الحنطور.. مهنة "المزجانجية" التي تقاوم الاندثار (تقرير بالصور)

تقارير وحوارات

الحنطور
الحنطور

يختلف عن غيره من العاملين حيث يبدأ يومه من الساعة التاسعة مساء، ويستعد لعمله ويقف بجانب حصانه يطعمه ويلاطفه كما لو كان طفلاً صغيراً، في انتظار الزبائن الذين أصبحوا قليلًا ما يتوافدون عليه. 

"كامل" الشاب العشريني الذي يعمل سائقًا للحنطور في منطقة وسط البلد، والذي توارث المهنة عن والده بعد أن حمسه على العمل بها حتى عشقها لتصبح مهنته التي تساعده على تحدي ظروف المعيشة الصعبة.






وظهر الحنطور منذ أكثر من قرن، وكان أحد  مظاهر الحياة في مصر بداية من عصر الملوك مرور بعصر الباشوات وحتى وقتنا هذا، ووقف صامدًا في وجه التقدم في وسائل النقل وظل موجودًا بين الأحياء الأثرية.

وتحول من وسيلة نقل في الماضي إلى مظهر سياحي  حاليًا، لكن هناك المئات من سائقي الحنطور يعتبرونه مصدر رزقهم الوحيد، رغم المضايقات التي يتعرضون لها من الجهات الأمنية والمصاريف اليومية للحصان.






ويروي كامل عن تفاصيل يومه، قائلًا: "ببدأ يومي من الساعة 9  بقوم أفطر الحصان وأحميه وبعدين ألبسه (الطقم والرقبية) وأنضف العربية واقف استنى الزبائن لما يجوا يركبوا، عادةً بيكون شغل الصيف أكتر من الشتاء عشان كده في الصيف ممكن نبتدي يومنا على الساعة واحدة، الصيف رزقه كتير، والشتا وقتها قصير ومشاكلها كتيرة، فالطرق والأمطار يتسببون في كثير من الحوادث التي تتلف الحنطور سواء كانت تلك الحوادثث في العربية أو في الحصان".

وصف كامل مهنته بـ"مهنة المزجانجية، قائلاً: "مهنتنا هي مهنة أصحاب المزاج فبالرغم من كونها مصدر رزقنا في الحياة، إلا إنها يلزمها بال رايق ومزاج عالي عشان أكون سواق حنطور مختلف عن باقي السواقين ويكون حنطوري مختلف عن باقي الحناطير".






وعن مكونات الحنطور وثمنه يقول كامل: "الحنطور مكون من عربة تتكون من (صندوق، دنجل، سوست، عجل، صينية، كرسي، شالته، دراعات) ويبدأ سعر العربة من 3 آلاف جنيه، ويصل سعرها لـ100 ألف جنيه، حسب إمكانية الشاري، مع العلم أن العربة التي ثمنها 3 آلاف تعد رديئة جداً، وبخلاف العربة فالحنطور لا يكون حنطوراً بدون الحصان الذي يبدأ ثمنه من 4 آلاف جنيه وصولاً لـ35 ألف جنيه، كما يوجد أنواع للأحصنة لا يعمل سائقي الحناطير بها، وهو الحصان العربي لإرتفاع سعره الذي قد يصل لمليون جنيه".

وأشار إلى أن الحنطور مثله كأي وسيلة مواصلات حيث يستخرج له رخص لتمكينه من السير بالشارع ومزاولة عمله، لافتًا إلى أنه يتم استخراج رخصة للعربة بقيمة 700 جنيه، وللحصان رخصة بـ1000 جنيه، وللسائق رخصة بـ500 جنيه، متابعًا.





ونوه كامل إلى إرتفاع الأسعار الذي تأثرت به مهنتهم قائلاً: "إحنا إرتفاع الأسعار أثر علينا زي أي مواصلة تانية، فزي ما عندهم بنزين بيغذي العربيات عشان تمشي، عندنا أكل الحصان المكون من (عليقة: التبن وذرة، وبرسيم) الذي إرتفع سعره فجعلنا نرفع سعر ركوب الحنطور". 

واستكمل: "أسعار الركوب تختلف، فعندنا نقسم الطريق للفات، فعندنا لفة كبيرة ثمنها يصل لـ200 جنيه، واللفة الصغيرة ثمنها يبدأ من 50 لـ100 جنيه، حسب مقدرة الزبون، إحنا مش بنمشي حد زعلان، بالرغم من إن سوقنا واقف منذ ثورة يناير 2011 بسبب قلة إقبال السياح على مصر".



وتابع: "الركاب السياح أحسن عندنا من الركاب المصريين، فالسائح كان بيركب بالساعة إنما المصريين باللفة ويعذبوك على سعرها بس إحنا مضطرين نستحمل عشان نحافظ على مهنتنا وتراثنا، مقترحًا عودة استخدام الحنطور كوسيلة مواصلات مرة أخرى.
 
وعن المتاعب التي يتحملها سائقي الحانطور يقول كامل: "إحنا مشكلتنا كلها في البلدية، يإما ندفعلهم، أو يضايقونا، يعني أنا لو مدفعتش اللي هما عاوزينه هياخدوا مني الحصان والعربية ويوقفوا حالي أكتر من 3 شهور، عشان كدة بدفع أنا وغيري عشان يسيبونا في حالنا".