عيب أنتي بنت.. سنة أولى شبح امرأة

الفجر الطبي



العنف ضد المرأة وقهرها لا يأخذ شكلا واحدا وإنما عشرات الأشكال منذ نعومة اظافرها.  ليس بالضرورة أن يكون العنف الأسرى متمثلا فى الضرب أو القهر، فيمكن أن يكون بأشكال متعددة أبرزها القمع النفسي وهو ما جسدته الأسرة ولخصتة فى جملة (عيب انتي بنت).

يفرض المجتمع الشرقي على البنت أن تصبح سرا مغلقا على نفسها، لا تستطيع أن تتكلم أو تبوح برغباتها وأسرارها حتى لأقرب الناس، لأنها دائما ما يتم اتهامها بسوء الأدب وسرعان ما يتم وصفها بكل معاني الخطيئة. كل هذا يؤثر عليها نفسيا وجسديا ويشعرها ن كونها انثى عبء عليها، ويحسها على انكار كل شئ يتعلق برغباتها أو جسدها


بالتالي يخلق من المرأة الشرقية كائن يخاف من رغباته واحلامه، ويتنكر لها، وبالتدريج تجد الفتاة نفسها عدوة لكل مظاهر الرغبة، ولا شعوريا تنتقد هي الأخرى هذه الطبيعة، وتلوم نفسها لو نظرت لجسدها نظرة اعجاب. لذا تقضي الفتاة عمرها حبيسة لأفكارها ورغباتها التي لا تتحقق، والتي لا تعرف لها مبرر ولا سبب. 
الإهتمام بالمرأة واحاسسها أنها مخلوق قوى ومرغوب فيها هو ما يحرك أي امرأة ويجعلها تشعر بأنوثتها الكاملة وتوازنها النفسي ما يؤثؤ إيجابيا على حياتها المستقبلية كزوجة. فحين تنتقل البنت من بيت ابيها لبيت زوجها، تبدأ رحلة الصراع مع شكل آخر من أشكال القهر النفسي والبدني. فكيف لها أن تصبح زوجة سليمة نفسية وقادرة على إدارة منزل؟! فاقد الشئ لا يعطية!

 

تبدأ الزوجة رحلة من التهميش والإهمال وترضخ للزوج لسنوات طويلة كما تعودت منذ طفولتها دون الحق لها ان تدافع عن حريتها ! تواجه الزوجة أشكال العنف الزوجي والقمع النفسي، فتعامل المرأة كالجواري فى سوق الملوك، وكأن خطيئتها فى الحياة كونها على قدر عالى من الجمال، فتتزوج من شاب ثري ابن عائلة كبيرة وعريقة استطاعوا بأموالهم ان يشتروا لإبنهم زوجة. فيعاملها (كتابلوه جميل)هو فقط الذي من حقه ان ينظر اليه. دون ذلك فهي تعامل كجزء من اثاث المنزل الفاخر. هو أيضا لا ينظر إلى حقوقها الجسدية بعين الإعتبار ولا يناقشها فيها وهي الأخرى لا تجرؤ على التعبير.

 

كما توجة المرأة من أهل زوجها معاملة على أنها (قطعة ثمينة من الألماس) يعلقونه على صدورهم للتزين فى المناسبات العائلية، وبعد الإنتهاء من مراسم (المنظرة والفشخرة) يضعونه بداخل العلبة القطيفة القيمة من جديد. ليس من حقها ان تقبل اوترفض ظهورها فى تلك المناسبات المتكلفة والمفتعلة والتي تمتلئ بالنفاق والمجاملات المزيفة والتي تكره أن تتواجد فيها.

 

على الجانب الآخر فى نظر المجتمع هي السيدة المدللـه المرفهة التي لا ينقصها شيء وهي فى حقيقة الامر تعيش مأساة. وحين تحاول أن تخرج من هذه الدائرة بعد ان تشعر بقيمتها فى الحياة، تصبح الضريبة شديدة القسوة بدءا من التشكيك فى شرفها والاطاحة بسمعتها. فضلا عن مواجهة الأسرة لها بالإستنكار. تبا لتلك الافكار والعادات والتقاليد التي تجعل من امهات المستقبل شبح امرأة.