عبقرية "حنان مطاوع" المرعبة في "ونوس" تستحق الأوسكار

الفجر الفني

حنان مطاوع
حنان مطاوع


حنان مطاوع، فنانة بسيطة تحمل وجه ملائكي ملامحها بريئة والذي وضعها في عدد من الأدوار الرومانسية والبريئة، من عائلة فنية كبيرة فهي نجلة الفنان الكبير كرم مطاوع والفنانة القديرة سهير المرشدي، تخرجت من كلية التجارة قسم لغة إنجليزية ولكن حبها للتمثيل دفعها لخوض التجربة وكانت بدايتها عام 2001 بدور مطربة بالمسلسل الشهير "حديث الصباح والمساء" والذي فتح لها أبواب المجد والشهرة.

وتوالت أعمالها من خلال السينما والتليفزيون فقد قدمت عدد كبير من الأعمال الفنية المميزة في الدراما التليفزيونية منها نجمة الجماهير، محمود المصري، الست أصيلة، سارة، أرض الرجال، دعوة فرح، آخر أيام الحب، لحظات حرجة، ليالي، أغلى من حياتي، أزمة سكر، دهشة، حب لا يموت.

كما تنوعت أدوارها في السينما في عدد من الأعمال منها إوعى وشك، قص ولزق، الغابة، صياد اليمام، هليوبلس، حفلة منتصف الليل، وبعد الطوفان، وكان آخرها فيلم القشاش.

لا ننكر أن جميع أدوارها مختلفة ومميزة، والتي لم تعتمد فيها أبداً على أنها من عائلة فنية فقد شقت طريقها بنفسها لتثبت أنها ممثلة موهوبة بالفطرة وليس بوالديها، ولكننا لم نقف عند شخصية قامت بتقديمها لننبهر بأدائها وعبقرية تمثيلها وتقمصها للشخصية كما رأينا "نيرمين" في ونوس، إستطاعت نيرمين أن تتخلل إلى تفاصيل الشخصية لتقنع المشاهد أنها بالفعل شخصية موسوسة دائماً مؤمنة بالحسد بل مريضة به مما ينشيء علاقة عداوة بينها وبين "هالة" زوجة أخيها الأكبر.

من منا لم يثبت في ذهنه جملة "منك لله يا هالة .. بومة وبتنعق في بيتك يا إنشراح" التي ما زالت في ذهن المشاهد حتى الآن، من الحلقة الأولى لفتت إليها الأنظار في مسلسل مكتمل الأركان بداية من عبقرية الكاتب عبدالرحيم كمال، مروراً بعمالقة الفن في مصر يحيى الفخراني، ونبيل الحلفاوي، وهالة صدقي إلى توظيف كامل لجميع أركان العمل من المخرج المتميز شادي الفخراني.

تخلت الفنانة حنان مطاوع، في دور "نيرمين" عن أنوثتها وجمالها وتخلت عن جميع أنواع الماكياج وظهرت بلوك شعر مختلف في المشاهد الداخلية أما عن الخارجية فقد قامت بإرتداء الحجاب وذلك ليس سهلاً على أي فنانة غير محجبة لإقناع المشاهدين، وأغلب المشاهدين لم يكن يعلم أن هذه الفتاة هي حنان مطاوع لأن هذه التغييرات أدت إلى صعوبة التعرف على وجه الفنانة الجميلة "حنان مطاوع" تفاصيل كثيرة إهتمت بها لتظهر الشخصية كاملة لا ينقصها أي تفصيلة ولو حتى صغيرة لتخرج أفضل ما تملكه من مهارات تمثيلية لم تظهرها بعد.

شخصية "نيرمين" من أصعب شخصيات المسلسل، فهي شخصية مركبة تحمل العديد من التحولات فهي أم حنونة تراعي إبنها المريض، وهي نفس السيدة المطلقة التي تكره زوجها وزوجته الثانية محاولة إلحاقهم بالأذى، وهي سيدة عانت الكثير في حياتها مما أفقدها الثقة في من حولها والذي جعلها تتجه لأعمال السحر لتنتقم من الشخصيات التي تعتقد أنها سبباً في دمار حياتها وإبنها.

الأغلبية منا سالت منه الدموع عند مشاهدة مشاهد نيرمين مع إبنها ياسو التي تحرص على حمايته دائماً من أي شر والذي يعاني من مرض نفسي أدى إلى عدم قدرته على الحركة، أما عن مشاهدها مع العبقري يحيى الفخراني من الصعب أن يقف فنان أمام عملاق تمثيل ويعطي أفضل ما عنده ويتخطى أداء الفخراني كما فعلت "نيرمين" تميزت بإتقان مشاهدها وتعابير وجهها أمامه مما جعلها تفوق قدرة الفخراني في عدد من المشاهد منها المشهد الذي جمعها به مع ياسو في "الحديقة" عندما طلبت منه معالجته مرة أخرى، لا تستطيع أن تغفل عينيك عنها عندما تظهر بأحد المشاهد البعض يشفق عليها والبعض يضحك من طريقة تفكيرها خاصةً عندما تتحدث عن "هالة" زوجة أخيها الأكبر.

حنان أخرجت طاقات مكبوتة لم يظهرها أي مؤلف أو مخرج في أعمالها السابقة، ولكن إستطاع العبقري عبدالرحيم كمال أن يفرز هذه الطاقات عندما أهداها هديته "نيرمين" وإكتملت قيمة الهدية عندما وظفها المخرج شادي الفخراني بطريقة تليق بالشخصية والتي تعتبر شخصية العمر ونقطة تحول وإنطلاقة جديدة في المشوار الفني لحنان مطاوع.

وفي النهاية أؤكد أن الفنانة حنان مطاوع، تستحق جائزة أفضل ممثلة دور تاني في دراما رمضان 2016 بلا منازع، ولن أبالغ إذا صرحت أنها تستحق أوسكار عن تجسيدها لشخصية "نيرمين"، ومن المؤكد أننا سنرى أدواراً قادمة لها تظهر طاقتها المكبوتة لأنها ستحرص بعد نجاح شخصية "نيرمين" على إنتقاء أدوارها بعناية وأعتقد أنها لن تقدم إلا شخصيات مركبة صعبة تحمل العديد من التحولات، لأن كل فنان عندما يصل إلى مرحلة معينة أفرز بها طاقات تمثيلية جديدة، سيحرص على تقديم ما هو مختلف وجديد عليه ليؤكد للمشاهد أنه يسير على خطوات ثابتة ولن يكرر نفسه مرة أخرى.