"البلهارسيا" تعود لبني سوبف فى قواقع "الليمينيا".. والصحة: ننسق مع الري لتطهير الترع.. (صور)

محافظات

بوابة الفجر


حالة من الرعب إنتابت الفلاحين والمزارعي بقرى ومراكز محافظة بني سويف، عقب إعلان مديرية الصحة بالمحافظة عن اكتشافها إصابات المجارى المائية بقواقع «الليمينيا» التي تهدد المزارعين بالإصابة بمرض «الفاشيولا» المشابه في أعراضه لمرض «البلهارسيا».

وقال ربيع عبد الهادي، مزارع، مقيم قرية الحمام، مركز ناصر، أن مسئولى مكتب الصحة حضروا للزمام الزراعي بالقرية وسحبوا عينات من الترعة الرئيسية، وأكدوا أنه بها ديدان تسبب الفشل الكلوى وحذرونا من النزول للمياه لحيت تطهيرها، متسائلًا: كيف أذن نروى زراعاتنا الآن، وهذه الديدان تهدد حياتنا.


وقال الدكتور محمود حامد، طيب بيطري، أن «الفاشيولا»، هو مرض طفيلي، مثل البلهارسيا، إلا إنه يصيب الحيوان والإنسان، وتعد «فاشيولا هيباتيكا» و«فاشيولا جيجانتيكا» أبرز الطفيلات المتوطنة في مصر، وهي دودة تصيب الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب والنباتات التي تنمو بجوار الترع والمصارف.

وأضاف، أن الفاشيولا، مثلها مثل دودة البلهارسيا، وحجمها كبير، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة، وتعيش داخل الحيوانات التي تتغذي على الاعشاب مثل الأغنام والبقر والجاموس وغيرها من الحيوانات.


وأشار الدكتور سعد عبدالله، طبيب بيطري، أن المرض ينتقل من الماشية إلى الإنسان عن طريق ملامسة مخلفات المواشي، أو عن طريق تناول الأغذية الملوثة والمصابة بالديدان، وتناول الطعام غير المطهي جيدًا، كما ينتقل المرض، عن طريق تناول الخضراوات مثل الخس والجرجير والفجل وغيرها، والتي تكون مصابة على أوراقها بهذه الحويصلات ورغم أن الأمراض التي تصيب الكبد كثيرة إلا أن من أخطرها مرض الفاشيولا وفق الأطباء.

وأوضح، أن الإصابة تبدأ عندما يخرج الحيوان المصاب فضلاته بجوار المياه سواء الترع أو المصارف، فإن هذه الفضلات تحمل معها كمية كبيرة من بيض الدودة الذي يفقس في المياه، ويصيب القواقع ثم يخرج من هذه القواقع ما يسمى بــ«السركاريا»، وهذه بالتالي تتحوصل على الخضراوات والنباتات التي تنقل العدوى مرة أخرى إلى الحيوانات التي تعتمد في غذائها على هذه النباتات.

وقال الدكتور عرفات طنطاوى، طبيب الأمراض الباطنة، أن الدودة الكبدية المعروفة باسم «الفاشيولا» أصبحت منتشرة في كثير من بلدان العالم، مثل مصر، والمملكة العربية السعودية، وبعض دول أمريكا اللاتينية، وذلك طبقًا لما جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية.

وأضاف «طنطاوى»، أن تلك الدودة عبارة عن الحويصلة التي تلتصق بشدة على أوراق كثير من النباتات، مثل الخس والجرجير والفجل وغيرها من النباتات ذات الأوراق الخضراء، ولأن هذه الحويصلة عبارة عن مادة لزجة فإنه يصعب التخلص منها حتى بعد غسلها بالمياه.

وأوضح الدكتور محمود سيد، أستشاري أمراض الباطنة والكبد، أن المشكلة الأساسية تتمثل في التشخيص لمرض «الفاشيولا»، نظرًا لصعوبة التوصل إليه عن طريق تحليل البراز فقط، وكذلك عن طريق تحليل الدم، لافتًا: إلى أن هناك أساليب أخرى لاكتشاف المرض عن طريق إجراء الأبحاث على المريض.

وأكد الدكتور على مؤنس، أستشاري أمراض الباطنة والكبد، أن الوقاية والعلاج ممكنة، وتتمثل في اتباع الإنسان لبعض العادات البسيطة مثل الاهتمام بنظافة اليدين أثناء الأكل وضرورة غسل الخضراوات جيدا، وبالأخص ذات الأوراق الخضراء منها، بالمياه الجارية مع إضافة قليل من الخل.

من جانبه قال الدكتور محمد عبد القادر مدير إدارة المتوطنة بمديرية الصحة ببني سويف، إن المديرية خاطبت مديرية الرى لإتخاذ ما يلزم من تطهير للترعة من نبات ورد النيل، بالإضافة إلى قيام إدارة القواقع برش مبيدات «النلكيوزميد» للقضاء على قواقع الليمنيا.