نواب "خارجية البرلمان" يكشفون سر مغازلة "تركيا" لـ"السيسي" في هذا التوقيت

تقارير وحوارات

السيسي والرئيس التركي
السيسي والرئيس التركي أردوغان





العرابي: "تركيا" تمارس الانتهازية لغرض تنفيذ أجندات خارجية
الخولي: "تركيا" تقوم تجاه مصر بلعب نفس الدور الذي لعبته مع إسرائيل 
أبو حامد: النظام في "تركيا" يسعى إلى مصالحه الشخصية.. والاعتذار أولًا


يبدو أن القيادة التركية أدركت أخيرًا حجم الدولة المصرية، وضرورة عودة العلاقات المشتركة بين البلدين، خاصة وأن هناك مصالح تجمع بينهما على الصعيد السياسي والاقتصادي، بعد انقطاع  دام أكثر من 3 سنوات وحالة من التوتر بينهما، في أعقاب ثورة 30 يونيو 2016.

فأعلنت تركيا أمس، الجمعة، أنها ترغب في إعادة العلاقات من جديد مع مصر، حيث أرسل رئيس الوزراء التركي، "بن على يلدرم"، رسالة إلى القيادة المصرية يطالب فيها بالعمل على إعادة العلاقات بين البلدين، قال فيها: "وجهات النظر حول التطورات السياسية في الفترة الأخيرة، لا ينبغي أن يكون لها تأثيرًا على العلاقات التجارية بين الدولتين".

في هذا السياق أكد وزير الخارجية التركى، جاويش أوغلوا، أن تركيا تسعى لبناء علاقات جديدة مع القاهرة، مؤكدًا على أن الشعبين التركي والمصري شقيقان تربطهم روابط تاريخية ودينية عريقة، مضيفًا خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض أنه كانت هناك عدة لقاءات مع سامح شكري، للاتفاق على اجتماع مشترك بينهما لكن تم إلغاؤه. 

واختتم وزير الخارجية التركي: أن أنقرة تتمنى أن تتجاوز مضر المشاكل الداخلية التي تؤثر على اقتصادها فى الوقت الراهن.

عودة العقلانية إلى النظام التركي
وفي هذا السياق، قال السفير محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن ما يردده وزير خارجية تركيا، لا يستحق التوقف عنده، متابعا: "هو أمر متوقع من دولة تمارس الانتهازية السياسية، واعتادت التدخل في الشئون الداخلية لغيرها من الدول بغرض تنفيذ أجندات خارجية مغرضة". 

وأكد "العرابى" على أن مصر تستطيع العيش بدون علاقات مع النظام التركى، ولكنها تتطلع دائما إلى الحفاظ على علاقات وثيقة مع الشعب التركى.

وأضاف العرابى: "تنتظر مصر وبصبر بالغ عودة النظام التركى إلى العقلانية فى حكمه على الأمور والتعامل مع إرادة الشعب المصرى بحكمة سياسية وبدون تدخل فى شئونه الداخلية، وأن هذا الحديث ليس له أى تأثير على مسيرة مصر وشعبها ولكننا نشعر بالتعاطف مع الشعب التركى الذى يظل الضحية الأولى لحكومته". 

"أردوغان" يحافظ على ححكمه
ورأى البرلماني طارق الخولي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن تصريحات الجانب التركي كانت متوقعة بسبب النجاحات التي حققتها مصر على الجانبين الخارجي والداخلي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

وتابع "الخولي" بأن تركيا تعلم الآن أن مصالحها مع النظام الحاكم في مصر، وهي تقوم بنفس الدور الذي قامت به مع إسرائيل وقطر حتى يحافظ نظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، على كرسي الحكم بحفاظة على علاقاته الخارجية مع الدول الكبرى مثل مصر . 

واختتم عضو اللجنة الخارجية بالبرلمان،  أنه على تركيا اذا أرادت التصالح بين أنقرة والقاهرة، أن تعتذر لمصر عما بدر منها خلال السنوات الأخيرة من تصريحات تسئ لمصر، بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي. 

سعي لمصالح شخصية
وفي سياق متصل قال عضو مجلس النواب، محمد أبو حامد،  أن تركيا لا تسعى لشيء إلا لمصالحها الشخصية، وعندما وجدت مصالحها مع مصر تراجعت عن تمسكها بما تسميه "دعم الشرعية" للرئيس الأسبق محمد مرسي، بعد ثورة الـ 30 من يونيو. 

وتابع "أبو حامد":  "إننا لا نبادر بمعاداة أحد، وهناك من يمارس بعض العداءات ضد مصر وشعبها، مثل تركيا وقطر، كما أن تركيا تحمي في أرضها بعض المطلوبين أمنيًا، ولا يوجد أي تصالح إلا عندما تتوقف تركيا عن هذه الأفعال والتصريحات التي تنشرها ضد مصر أمام المنظمات الدولية". 

وأكد "أبو حامد"  أن مصر دولة كبيرة، وإرسال تركيا خطاب للتصالح معنا خير دليل على حجم مصر بين دول العالم، مشيرًا إلى أن هذه خطوة جيدة لعودة العلاقات بين البلدين ولا تكره مصر ذلك لأننا نسعى دائما لبناء علاقات مع الدول الكبرى، وأن تركيا تتعامل الآن بعقلانية أكثر من السنوات الأخيرة الماضية، مؤكدًا على تركيا أن تعتذر لمصر أولًا لإثبات حسن النوايا .