30 مليار ريال استثمارات الذهب.. والتوطين 2%

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


وكشفا أن المرود المالي لرواد الأعمال في الصنعة مغرٍ جدًا، وربما يصل الدخل الذي سيجنونه إلى أكثر من 20 ألف ريال في الشهر، إلا أن الوصول إلى ذلك يتطلب الصبر والجدية في العمل، وأن بالإمكان أن يصبحوا روادا في غضون 3 سنوات.


الوافدة والتستر
ولفت نائب رئيس لجنة المعادن والأحجار الكريمة بغرفة جدة، محمد جميل عزوز إلى أن العمالة الوافدة هي التي تسيطر على القطاع، حيث تتخذ أشكالًا مختلفة تحت غطاء «التستر»، محذرًا من شراء هذه السلعة دون الحصول على فاتورة توضح بياناتها، ووجود دمغة على القطعة المشتراة، وأن يتم شراؤها من محلات معروفة. وبالنسبة للمجوهرات نصح المشتري بأن يتأكد من مواصفات القطعة بالتفصيل، ويتعامل مع بيوت المجوهرات العريقة، التي تحافظ على اسمها التجاري، وتهتم بحفظ الحقوق وتتعامل بصدقية في عملية البيع، لافتا إلى أن حجم الاستثمار في السوق السعودي لقطاع الذهب والمجوهرات في مجمله يزيد على 100 مليار ريال، وأن حجم الاستثمار في صناعة الذهب والمجوهرات تستحوذ منه بـ30 مليار ريال، هناك 73 مصنعًا مرخصًا، وأكثر من 300 ورشة بمختلف مناطق المملكة. 


إقبال نسائي
وذكر عزوز أن هذه النسبة، التي لا تتجاوز 2%، تشكل الإناث معظمها، حيث يفضلن الأعمال البسيطة، كالرسم والتصميم، بدلًا من تركيب الأحجار وتصنيع الموديلات والصهر وتصنيع الأشغال، والتي تدخل ضمن التخصصات الرئيسة، ويعزفن عن العمل فيها بشكل كبير، لأنها تحتاج إلى مقدرة جسمانية، كما أن الإناث برزن وتميزن عن الذكور من خلال البيع والتسويق الإلكتروني لمنتجاتهن، مرجعا هذا العزوف إلى عدم الرغبة والإرادة، للعمل في هذه المهنة، وهذا جله ناتج عن ضعف الثقافة المجتمعية، التي لم ترسخ في أذهان الأبناء سوى الأعمال الإدارية.



اكتساب المهارات 
ودعا عزوز السعوديين إلى دخول مضمار مهنة صناعة الذهب والمجوهرات، لكن عليهم أن ينطلقوا بالبدء من نقطة الصفر، ويتدرجوا ليكتسبوا الخبرة العملية خلال فترة وجيزة ربما تكون خلال 3 سنوات، ليصبحوا بعد ذلك «رواد أعمال»، أو ينشئوا شركة، لأنهم عندما يصبحون كذلك، فإنهم بالفعل سيحققون إيرادات كبيرة قد تصل إلى 20 ألف ريال شهريًا لرائد العمل وحده، لاسيما أن هذه الصنعة تتمتع بأمان من الفقر، كما قال عنها القدماء في الأمثال، مستدلًا بتجربته الشخصية، عندما بدأ بالعمل فيها، بخمسة عمال حتى توسع وأصبح صاحب عمل، من المؤثرين في سوق الذهب والمجوهرات، وأصبح يدير أكبر ورش المحلية في صناعة الذهب والمجوهرات بعدد 50 عاملًا، مشيرًا إلى أن الجنسية الهندية لها الأكثرية، وتشكل ما نسبته 80% من إجمالي القوى العاملة بالمملكة في ذات الصنعة؛ وتميزت فيها، وتصدرت المرتبة الأولى في العالم. 


فرصة « رائد أعمال»
ويرى أن كل من يجد عنده الرغبة من السعوديين ليصبح «رائد عمل» في هذه الصنعة، يجب يكتسب الخبرة ليتقن المهنة، حتى يستطيع التعامل مع الأيدي العاملة المصنعة التي يديرها، حتى لا يتعرض لعمليات غش من أحدهم، لاسيما أنه يعمل في استثمار ثمين، فالاستثمار في تصنيع الذهب أفضل من تجارته ، إلا أن هناك معوقات ربما تقف أمام المستثمر أو رائد العمل، مثل ندرة العمالة المؤهلة التي تمتلك الخبرة، وعدم وجود مراكز للتدريب. وقال إن هذه الصناعة تأتي بالممارسة وأكثر من فيها هم من العائلات التي تزاولها بالتوريث، مشيرًا إلى أن لجنة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، بصدد توقيع اتفاقية مع «المصفق التشاركي» بجدة، يتم بموجبها إيجاد 10 مسارات لتدريب السعوديات على صناعة الذهب والمجوهرات، كما أنها تعمل على تنظيم معرضين في السنة لتسويق المنتجات الوطنية.


تجارب ناجحة
من جانبه، روى ناصر فارسي، نائب مدير شركة مجوهرات الفارسي، بداياته، منذ أن تعلم مهنة صناعة الذهب والمجوهرات من الصفر ، حيث اكتسب الخبرة في بدايته ووجد الدعم من جده ثم تدرج فيها بعد أن التحق بعدد من البرامج التدريبية خارج البلاد، بعدها أصبح من رواد الأعمال، وفتح ورشة لحسابه الخاص بجانب عمله الحالي، لافتًا إلى أن نسبة السعوديين العاملين في هذه الصناعة متدنية ولا تكاد تذكر.


عائلات معروفة
وبيَّن فارسي أن بعض المستثمرين من غير السعوديين يعملون في السوق في مجال التصنيع بشكل غير نظامي، وبأسعار رخيصة، لأن التكلفة متدنية مقارنة بغيرهم من المستثمرين السعوديين، الذين يعملون بشكل نظامي، خاصة في مجال صناعة الذهب، بينما لا يزال أصحاب بيوت المجوهرات من الأسماء المعروفة وهم من يسيطرون على المهنة، ويقوم العملاء في الشراء منهم بناء على السمعة الطيبة.


قدَّر مستثمران في قطاع صناعة الذهب والمجوهرات، حجم استثمارات القطاع بنحو 30 مليار ريال، فيما تبلغ نسبة التستر 30%، بينما نسبة التوطين في ذات القطاع لا تتجاوز 2%، معتبرين أنها نسبة متدنية جدًا، وأرجعا ذلك إلى ثقافة المجتمع التي أدت إلى ضعف الرغبة في العمل بمحال الذهب، وإن كانت الإناث أكثر إقبالًا من الذكور، في التخصصات البسيطة كالرسم والتصميم.