صحفي حُكم عليه بالإعدام بسبب مقال

منوعات

بوابة الفجر


بعد رحيل الملك فاروق مجبراً عن مصر، هاجم سياسات أولاد الجنايني الفاشلة فكان جزاءه حكماً بالأشغال الشاقة المؤبدة. 

في 6 يناير 1948 كتب أبو الخير نجيب مقاله الأسبوعى تحت عنوان (التيجان الهاوية) تعليقاً على خبر نشرته جريدة الأهرام قالت فيه : إن ميشيل ملك رومانيا قد تنازل عن العرش.

كتب أبو الخير نجيب يوجه رسالة مباشرة إلى الملك فاروق قال فيها :-
"ما قصة الملك ميشيل إلا قصة كل ملك مغامر لا يعرف لنفسه حدودا ولا يقنع بالقداسة تحوط شعبه فيأبى إلا أن يخوض معارك السياسة المحلية ويقحم نفسه فيما ليس من اختصاصه وبذلك يهوى نفسه إلى مستوى المسئولية، ومتى هبط ملك بنفسه إلى هذا المستوى فإنه يفقد الحصانة ويصبح رجلا عاديا يجرى عليه ما يجرى على رجال السياسة ورجل الشارع سواءً بسواء".

اهتزت الجهات المسئولة لهذا المقال وعلى رأسها الملك فاروق وطلب استدعاء أبو الخير نجيب وقام البوليس بمصادرة نسخ جريدة النداء، وعرض أبو الخير على نيابة الصحافة، وتم حبسه ثم أفرج القضاء عنه بعدها بأيام قليلة، ليقوم بعد ذلك بإصدار جريدة الجمهور المصرى.

وعقب انقلاب 1952 كان ابو الخير نجيب يكتب مقالات ناريه فى مهاجمة الفساد والفاسدين ظلت مقالاته النارية فى نقد السلبيات وطالب باحترام حرية الصحافة وسيادة القانون، وطالب أبوالخير بـ "عودة الضباط لثكناتهم وترك الحكم للشعب"، بعدها تم تقديم أبو الخير للمحاكمة العسكرية التى اتهمته بـ"الخيانة".

حكم على أبو الخير نجيب بالإعدام لكن خفف الحكم الي الأشغال الشاقة المؤبدة والتجريد من شرف المواطن.

وقضى أبو الخير 19 سنة فى السجن، خرج بعدها بإفراج صحى بأمر من السادات، ثم مات فى حادثة سيارة أمام نقابة الصحفيين ليظل دمه أمام بابها شاهدا على الدور الحق للصحفى.