الثقافة العراقية تحيي ذكرى الشاعر الكردي المجدد الشيخ نوري الشيخ صالح (صور)

الفجر الفني

بوابة الفجر


 أقامت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، بالتعاون والتنسيق مع مكتب أمانة شؤون الثقافة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين جلسة استذكارية بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لرحيل الشاعر الكردي المجدد الشيخ نوري الشيخ صالح (1897_1958) على قاعة الأقواس في فندق بغداد الدولي ببغداد.

 

استهل الحفل بعزف النشيد الوطني العراقي وتلاوة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق والقوات المسلحة والبيشمركه والحشد الشعبي تلاها كلمة حسين الجاف رئيس اللجنة التحضيرية، التي عبر فيها عن شكره لاهتمام وزارة الثقافة ممثلا بوزير الثقافة فرياد رواندزي راعي هذه المناسبة وأقامتها هذه الجلسة الخاصة بذكرى الشاعر الكردي الراحل الكبير الشيخ نوري الشيخ صالح احد ابرز المجددين في حركة الشعر الكردي الحديث. وأشار الجاف إلى أن الباحثين والادباء المشاركين ستضع بحوثهم الخاصة بسيرة الشيخ صالح في العدد الثاني مجلة الأديب الكردي التي ستصدر باللغة العربية بعد الانتهاء من هذه الاستذكارية.

 

وألقى وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي كلمه بهذه المناسبة جاء فيها: "نحتفل اليوم بذكرى شاعر كبير ومثقف بارز وصحفي وكاتب مقال وهو الشيخ نوري الشيخ صالح الذي ولد في فترة عصيبة حيث كانت الامبراطورية العثمانية في مراحلها الأخيرة وآيلة للسقوط والانهيار, ولد في مدينة السليمانية منبع الثقافة ووعاء التلاقح, هذا المثقف الكبير ليس فقط متجدد في الشعر الكردي لأنه استخدم أدوات جديدة في اللغة, فهو شاعر واحد بناة الفكر القومي الكردي وهو أيضا كاتب مقال وكاتب العمود وعندما نقارن كتاباته بتلك الفترة ونقيمها الآن نراه أيضا متجددا في العمود السياسي في الجرائد التي عمل فيها المغفور له مثلما هو متجدد في شجاعته وأمانته وإصراره على نهجه الذي رسمه لنفسه فلم يتوان حتى في تذييل مقالاته وكتاباته في انتقاد ما كان سائدا آنذاك ولاسيما انتقاده اللطيف للملك شيخ محمود، فليس من السهل لكاتب أن يقدم على هذا الأمر لولا شجاعته وإدراكه بان هناك أمورا خاطئة في تلك الفترة وسياسات لم تكن منسجمة مع الوضع السياسي لاسيما في مدينة السليمانية في حكم الملك محمود".

 

واضاف رواندزي ان للشيخ نوري كتابات أصلاحية في كثير من مقالاته وقصائده ناهيك عن قصائد الغزل, دعا فيها إلى التسلح بالعلم والمعرفة, وقد تأثر كثيرا بالفكر القومي وكان يجيد التركية والفارسية, وخلف وراءه أولاده وأحفاده لهم بصمات في الحركة السياسية وقدمت عائلته شهداء في الحرب الكردية.

 

ثم عقدت الجلسات البحثية بإدارة حسين الجاف ومصطفى صالح كريم التي تحدث فيها عدد من الأدباء والشعراء والصحافيين عن حياة الشاعر الراحل ودوره الريادي في مسيرته الثقافية والأدبية والشعرية وتأكيده على اللغة الكردية لأنها ديمومة تراث الأمة إضافة لمسيرته السياسية ونضاله لوطني ضد الاستعمار مؤمنا بوحدة الكرد.

 

وألقت السيدة نرمين عثمان وزيرة البيئة سابقا وزوجة ابن المحتفى بذكراه الشيخ نوري صالح كلمة عن حياته مع أسرته وعن مؤلفاته وأشعاره وكتبه, وقالت انه صاحب أفكار نيرة تهتم بحقوق المرأة حيث كتب قصيدته المشهورة التي تشجع النساء على خلع العباءة ورميها في التنور لإشعال نار نوروز وإظهار وجهها النير, كما شجع السيدة فاطمة محي الدين أخت زوجته وابنة خالته على فتح أول مدرسة ابتدائية لتعليم البنات في السليمانية وأصبحت أول مديرة مدرسة.

 

وحضر الحفل عدد من الأدباء والمثقفين والصحافيين من السليمانية واربيل وبغداد منهم السيد مفيد الجزائري وزيد الحلي ود.احمد عبد المجيد رئيس تحرير جريدة الزمان والسيد فاضل ثامر. وختاما وزع الوزير رواندزي هدايا على الباحثين وكبار الضيوف الحاضرين.