كيف تكسبين احترام طفلك؟

فى هذا العصر كثيرًا ما نجد أن الأخلاق لم تعد كما كانت عليه حتى فى أبسط صورها، فكثيرا ما تجد كلمات صعبة أصبحنا نرددها دون معرفة.. إنها للأسف كانت «عيب» من قبل، ولكنها الآن أقل من العادى فى نطقها، ومن حق الأهل أن يسمعوها ولا يتأثرون لأنها حقا عادية، ولكن صراع الأجيال يفرض نفسه فكيف تعود الأخلاق كما كانت عليه فى السابق؟؟.

فى هذا الشأن تقول خبيرة التنمية البشرية بالدقهلية «نبيلة قشطى»: لابد أن نبدأ من الطفل لأن من شاب على شىء شاب عليه حقا، فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر وجيل الشباب الحالى تشبع بكم كبير من الألفاظ غير اللائقة، لذلك نود أن يساعدونا فى عدم نطق هذه الألفاظ حتى أمام الأطفال، وخاصة نجوم السينما والتليفزيون والسوشيال ميديا لأنهم الأقرب دائما أمام الأطفال، ولكن من المؤسف أنهم ينطقون ألفاظا يرددها الصغار أمام الآباء والأمهات ما يجعل فيها عدم احترام ووقار لقيمة الأم أو الأب، لذلك يجب عليهم التعامل معهم بطرق مختلفة».

وأضافت قشطى فى نصائحها للمرأة خاصة، أنها إذا أرادت لطفلها أن يحترمها يجب أن يراها مثالًا واقعيًا لكيفيَّة احترامه واحترام الآخرين، ويجب أن تستجيب لطلبات الطفل المعتدلة والمعقولة لأنها تجعله يشعر فى أعماقه بالامتنان لهم ويمثل شكره لاستجابتهم لطلباته بالاستجابة لطلباتهم أيضا، مضيفة أنه على الأم الحرص الكامل على أن تخصص يوميًا وقتًا للتواصل مع طفلها وقضاء بعض الوقت معه حتى يشعر بمدى حبك له، وبالتالى سيحترمك ويقدرك أكثر، وكذلك الأب.

وتابعت قشطى أن الخطاب للأطفال يجب أن يكون بطريقتين، طريقة فيها تسلط واستعلاء وجفاء، وطريقة فيها وضوح وحزم ولطف، وبالتالى حين نطلب منه أن يفعل شيئًا أو يكف عن شيء ما بقسوة فإن آليات الدفاع عن الذات تشتغل بطريقة لا شعوريَّة ويبدأ الرفض والعناد، وهنا يجب الرقابة على كل مايشاهده فى مرحلة الصبى وشرح كل شىء له دون خجل فيجب شرح الأسباب دائمًا وكذلك التجاهل عندما يريد أن يلفت الانتباه أو يثبت ذاته بطريقة غير لائقة، ونكافئه عند الطاعة ونعاقبه عند الرفض وعدم الاحترام، لكن ينبغى أن نعلم أن العقاب لا يعنى بالضرورة استخدام الضرب أو العنف؛ بل أحيانًا العنف يعد من مظاهر الضعف التى تسقطك من نظر طفلك وتدمر العلاقة بينكما، ولكن يمكن استخدام أساليب المنع والحرمان من الأمور التى يحبها.