"مائدة فرحة" فكرة إسكندرانية مبتكرة لتوصيل الوجبات الساخنة إلى العشوائيات والقرى (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر

مع حلول شهر رمضان الكريم تنفجر طاقات العمل والسعي نحو الخير، لنيل الثواب وبركات الشهر، وتشهد تلك الطاقات نماذج مبتكرة بأفكار شبابية تسعى نحو إطعام المحتاج وإسعاده بألذ المأكولات وتقديمها في أفضل صورها.

وقد ابتكر عدد من الشباب بمحافظة الإسكندرية "مائدة فرحة" التي تقوم على فكرة تنظيم مائدة رحمن وإرسال وجبات ساخنة للمحتاجين داخل المناطق العشوائية والقرى، والتي شهدت تلك الفكرة تطور ونجاح ملحوظ منذ بدايتها في شهر رمضان العام الماضي.

وقال أحد المنظمين لمائدة فرحة- طارق عباس- 25 عامًا، إن المائدة بدأناها العام الماضي كمجموعة أصدقاء، نريد العمل في الخير، أغلبنا بيعرف يطبخ وقلنا نريد أن نستثمر تلك الميزة، وقد أنشأنا دعوة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لمشاركتنا، وبدأنا العام الماضي بتوزيع 50 وجبة فقط، حتى تطور الأمر ووصلنا إلى أخر 10 أيام إلى ألف و200 وجبة، وأطعمنا العام الماضي أكثر من 20 ألف صائم، ولم نكن ننظم مائدة رحمن فقط، وإنما كنا نرسل وجبات ساخنة إلى قرى مثل: "أبيس، عزبة البنجر، وباكوس والمحتاجين" ويوجد معنا كشف بحالات المحتاجين، وقد قررنا العام الجاري كسر الرقم إلى 30 ألف صائم، وبالفعل وصلنا يوميًا إلى إفطار ألف و200 فقير، وفي منتصف رمضان الجاري وصلنا إلى 12 ألف وجبة للصائمين.

وأضاف "عباس"- لـ"الفجر"- أننا نريد أن نلحق النصف الثاني من رمضان مع زيادة الخير في آخر 10 أيام، ونريد أن نصل إلى رقم 30 ألف وجبة، ونحن يوميًا نجهز وجبات للمائدة ووجبات ساخنة تذهب إلى القرى، وجهزنا اليوم وجبة "أرز بالكاري وسلطة وسمك"، ونجهز وجبة أخرى كباب وأرز وخضار، ونجهز للغد أرز وخضار وكفتة، ونحن نستهدف تنويع الوجبات يوميًا، منوهاً: "نحن لا نتبع أي جمعية أو حزب أو أي شخصيات سياسية، ونجمع تبرعات من أنفسنا وأصحابنا ومن الشباب أصحاب الخير والجيران داخل الشوارع المحيطة بنا، إضافة إلى أنه يستحملون أصوتنا وحركاتنا كثيرًا، ونوجه لهم جميًعا الشكر على إصرارهم على المشاركة في عمل الخير.

وتابع أحد المنظمين لمائدة فرحة، أننا أطلقنا على المائدة هذا الاسم، لأننا هدفنا فرحة المواطنين وسعادتهم، فالعمل ليس مجرد تقديم طعام فقط، وإنما أفراح المواطنين من تقديم وجبات غنية، ونحن نقدم وجبة تكفي فردين ولكنها تقدم لفرد واحد، والحمد لله احنا تطورنا عن العام الماضي، وتعلمنا من أخطائنا السابقة، وهذا العام أفضل بكثير، وعدد المشاركة كبيرة هذا العام.

وأوضح أحد المنظمين داخل فريق العمل- أحمد العريان، أن المائدة تتكون من 200 أو250 فرد، ونحن نرسل الوجبات الساخنة قبل موعد الإفطار بساعة واحدة تقريبًا، ونرسل الوجبات للأماكن العشوائية سواء كان في نادي الصيد أو الحضرة أو الظاهرية أو أبيس وحالات بكفر الدوار في حدود إمكانياتنا، وبمشاركة عدد من المواطنين سيتم زيادة عدد الوجبات من ألف وجبة إلى أكثر، ولدينا أمل أن نكسر رقم 50 ألف وجبة في نهاية رمضان.

وأكد "العريان" ،على أن كل شخص في فريق العمل يعرف مهامه بشكل محدد، ونتجمع كل يوم في الصباح وننفذ الخطة سوياً، وجميعنا نعمل مع بعض، ونحن مسؤولين عن شراء الخضار والمستلزمات بأحسن وأجود الأسعار، والفكرة ستشهد مزيد من النجاح، إذا انتشرت تلك الفكرة في كل حي على مستوى المحافظة، ونحن لدينا استعداد على مساعدة أي فرق تريد أن تبدأ العمل معنا.

كما عبر أحد المشاركين- محمد عبد الرحمن- 25 عامًا، عن سعادته في المشاركة مع فريق عمل "مائدة فرحة"، قائلًا: "أنا أول سنة أشارك في الفريق وأنا أساسا بحب الطبخ، وأحب أن أشاركهم عقب الانتهاء من عملي في تنظيم الأكل وإعداده، ونحتاج أكيد إلى تبرعات ومشاركة الشباب في كافة الأنشطة الخيرية، وهدفنا نيل الثواب من تلك العمل أولاً، واكتشاف مواهب أخرى من الاحتكاك بشباب أخرين، وأي شخص مشارك قد يجد نفسه شاطر جداً في الطهي، وبالتعرف على الناس سيجد انشطة أخرى يمكن المشاركة فيها".

وأشارت إحدى الفتيات المشاركة- ميرنا محمد- 16 عامًا، إلى أنني تعرفت على فكرة المائدة من خلال الفيس بوك، وعجبتني جداً وقررت المشاركة فيها، من أجل مساعدة الآخرين، والفكرة جديدة وغير تابعة لأي جمعية أو نشاط سياسي، وهذا جعلني أشعر بالراحة، وفكرة النزول لعمل خير في رمضان أمر ممتع جدًا، وأريد تكرار العمل العام المقبل إن شاء الله"

وقد خصص فريق العمل أحد الشوارع الجانبية لإنشاء المطبخ بجوار المائدة، حتى يخرج الأكل ساخنًا وقت الإفطار لضيوف الرحمن، وحتى يتم تسهيل نقل الوجبات الساخنة داخل السيارات بجوار مقر المائدة.

وداخل سخونية المطبخ وارتفاع درجات الحرارة، قال شيف المائدة (جابر أحمد) "أنا لبيت النداء للعمل وقت أن عرضت عليا الفكرة من منظمين العمل، فأنا أبدأ يومي من الساعة السابعة ونصف صباحاً، ونجهز الأكل على أعلى مستوى، حتى يصل الأكل للفرد ويكون بقيمة وجودة عالية، ويقوم المنظمين بإعطائي أوردر الأكل، وأحدد كميات الأكل ونبدأ في تجهيز الأكل، ونحن نحاول تقديم أكل أفضل من أكل المطاعم، لأننا نستهدف توصيل أكل نظيف إلى الفقراء والبسطاء".