بعد عودته من "بكين".. مستشار "المصريين الأحرار" يكشف كواليس زيارة "السيسي" للصين.. (حوار)

تقارير وحوارات

إسلام الغزولي- مستشار
إسلام الغزولي- مستشار حزب المصريين الأحرار




- "الصين" ترى أن "السيسي" يعمل وحيدا.. وصورة مصر خارجيًا أفضل منها داخليًا
- توجهات مصر السياسية غير مرهونة بإرادات معينة..وثورتنا الحقيقية بشبابنا
-نعاني من خلل كبير في التشريعات وأزمة أكبر في تطبيقها
- مواقع التواصل الإجتماعي اختذلت زيارة "السيسي" لمنشورات لا تمثل الواقع 




حقائق وكواليس كثيرة كشفها "إسلام الغزولي"، مستشار حزب "المصريين الأحرار" لشئون الشباب وممثل الحزب في زيارة وفد الأحزاب المصرية إلى الصين، خلال الفترة ما بين 22 أغسطس الماضي حتى مطلع الشهر الجاري، للتباحث حول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين.  حيث سبقت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للمشاركة في قمة العشرين ممثلًا عن مصر كضيف شرف، موضحًا الأسباب الحقيقية وراء اختيار الصين لمصر كضيف شرف، بالإضافة إلى بعض كواليس الزيارة والنتائج التي ترتبت عليها، وذلك في حوار أجرته معه "الفجر".. إلى نص الحوار



بداية كيف وجهت إليكم الدعوة ؟ و كم عدد أعضاء الوفد ؟

الزيارة شارك فيها 7 أحزاب مصرية مختلفة متمثلين فى أحد عشر عضوًا قاموا بالزيارة .. ووجهت الدعوة من قبل اللجنة المركزية للعلاقات الخارجية بالحزب الحاكم الصيني، حيث أن الدولة الصينية و نظام الحكم فيها يحاولون أن يستكشفوا الأحزاب العربية ونظام الحكم فيها ما يحدث في المنطقة في السنوات الأخيرة خاصة بعد اندلاع ثوارات الربيع العربي و في نفس الوقت أيضًا هي دعوة لنا لاسكتشاف الدولة الصينية .. و هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الحزب الحاكم الصيني بدعوة وفد واحد من دولة واحدة من المنطقة العربية، فعادة كان يتم دعوة وفد عربي مشترك، وهذا يدل على تقديرهم للجانب المصري وأهميته بالنسبة لهم.


بعد ثورة 30 يونيو ومصر تحاول أن تقوي علاقتها بالعالم الخارجي.. ما هو المنحني الذي تتخذه العلاقات المصرية الصينية الآن ؟

من الواضح لنا جميعا أنه بعد قيام ثورة 30 يونيو 2016 أن هناك انفتاحا من الجانب المصري تجاه دول الشرق تحديدًا "روسيا" و"الصين" بشكل أدق.. وهذا يعني أن مصر لا تنغلق على دولة أو إثنين.. كما أن توجهاتنا السياسية غير مرهونة بإرادات معينة .. الدولة الصينية تعلم تمامًا بأن مصر لديها توجه قوي تجاه دول الشرق.. فالعلاقات المصرية الصينية متميزة تماما..  كما أننا أيضا لدينا انفتاح كلي على كل دول العالم..  فدولة مثل إنجلترا الآن هي الشريك التجاري الأكبر لمصر .. روسيا وقعت معنا اتفاقية لبناء محطة للطاقة النووية في الضبعة.. شركة Siemens الألمانية الآن هي المسؤولة عن إنشاء محطات الكهرباء المصرية.. كل هذا يدل أن مصر بدأت في استعادة علاقتها الخارجية وتعزيزها سواء مع الصين أو باقي دول العالم خاصة ذات المحور الاقتصادي..


ما أهم ما تم طرحه من الجانبين المصري والصيني في تلك الزيارة ؟

الصين تطبق نظامًا اقتصاديًا يسمى بالإشتراكية ذات الخصائص الصينية، وطالبوا بأن تنتهج مصر نفس النهج، حيث نصحونا بتطوير النظام الاقتصادي كي يتماشى مع الظروف الحالية سواء كان نظام رأسمالي أو اشتراكي.. و هم يقدرون مصر كأكبر دولة عربية وأفريقية .. والصين من الدول التي لا تتدخل في الشأن الداخلي للدول أو تقدم مساعدات مشروطة..  فهي تتفهم تماما حرية الشعوب في تقرير مصيرها واختيار قيادتها ونظامها السياسي..  لكن يبقى لدى الجانب الصيني بعض المشاكل تجاه الجانب المصري على رأسها أنهم لا يجدوا من يمد لهم يد العون غير رئيس الجمهورية فهم يرون أنه يعمل وحيدًا دون مساعدة من المؤسسات المصرية المختلفة.. كما أن لديهم مشاكل كثيرة مع قوانين وتشريعات الاستثمار في مصر لذا فيجب علينا خلق كيانات بديلة و تشريعات حديثة بما يتناسب مع التوجه الاقتصادي الحر المشجع للاستثمار. 

في رأيك ما الذي استفادته مصر من زيارة الصين والمشاركة الأولى في "قمة العشرين" ؟

مشاركة مصر لأول مرة كضيف في قمة العشرين يظهر مدى قوة مصر الاقتصادية وأيضا يبين مدى توطد علاقاتنا بالجانب الصيني.. فقد تم اختيار كل من مصر و كازاخستان بحكم أنهما دولتان واعدتان في الاستثمار وعلاقاتها قوية بالجانب الصيني..  وفي الاجتماع الذي جمع الرئيس المصري مع نظيره الصيني على هامش القمة تم طرح اتفاقيات مشتركة بين الطرفين منها مبادرات حول مكافحة الفساد و تعزيز الاقتصاد الرقمي و الإلكتروني والتعاون في بناء البنية التحتية و التصدي للجريمة المنظمة لتهريب الأموال.


هل تعد مشاركة مصر في "العشرين" دليلًا على رؤية العالم لنا كقوة اقتصادية لا يستهان بها ؟

صورة مصر خارجيا أمام العالم أفضل منها داخليًا..  فبعد تلك الزيارة اكتشفنا كم الجهد المبذول خارجيا و دوليا.. فالدولة المصرية هي دولة قوية جدا خارجيا..  والصين تقدر دور مصر تماما في منطقتها الإقليمية سواء أفريقيا أو عربيًا ونحن لدينا جميع معدلات التنمية المطلوبة للنهوض بالدولة اقتصاديا وأيضا لإقامة علاقات قوية ومصالح مع باقي الدول، واهتمام الصين بمصر هو جزء من اهتمامها بقارة إفريقيا كأرض بكر للاستثمار.. وهم على دراية كاملة بأن كلما توطدت علاقتهم بمصر انعكس ذلك بالإيجاب على مصالحهم بأفريقيا خاصة بأن مصر تحتل موقع استراتيجي مؤثر جدًا على الحركة الاقتصادية في تلك القارة .

و كيف يمكننا استغلال تلك المميزات لإقامة مصالح مشتركة مع الصين ؟

مصر في الفترة الراهنة لا تطمح بالدرجة الأولى إلى أن تكون دولة مصدرة قدر حاجتها إلى إقامة صناعات و سبل انتاج مشتركة مع غيرها..  فتلك السبل تقوم بتوفير فرص عمل  وتدريبهم واضطلاعهم على الخبرات الأخرى ونقل تكنولوجيا جديدة إليهم..  فالصين الآن لم تعد مصدر فقط للصناعات البسيطة أو الضعيفة.. بل أصبحت الآن دولة متطورة جدًا في مجال الصناعة ولديها شركات تعد الأولى في مجالاتها على العالم .. فشركة Huawe مثلا (والتي قد قمنا بزيارتها ) أصبحت الأولى عالميا في مجال الإلكترونيات .. لذا فيجب علينا البدء في إقامة بناء اقتصادي مشترك.

كيف يتم توظيف الشباب في سوق العمل الصيني.. وكيف لنا أن نستفيد من تجربتهم ؟
الشاب الصيني هو يد عاملة قوية و مؤثرة جدًا و ترس أساسي من تروس المجتمع الصيني ولا يمكن تهمشيه..  الشباب هنا يستغل وقته كله في العمل .. و نحن هنا للأسف ينقصنا عاملين مهمين جدا و هما الإرادة والتحدي والرغبة في التحقيق..  فأنا بحكم كوني مستشار حزب "المصريين الأحرار" على قناعة تامة بأن الدولة المصرية هي دولة شابة فثروتنا الحقيقية في شبابنا الذين يمثلون 52% من المجتمع المصري .. لدينا أكثر من 47 مليون مصري تحت سن الـ 25 سنة .. لذا فيجب أن تكون الكيانات البديلة في الدولة كيانات شبابية.


هل هناك معوقات في تحقيق الملفات التي طرحها الرئيس "السيسي" أمام قادة العشرين وبخاصة استعادة الأموال المنهوبة؟

نحن كمصريين لا يوجد لدينا رفاهية الوقت خاصة في ظل الظروف الراهنة فنحن نعاني من مشكلة كبيرة و هي عدم استغلال الوقت وإعطائه قيمته الحقيقة.. و على الرغم من أنه من الصعب في الوقت الحالي تفضيل ملف عن الآخر لكنني أرى أن العامل الأساسي والضمانة الأساسية للتقدم هو الاستقرار السياسي والأمني،  فقد مررنا بمرحلة طويلة من عدم الاستقرار ولكننا الآن قد وصلنا إلى الإستقرار السياسي المطلوب وعلى وشك الوصول إلى الإستقرار الأمني المرجو، هناك مشكلة أيضا تعوق سبل الإستمرار وهي التشريعات والقوانين..  فأنا كرجل قانون في المرتبة الأولى أعلم جيدا أننا نعاني من خلل كبير في التشريعات والمشكلة الأكبر في تطبيق تلك التشريعات فأحيانا يتم صنع تشريع لكن لا يتم تطبيقه بسبب الروتين والبيروقراطية.


والآن ماذا بعد عودة الرئيس السيسي إلى القاهرة ؟

قبل عودتنا إلى مصر تم الاتفاق بيننا وبين نظيرنا الصيني على مجموعة اجتماعات وورش عمل متبادلة حتى تظل العلاقات دافئة بين البلدين ويظل هناك تبادل فكري وثقافي، كما يجب علينا الاهتمام أكثر بالشباب وتوعيته إلى أن ما ينشر على شبكات التواصل الإجتماعي ليس الصورة الحقيقية لما يحدث في تلك اللقاءات..  فقد احتوت زيارة الرئيس على تفاصيل مهمة جدًا غير ما ينشر على المواقع الاجتماعية.. لذا فالاهتمام بالشباب يقود الدولة إلى الأمام دائما.