أى رد فعل من غرفة صناعة الإعلام.

مواقف عديدة وكثيرة قنوات تستضيف بعض الممنوعين على شاشتها، وتتجاوز الخط الأحمر، وأصبح الأمر كلما استطعت أن تحصل على نسبة مشاهدة كبيرة فأنت على قمة الميديا والإعلام.

طيب .. (بص العصفورة)

خلافات الأطباء والشرطة، قطر بنى سويف، أزمة الدولار، حوادث الطريق التى زادت فى الشهرين الماضيين، مقتل الشاب الإيطالى، أزمات داخلية وخارجية كفيلة لانهيار الدولة.

لكن لا يوجد مشكلة من أن نقرر التضحية بالإعلامى خيرى رمضان والتهمة بأنه لم يكن حادا مع الضيف الذى اتهم نساء الصعيد بالخيانة وقال بأن 45% من نساء الصعيد ونساء الدلتا يقعن فى فخ الخيانة الزوجية بسبب فشل حياتهن مع أزواجهن.

الحلقة كانت 9 ديسمبر الماضى قبل شهرين ولكن فجاءة الموقف تم تصعيده بعدما قدم نواب مجلس الشعب بلاغا للنائب العام وغرفة صناعة الإعلام والتى قررت بدورها وقف برنامج "ممكن" والإعلامى خيرى رمضان لمدة 15 يوما على أن يخضع للتحقيق.

تيمور السبكى فى الحلقة التى كان محورها الحياة الزوجية وضمت العديد من الضيوف حاول استفزاز أغلب الموجودين بتصريحاته ضد المرأة المصرية عموما وبأنها الأكثر خيانة من الرجل بحسب ما يأتيه على صفحته "يوميات زوج مطحون" على الفيس بوك والتى أنشأها من فترة ويصله مئات بل الآلاف الرسائل وقال بأن نسبة الخيانة من المرأة المصرية قد تصل إلى 90%.

حين عرضت الحلقة وقتها لم يشتك أهل الصعيد ولا الدلتا من هذا التصريح ولكن بعد اقتطاع جزء من الفيديو وإثارة الجدل تم تصعيد الموقف لتتخذ غرفة صناعة الإعلام قرارا لأول مرة دون تحديد معايير وأسباب لهذا القرار.

لم يقل خيرى رمضان بأنه يدعم وجهة نظر الضيف؟ بل كان محاورا حياديا لكل الأطراف مثلما اعتاد فى برنامجه فى الآونة الأخيرة ،والذى يتناول من خلاله بالفعل قضايا محترمة مدعمة بضيوف قليلا ما تثير الجدل "الأصفر" بل على العكس فهو من النماذج القليلة التى تؤكد أن هناك إعلاما جادا وحياديا فى مصر سواء اتفقنا معه أو اختلفنا أحيانا فى وجهة نظره. وأخيرا، فكونى واحدة من بنات صعيد مصر لم تزعجنى تصريحات "تيمور" لأننا تعلمنا بأن الشرف أغلى بكثير من كلمات ساقطة .