«محمد نجيب» ورؤساء مصر.. بين «الاعتقال» و «المواساة» و «الطرد»

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

في مثل هذا اليوم الـ19 من فبراير 1901، ولد أول رئيس لـ«مصر» اللواء محمد نجيب وسط أسرة بسيطة لأب مزارع وأم سودانية ربة منزل بالسودان.
ومر العديد من المراحل الهامة على حياة «نجيب» ولكن كانت أهمها تلك الفترة التي تولى فيها رئاسة البلاد بعد إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وانتهت بعد خلاف مع مجلس قيادة الثورة لتنتهي بإنهاء فترة رئاسته وتحديد إقامته بڤيلا في منطقة المرج.
وبالرغم من تحديد إقامته إلا أن رؤساء مصر من بعده كانت لهم بعض المواقف معه، فمنهم من حدد إقامته ومنهم من كرمه، ورصدت «الفجر» مواقف رؤساء مصر مع أول رئيس جمهورية «محمد نجيب».
«عبد الناصر» حدد إقامته وأقصاه تاريخياً وسياسياً
كانت العلاقة بين الرئيسين عبد الناصر ونجيب في بدايتها قوية وبنهايتها انقلبت رأس على عقب لتتحول العلاقة إلى أقصى الشمال ويعتقل عبد الناصر نجيب ويحدد إقامته.
فعندما شكل جمال عبدالناصر تنظيم الضباط الأحرار، أراد أن يقود التنظيم أحد الضباط الكبار لكي يحصل على تأييد باقي الضباط، وبالفعل عرض الأمر على محمد نجيب فوافق على الفور، وكان اختيار تنظيم الضباط الأحرار لنجيب سر نجاحه داخل الجيش.
وتولى نجيب رئاسة الجمهورية عام 1953، إلى أن بدأ الخلاف مع عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة، فكانت بداية الخلاف عند إعلان عبد الناصر عن رغبته في تعيين صديقه عبد الحكيم عامر قائد عام للقوات المسلحة، وكان هذا القرار يتعارض مع قواعد الجيش حيث سيتم ترقيته مباشرة من رتبة صاغ إلى رتبة لواء متخطياً العديد من الرتب ويتعدى على نظام الأقدمية المتبع في الجيش، ورفض محمد نجيب هذا الأمر، وظل يقاوم لأكثر من 3 أسابيع حتى رضخ في النهاية أمام قرار المجلس وأصدر قراراه بتعيين عامر.
وكان الخلاف على تعيين عبد الحكيم عامر نقطة تحول بالنسبة لنجيب حيث وجد أن مقاليد السلطة بدأت تتجمع في يد بعض الشخصيات وأصبحت تتمتع بنفوذ وقوة كبيرة، مما جعله يفكر في إرساء الحياة المدنية مرة أخرى وإنهاء سيطرة الجيش على الحكم، لذا تسبب ذلك في إقصاءه من التاريخ والسلطة.
فأقيل من جميع مناصبه في 14 نوفمبر 1954، ثم قدم استقالته فى فبراير من نفس العام وأصدر مجلس القيادة بيانا بإقالته، وحدد عبد الناصر إقامته لأكثر من 25 عاما فى فيلا زينب الوكيل «زوجة النحاس باشا» بالمرج وأقصاه تاريخياً وسياسياً.
وعندما جاء العدوان الثلاثي على مصر طلب نجيب من عبد الناصر أن يعود كفرد للجيش وينضم للمواجهة ولكن الأخير رفض، واستمر في إقصائه له ومنع ظهوره إعلامياً، ووضع عليه حراسة مشددة كانت تعامل نجيب وعائلته بقسوة وغلاظة.
كما قام عبد الناصر لتدمير أرشيف ومقتنيات ونياشين الرئيس محمد نجيب مرة في عام 1954.
«السادات» شوهه ثم عفى عنه
وتباينت ردود أفعال الرئيس الراحل السادات مع نجيب، حيث بدأت بالتشويه لكسب ثقة جمال عبد الناصر أثناء حكمه، وانتهت بالعفو عنه بعد سنوات طويلة من تحديد إقامته بعد رحيل عبد الناصر.
وفي تصريحات صحفية قال محمد يوسف محمد نجيب، حفيد الرئيس محمد نجيب أن الرئيس أنور السادات شارك في تشويه صورة محمد نجيب أثناء حكم الرئيس جمال عبدالناصر، فكان يردد دائما أن نجيب كان لا يصلح رئيساً لمصر، ولا واجهة للحكم، وأن أمه سودانية وليست مصرية.
ولكن  فور توليه حكم مصر، ألغى تحديد إقامة محمد نجيب، وكان يرسل له طبيب ليطمئن على صحته، في قصر زينب الوكيل زوجة النحاس باشا.
«مبارك» واساه وطرد أهله
كانت مواقف الرئيس  الأسبق محمد حسنى مبارك متضاربة مع الرئيس محمد نجيب، ففي بدايتها واصل مبارك عزل الرئيس محمد نجيب عن الناس حتى توفاه الله، ولكنه حرص على مواساته في فترة مرضه الأخيرة، وكان حريصا على أن يرسل له باقات ورود في غرفته بمستشفى المعادي العسكري قبل وفاته وأمر لجنة صياغة التاريخ بذكر الدور المهم الذى قام به الرئيس محمد نجيب في ثورة الضباط الأحرار في العام 1952.
وأقام مبارك لنجيب جنازة عسكرية مهيبة بعد وفاته، ولكن من تضارب مواقفه مع الرئيس فحين عادت الأسرة من الجنازة وجدوا أمتعتهم خارج الفيلا وطردوا منها.