في ذكرى ميلاد بطل تحرير المرأة.. بين الحب والانتحار هكذا انتهت حياة "قاسم أمين"

تقارير وحوارات

قاسم أمين
قاسم أمين



 
لاشك أن الغيرة شيء جميل يشعر كل طرف أن الطرف الآخر يتمني كما لو كان لا يري غيره على كوكب الأرض بأكمله، ولكن ربما تتحول هذه الغيرة إلى نوع آخر قاتل لأحد الطرفين.

وربما هذا ما حدث مع الكاتب والأديب قاسم أمين، الذي تحل اليوم 1 ديسمبر ذكرى ميلاده، فعلى الرغم من أن المشاع منذ وفاته عام 1908 كونه توفي بنوبة قلبية إلا أن أمين بعد أن فارق الحياة دفن معه سر ربما لا يعرفه الكثيرين.

الدعوة لتحرير المرأة 
اشتهر قاسم أمين بدعوته لتحرير المرأة، كان قاسم يرى أن تربية النساء هي أساس كل شيء، وقال إن الدعوة للتحرر ليست خروجاً عن الدين.

التربية الصعيدية
ولد قاسم أمين في بلدة طرّة بمصر في 1 ديسمبر 1863م من أب تركى وأم مصرية من صعيد مصر، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة طارق بن زياد التي كانت تضم أبناء الطبقة الارستقراطية، ثم انتقل مع أسرته إلى القاهرة وأقام في حي الحلمية الأرستقراطي وحصل على الثانوية العامة فالتحق بمدرسة الحقوق والإدارة ومنها حصل على الليسانس عام 1881.

الزواج والغيرة 
كان قاسم أمين متزوجاً من امرأة شديدة الغيرة وهي السيدة زينب هانم، وكان يظهر هذا جلياً حتى أن أصدقائه كانوا يعلمون غيرتها عليه.

بين الحب والإنتحار
فجر صديقه زعيم الأمة سعد زغلول مفاجأة في مذكراته الشخصية، التي نشرها مصطفى أمين في منتصف الخمسينيات، وفيها تحدث عن السيدة التي كان يحبها قاسم أمين، ولكنه أقسم على دفن اسمها وصورتها مع صديق عمره.
 
زغلول كتب في 5 صفحات الأسباب التي من وجهة نظره دعت "محرر المرأة" إلى الانتحار، وبداية القصة تعود إلى تلقيه خبر الوفاة، وكانت أولى كلماته "انتحر الرجل" ثم طلب العربة وذهب إلى بيته، وفهم من أقوال ذويه أنه عاد إلى منزله في الثامنة مساءً وأبى أن يأكل، وتألم من شيء في أعلى صدره، فدعكته زوجته بماء الكولونيا، وأخيرًا طلب نارًا لإشعال سيجارة، ثم فارق الحياة.

حب آخر
وما يؤكد أن قاسم أمين انتحر ما قاله وزير الحقانية آنذاك، أحمد طلعت باشا بأنه وجد في "محفظة" قاسم فور وفاته صورة لامرأة غير زوجته قائلاً: "كنا نعرف أن قاسم أمين يحب هذه السيدة، وخشينا أن تقع هذه الصورة في يد زوجته، فيزداد مصابها هولاً، واتفقنا على أن نمزق الصورة، رغم علمنا أنه كان حبًا عذريًا طاهرًا.

دكتور "أمين" يدفن سبب الوفاة 
عند وفاة قاسم أمين في 23 إبريل عام 1908، وكان يبلغ من العمر 45 عاما قال طبيب العائلة إن وفاته جاءت نتيجة نوبة قلبية.