"السيسي" وأزمة الكهرباء.. تفاصيل رحلة شاقة على مدار عامين لمواجهة التحدي الأكبر

تقارير وحوارات

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي - أرشيفية



مصر نجحت في القضاء على أزمة الكهرباء التي عانت منها منذ 8 أعوام، وإنها أصبحت قادرة على إمداد المصنعين بالطاقة.. هكذا أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في حوار له مع مجلة "جون أفريك الفرنسية، في فبراير الماضي، كما أنه في مايو الماضي وأثناء فعاليات افتتاح محطة كهرباء أسيوط، أوضح أن المصانع المعطلة والاستثمار وخطة التنمية فى مصر كانت متوقفة على العبور من أزمة الكهرباء التى عانت منها مصر، قائلا: "مشروعات ومحطات توليد الكهرباء التى تم تنفيذها متتعملش ببساطة وده اتعمل بجهد ضخم وإرادة حديدية وتكاليف مالية هائلة"، ليؤكد أن أزمة الانقطاع المستمر للكهرباء على مدار السنوات الماضية كانت بمثابة تحدٍ له، والذي عمل مواجهته من أجل القضاء على تلك الأزمة.

وترصد "الفجر" في تقريرها التالي، مسيرة الرئيس السيسي ومسؤولي الكهرباء للقضاء على هذه الأزمة على مدار العام الثاني من فترة توليه الحكم. 

أول محطة كهرباء بالفحم في البحر الأحمر
في 12 نوفمبر 2014 وقعت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والمهندس أسامة بشاي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أوراسكوم للإنشاء ومحمد المهيري رئيس قطاع الاستثمارات بمجموعة آيبيك، مذكرة تعاون لإنشاء أول محطة كهرباء تعمل بالفحم بتكلفة تصل إلى 3.5 مليار دولار، والتي تعد أكبر مشروعًا استثماريًا منذ ثورة 30 يونيو.

وسيكون مشروع محطة توليد الكهرباء فى محافظة البحر الأحمر بمنطقة الحمراوين باستخدام تكنولوجيا الفحم النظيف، لإنتاج ما بين 2000 و3000 ميجاوات باستثمارات كبيرة تتعدى 3.5 مليار دولار.
وكانت أوراسكوم أعلنت أن بدء العمل بالمحطة خلال الربع الأول من عام 2016.

محطة توليد كهرباء العين السخنة
وفي 6 مايو 2015، افتتح المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء آنذاك، محطة توليد كهرباء العين السخنة بقدرة 1300 ميجاوات، والتي تعد من إحدى مشروعات خطة القطاع الخمسية الحالية 2012-2017 للوفاء باحتياجات كافة القطاعات من التغذية الكهربائية.

وتتكون المحطة من وحدتين بخاريتين قدرة كل منهما 650 ميجاوات وتعمل بالغاز الطبيعى كوقود أساسي والمازوت كوقود بديل، وتعد المحطة الأولى فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط التى تعمل بنظام الضغوط فوق الحرجة  "Ultra Super Critical"  بالإضافة إلى أنها أول محطة كهرباء يتم تصميمها طبقاً للكود الدولى للمبانى.

ويبلغ إجمالي مساحة المشروع حوالى 370000 م2 وتقع على خليج السويس بمنطقة العين السخنة جنوب محافظة السويس هذا وتحتوى المحطة على أول محاكى تفصيلى عالي الفنية لتدريب فريق تشغيل المحطة على أقصى ظروف التشغيل وأصعب المناورات وذلك ضماناً لتشغيل المحطة بكفاءة وسلامة عالية، كما يتكون المشروع من 19 حزمة لتعظيم المشاركة الوطنية المحلية، وبلغت التكلفة الإستثمارية للمحطة حوالى 9.6 مليار جنيه مصرى.

وتم تشغيل الوحدة الأولى من المحطة فى مارس 2015 والوحدة الثانية منها فى إبريل من نفس العام، وشارك فى تمويل المشروع عدد من جهات التمويل الدولية متمثلة فى البنك الدولى بنك التنمية الأفريقى الصندوق الكويتى للتنمية الإقتصادية العربية الصندوق العربى للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وذلك إلى جانب الموارد الذاتية للشركة.

أكبر محطة كهرباء عملاقة بـ"البرلس"
في الأول من أكتوبر الماضي أعلن الدكتور أسامة حمدي، محافظ كفر الشيخ السابق، عن بدء إقامة أكبر محطة كهرباء في العالم بمنطقة البرلس شمال غرب المحافظة، بتكلفة 2 مليار يورو وتنتج 4300 كيلووات، بنسبة 15% من إنتاج الكهرباء بمصر و3 أضعاف ما تنتجه محطة السد العالي.

وأوضح  أن مدة تنفيذ المحطة 3 سنوات، بخبرة وصناعة ألمانية عن طريق شركة "سيمنس" على 3 مراحل، الأولى تنتهي في ديسمبر 2016 وتكون ملكيتها بالكامل لصالح الدولة.

وأشار المحافظ إلى أن المحطة بدأت بتطوير ميناء الصيد بالبرلس، لكي تستوعب التوربينات العملاقة الثمانية الواردة من ألمانيا، التي ستقوم بتشغيل المحطة، بتكلفة 35 مليون جنيه لتوسيع الغاطس من 3 إلى 6 أمتار وتوسعة فتحات الدخول لتستوعب سفينة طولها 100 متر وعرضها 13 مترًا وحمولتها 2000 طن، مضيفًا أنه سيتم تقوية الطرق التي ستمر عليها التوربينات وتوسيع البوابات، وسيتم الانتهاء من التطوير خلال 6 أشهر.
وأوضح المحافظ أن المحطة ستوفر 2000 فرصة عمل مؤقتة للشباب و500 فرصة دائمة الأولوية منها لأبناء كفر الشيخ.

صفقة سيمنس واتفاقية إنشاء محطتي كهرباء
في 22 نوفمبر 2015، شهد المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع اتفاقية الإغلاق المالي لمشروع محطة توليد كهرباء بنى سويف ذات الدورة المركبة قدرة 4800 ميجاوات، والذى ينفذه كونسورتيوم سيمنس الألمانية والسويدي إليكتريك بقيمة تصل إلى 2 مليار يورو.

وتتضمن الاتفاقية قيام كونسورتيوم سيمنس الألمانية والسويدي إليكتريك بتدبير تمويل 85% من المكون الأجنبى للمشروع، والذى يتكون من عدد 4 وحدة توليد، وتتكون كل وحدة من عدد 2 تربينة غازية قدرة كل منها 400 ميجاوات وعدد 1 تربينة بخارية قدرة 400 ميجاوات وعدد 2 غلاية لاستعادة الطاقة المفقودة، وسيتم ربطها بالشبكة القومية على جهد 500 كيلوفولت. 

ويتم تنفيذ المشروع بنظام تصميم وإنشاء وتمويل وتسليم المفتاح EPC+Finance لسرعة الانتهاء منه، ومن المتوقع بدء تشغيل المشروع فى نهاية 2016 بإضافة 2400 ميجاوات، على أن يتم تشغيل المشروع بالكامل لتدعيم الشبكة الكهربائية بإضافة 4800 ميجاوات منتصف 2018. 

ويخطط للبدء فى تشغيل قدرات المحطات الثلاث (بنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة) بدءاً من ديسمبر 2016 على أن يتم الانتهاء من تشغيل إجمالى القدرات (14400ميجاوات) فى منتصف 2018 .
 
افتتاح محطة الرياح بـ"البحر الأحمر"
في 29 نوفمبر 2015، افتتح المهندس محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محطة الرياح بمنطقة جبل الزيت بالبحر الأحمر، والتى توفر 200 ميجا وات من الكهرباء، وتم تنفيذها بالتعاون بين هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة وألمانيا والمفوضية الأوروبية وبنك الاستثمار الأوروبى . 

وبلغت تكلفتها 220 مليون يورو، وعقب ربط المحطة بالشبكة القومية للكهرباء، سيصبح إجمالي الطاقة المولدة من الرياح 750 ميجا وات.

تشغيل محطة إنتاج كهرباء من الطاقة الشمسية بالفرافرة
في 30 ديسمبر الماضي شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لأول مرة تشغيل محطة متكاملة لإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة للشمس بقدرة 5 ميجاوات بتمويل إماراتي، والتي تهدف توفير مصدر دائم للكهرباء في المناطق غير المرتبطة بالشبكة القومية للكهرباء.

وجاء ذلك خلال إطلاقه مشروع استصلاح 1.5 مليون فدان بمنطقة "الفرافرة"، وتتضمن المرحلة الثانية من المشروع إنشاء محطة كهرباء عملاقة بقدرة 4 ميجاوات في سهل بركة وعين دالة لخدمة التجمعات العمرانية والزراعية الجديدة.

افتتاح محطة كهرباء أسيوط
في 17 مايو الماضي، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، افتتاح محطة كهرباء أسيوط الجديدة، بقدرة ألف ميجاوات، وسيتم الانتهاء منها فى سبتمبر المقبل على أن تدخل الخدمة فى نفس التاريخ، والتي من المتوقع أن توفر 100 مليون جنيه سنويًا، كما أنها ستغطى تكلفتها خلال 5 سنوات. 

وخلال فعاليات الافتتاح قال المهندس محمد شاكر، وزير الكهرباء، إن الوزارة تملك خطة واضحة عن احتياجات مصر من المحطات الكهربائية حتى عام 2022.

وقاطعه الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلًا: "احنا عايزين نقول للمصريين إن حجم التحدي بدأ من 2008 حتى 2014 ووصل حجم تخفيف الاحمال حوالى 6000 ميجا في 2014، وعايز اقول للمصريين أن مصر عملت في الكهرباء أمر غير مسبوق خلال العامين الماضين".

افتتاح 9 محطات عبر الفيديو كونفرانس
وأثناء الافتتاح من خلال الفيديو كونفرانس افتتح الرئيس السيسي أيضًا عدد من محطات توليد الكهرباء  بـ "عتاقة والمحمودية وشمال الجيزة وغرب دمياط"

محطة عتاقة تضم 4 وحدات بقدرة 160 ميجا وات للوحدة بإجمالى 640 ميجا وات، و تضم محطة المحمودية وحدتين بقدرة 160 ميجا وات بإجمالى قدرات 320 ميجا وات، وتبلغ قدرة محطة شمال الجيزة 2250 ميجا وات، وغرب دمياط 500 ميجا وات.

افتتاح محطة كهرباء السويس 19 يونيو
ومن المنتظر أن يتم افتتاح محطة كهرباء السويس الحرارية، في 19 يونيو المقبل، حيث تم الانتهاء من 96% من الاعمال التنفيذية لها.

محطة كوم امبو
وفي اطار خطة وزارة الكهرباء لتنويع مصادر الطاقة، تم الاتفاق مع الوكالة الفرنسية لإنشاء محطة كوم امبو  لتوليد الكهرباء، باستخدام الطاقة الشمسية، والتي من المنتظر أن تدخل الخدمة في بداية عام 2017 .

إنشاء محطة توليد كهرباء عبر ضخ وتخزين المياه في الصعيد
وتدرس وزارة الكهرباء إنشاء محطة ضخ وتخزين مياه لإنتاج الكهرباء بقدرة 2000 ميجاوات فى محافظة الصعيد، حيث تم التعاقد مع 3 مكاتب استشارات أجنبية لإعداد دراسات جدوى المشروع بالتعاون مع هيئة المحطات المائية.

الهدف الرئيسى لإنشاء المحطة تنمية منطقة الصعيد وتوفير فائض فى إنتاج الكهرباء يمكن استغلاله اقتصادياً من خلال بيعه عن طريق شبكة الربط الموحد إلى الدول المجاورة والمختلفة مع مصر فى فترات الذروة.
ويجرى الآن وضع الضوابط والإجراءات المنظمة لإنشاء محطة ضخ وتخزين مياه لإنتاج كهرباء فى الصعيد بقدرة 2000 ميجاوات، وسيتم استخدام تكنولوجيا حديثة لتخزين الطاقة وستكون لها فوائد، خاصة فيما يتعلق بالتكاليف فى تشغيل الشبكات وعوامل الأمان التخزينية للطاقة الشمسية ولطاقة الرياح، كما أنها تحقق معدل أمان أكبر لتأمين واستقرار شبكة الكهرباء.

واتفقت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة مؤخراً، مع شركة "ساينوهايدرو" الصينية، على إنشاء محطة ضخ وتخزين مياه لإنتاج الكهرباء فى منطقة عتاقة بقدرة 2100 ميجاوات وباستثمارات تقدر بنحو 2.2 مليار دولار.
 ومحطات الضخ والتخزين مصدر غير تقليدي لتوليد الطاقة اللازمة لجأت له وزارة الكهرباء لمجابهة فترات الذروة للأحمال الكهربائية، مقارنة بالأنواع الأخرى من المحطات.