زي النهاردة.. "عبدالناصر" يغلق خليج العقبة ويخسر حلم العروبة

تقارير وحوارات

جمال عبدالناصر- أرشيفية
جمال عبدالناصر- أرشيفية



أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في مثل هذا اليوم من عام 1967،  إغلاق "خليج العقبة" في وجه السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي، حيث كانت الحشود الإسرائيلية على سوريا هائلة والوضع في الشرق الأوسط متأزم وهو الأمر الذي دفع برئيس الجمهورية العربية المتحدة لاتخاذ هذا القرار الذي كانت عواقبه احتلال سيناء.

يعد "خليج العقبة" الفرع الشرقي للبحر الأحمر يقع شرق شبه جزيرة سيناء، يبلغ طوله من مضيق تيران جنوبًا إلى وادي عربة شمالًا بمقدار 160 كم، أما عرضه 24 كم، وفي الجهة الشمالية من الخليج توجد 3 مدن عربية مهمة هم مدينة حقل في السعودية، وطابا في مصر، والعقبة في الأردن، وإيلات في إسرائيل.

وبعد القرار أبلغ محمد أنور السادات، رئيس مجلس النواب آنذاك، الرئيس جمال عبد الناصر تحذير الاتحاد السوفيتي "روسيا حاليًا" بأن إسرائيل تنوي اجتياح سوريا، وهو ما اعتبره "ناصر" تهديدًا للجمهورية العربية المتحدة بموجب اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر وسوريا.

"ناصر" يخسر حلم اتحاد العروبة
كان عبد الناصر قد تحدث عن مقدمات الأزمة عقب القرار، قائلا، إن: "التهديد الإسرائيلي ضد سوريا كان محققاً ومؤكدًا، وإسرائيل حشدت قوات تقدر بما يتراوح بين 11 و13 لواء، وكان محددًا لعملية غزو سوريا يوم 17 مايو الحالي وتحركنا بسرعة يوم 14 وطلبنا أن تنسحب قوات الطوارئ في مثل هذا اليوم 23 مايو 1967 وتم تنفيذ القرار"، وعقب هزيمة الدول العربية في حرب الأيام الستة "النكسة" ضد إسرائيل، والتي نتج عنها احتلال سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية، تراجع المد القومي وضعفت الحركات الوحدوية بين العرب، وهو ما جعل حلم "ناصر" في الوحدة العربية يتبخر.

دور عبد الحكيم عامر في القرار
"إن القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة قد اتخذت خلال الأيام الأخيرة مواقع تملك منها القدرة على الرد وعلى الردع، وأنا أقول إنه قد آن الأوان لكي يوضع حد حاسم لسياسة التبجح والغرور التي يتصرف بها العدو الإسرائيلي"، ردد عبد الحكيم عامر، قائد الجيش، تلك الكلمات ليؤكد بها قدرة القوات المسلحة على خوض الحرب ضد إسرائيل، وهو ما اعتمد عليه "ناصر" في قراراته.

تهديد خطير للسلام
وأعلن الرئيس الأمريكي جونسون، فى بيان أن الحصار الذي فرضته الجمهورية العربية على الملاحة الإسرائيلية عمل غير مشروع وتهديد خطير للسلام، وأصدرت وزارة الخارجية البريطانية بياناً أعلنت فيه أن بريطانيا تعتبر خليج العقبة ممر ملاحة دولي يجب ضمان حرية الملاحة فيه.

أما الاتحاد السوفيتي، روسيا حاليا، فعبر عن موقفه فى رسالة سلمها سفيره فى مصر لـعبد الناصر بعد العودة من "أبو صوير"، وكانت عبارة عن نسختين واحدة مكتوبة على الآلة الكاتبة باللغة الروسية، والثانية بخط اليد باللغة العربية، وفى الاثنتين تأييد كامل لموقف مصر.

غضب عبد الناصر
أجبرت هذه الأزمة، خروج ناصر عن صمته، ليعرب عن غضبه الشديد من المساعدات التي يقدمها الجانب الإيراني إلى إسرائيل، من خلال إمدادهم بالبترول، وأكد أن كل الإمدادات البترولية التي تصل إسرائيل، تصلها عبر ميناء إيلات من إيران. كما علق ناصر على النكسة، وقال إن التهديد الإسرائيلي ضد سوريا كان محققًا ومؤكدًا، وأن إسرائيل حشدت قواتها، وكانت عملية غزو سوريا معدة مسبقًا من يوم 17 مايو، وتنفيذًا لقرار غلق الخليج، كانت أبرز تداعياته وقوع نكسة 1967.