تشابه العمر واختلف تعامل الدولة.. المغرب تساند "سعد المجرد" وتتجاهل قضية بائع السمك

تقارير وحوارات

المجرد وبائع السمك
المجرد وبائع السمك



 
شابان بلغا من العمر 31 عامًا، وأثارا جدلًا واسعًا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بوجه عام، واعتبرا الحدث الأبرز على الساحة المغربية بشكل خاص خلال الأيام الماضية، ولكن كلًا منهما له رواية وقصة مختلفة عن الآخر، فمنهم من ضاع بين رحى سيارة قمامة لإنقاذ "لقمة عيشه" والآخر ضاع في بحثه عن نزواته.
 

تعامل الدولة المغربية مع القضيتين
الشابان هم سعد لمجرد، المطرب المعروف، ومحسن فكري بائع السمك المغمور، وبقدر تلك الشهرة اهتمت الدولة المغربية ومسؤوليها بالحادثين حيث سارعت في مساندة المطرب المتحرش بفتاة فرنسية، فيما تجاهلت حادث بائع السمك حتى إندلعت تظاهرات للمطالبة بحقه. 
 

"المجرد" يُتهم بالاغتصاب والمسؤولون يتهافاتون للوقوف بجانبه
بداية اتهمت السلطات الفرنسية المطرب المغربي سعد لمجرد بـ "الاغتصاب" وكذلك تهمة "العنف"، وذلك بعد أن اتهمته فتاة فرنسية في العشرين من العمر بأنها تعرضت للاعتداء منه بـ"التحرش" في غرفته في الفندق الذي يحيي فيه حفلًا بمدينة باريس.
 
"Le parisien" الفرنسية قالت إن المغني سعد المجرد البالغ من العمر 31 عاما: "كان في حالة سُكر لحظة اعتقاله صباح الأربعاء الماضي من الشرطة التي لبت نداء فتاة فرنسية تبلغ من العمر 21 سنة، تتهم الفنان نفسه بالاعتداء عليها جنسيًا.
 
وهنا أعلن العديد من الفنانين العرب من عدة دول منهم سميرة سعيد وكارول سماحة وأسماء المنور، تضامنهم معه، وهو ما دفع الملك محمد السادس بأن يكلف محامي القصر "اريك دوبون موريتي"، بمتابعة قضية الفنان سعد المجرد، في باريس، والدفاع عنه.

 
بائع سمك يسقط قتيلًا بين رحى سيارة البلدية
أما القصة الثانية للشاب الذي يبلغ نفس العمر أيضًا، ولكن كانت نهايته مختلفة، فهو محسن فكري الذي اقترض لشراء أسماكًا للاتجار بها ليسعى وراء "لقمة عيشه"، إلا أنه فوجئ بأمن المدينة يوقفه لأن شحنته غير قانونية، وبدأ في رمي تلك الشحنة في عربة القمامة.
 
وجد الشاب نفسه في حيرة من أمره هل يترك الشحنة التي عانى في الحصول عليها بالإقتراض للإنفاق على أسرته، فقرر أن يقفز وراءها في عربة القمامة ليسقط قتيلًا بين رحى سيارة البلدية ويموت مدافعًا عن لقمة عيشه.
 
"محسن فكري" أو كما لقب بشهيد الحسيمة، ولد بمدينة "إمزورن"، في سبتمبر 1985، ينتمي لأسرة من الطبقة المتوسطة، والده كان يعمل لسنوات بمجال التعليم والتدريس، وهو الابن السادس من بين 8 أشقاء.
 
وانقطع محسن عن الدراسة في السنة الأولى من التعليم الثانوي، حيث كان يدرس باحدى ثانويات "إمزورن"، وعمل كمساعد لأحد تجار المدينة في مجال تجارة السلع والمواد الغذائية، بعد ذلك قرر الالتحاق بمعهد تكنولوجيا الصيد البحري بالحسيمة، ليحصل على دبلوم بحار.
 
وهنا اشتعلت التظاهرات في المغرب عقب مقتل محسن طحنًا في سيارة جمع القمامة، وخرج المئات من الشعب المغربي تنديدًا بمقتل محسن ولم تستجب السلطات إلا بعد إنتشار المظاهرات في عدة أماكن وخوفًا من تحويله إلى "بوعزيزي المغرب"، فتم القبض على عدة أشخاص بلغ عددهم أحد عشر شخصًا وإتهامهم بقتل محسن لتهدئة الرأي العام.