مواطنون: 18 عامًا من الإهمال والجمود في إيصال الخدمات لحي "الراشدية 2"

السعودية

بوابة الفجر

على الرغم من مرور 18 عامًا على اعتماد مخطط الراشدية 2 بشرق مكة المكرمة، الحي الذي يتوسط الموقع التاريخي "ذي المجاز"، ضمن المخططات المعتمدة، إلا أن ذلك لم يشفع لسكانه في إيصال الخدمات التنموية؛ الأمر الذي جعل الكثير منهم لا يدركون سيرة المكان التاريخي الذي يعادل في أهميته سوق عكاظ في الطائف، ويجهلون الأحداث بـ"ذي المجاز" في المشهد الإسلامي مع مطلع الرسالة المحمدية.
 
 "سبق" سلطت الضوء على معاناة الأهالي في جولة ميدانية مصورة، التقت فيها الأهالي، الذين قالوا لـ"سبق"، وهم كل من (سهيل المقاطي، محمد المؤشر، عواض الثبيتي وسعيد المالكي): إن مخطط الراشدية سقط من اهتمامات أمانة العاصمة المقدسة على مدى 18 عامًا، ونحن نترقب أي وصول معدة ثقيلة إلى الحي، ونقول جاء الفرج بعد طول انتظار، إلا أن ذلك يذهب كالسراب؛ ونعاني الإهمال؛ فنشكو الحال كما تشاهد. ومع أن أغلب مخططات مكة حظيت بالدعم وتسريع عجلة التنمية من دولتنا الرشيدة إلا أننا "مكانك سر".
 
 واستغربوا ومرور الميزانيات الضخمة التي خُصصت من قِبل الجهات المختصة في عهد الملك عبدالله - رحمة الله - إلا أن ذلك لم يجعل الأمانة تقف على الحي، وتجد حلولاً سريعة في إيصال الخدمات الخدمية للحي، ابتداء من سفلتة الطرق الفرعية، وتوفير شبكة الإنارة والترصيف، وإيصال شبكات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب والحدائق؛ لتحقيق سبل العيش الكريم للمواطن في أبسط حقوقه المشروعة.
 
 أضافوا: حي الراشدية 2 يتاخم الموقع التاريخي "ذي المجاز"، لكن ذلك لم يشفع له بأن تتخذ أمانة العاصمة المقدسة جميع الإجراءات لتوفير الخدمات الأساسية؛ فـ80 % من الحي غير معبد بالأسفلت، خاصة الشوارع الفرعية والداخلية، وكأننا في منطقة نائية، مع أن المسجد الحرام لا يبعد إلا 21 كيلومترًا، والأتربة تحاصر منازلنا، وتسبِّب مشاكل صحية وأمراض التنفس والصدر، خاصة لأطفالنا، وتشتد مع كل نسمة هواء تهب علينا.. كما أن الحي يفتقر للإنارة؛ فما إن تغيب الشمس حتى يخيم الظلام على مخططات الراشدية؛ فتكثر حوادث السير والدهس، ويجدها ضعاف النفوس فرصة لممارسة سرقة مركباتنا.. وتكمن المعاناة أيضًا عند الذين يقومون بالبناء حديثًا، وتعرُّضهم لسرقة محتويات البنية التحتية من كيابل كهربائية وأدوات البناء. 

 
 وبيّنوا أن المخطط يتوسع باطراد دون أن يزوَّد بالخدمات الأساسية، التي أبرزها الإنارة.. مطالبين أمانة العاصمة المقدسة بتدارك الوضع سريعًا قبل تفاقم الوضع. وقالوا: كما أننا نعاني الجمود، ويفتقر الحي للتطور، على الرغم من أن النمو السكاني مستمر. مشددين على أهمية أن تتواصل عجلة المشاريع التنموية في الحي.
 
 وتابعوا: إن الحرمان والإهمال يتواصلان في مخطط الحي بعدم استغلال مساحات الحدائق العامة، والمخصصة له، وتطويرها بالمزروعات والملاهي للأطفال، على الرغم من تمتع غالبية المخططات الحديثة بها. مشيرًا إلى أنهم يضطرون لنقل أطفالهم وأسرهم إلى الحدائق والمنتزهات في المخططات المجاورة.
 
 كما طالبوا بتوفير شبكة مياه أسوة بالمخططات المجاورة؛ "إذ أرهقتنا صهاريج المياه التي تتخطى مبالغها شهريًّا لكل منزل 1000 ريال، وهذا مكلف؛ والسبب يعود لبعد المسافة، وصعوبة وصولهم إلينا". مشيرين إلى أن هذا - على حد قول أصحاب الصهاريج - حدا بهم لرفع القيمة ومضاعفتها أكثر عند المواسم.
 
 وأردفوا: نطالب عبر منبر "سبق" بتوفير الخدمات، وتعزيز البنية التحتية الواجب توافرها؛ فجانب الاتصالات عندنا معطل؛ إذ لا توجد خطوط هاتف أرضية للتمتع بمزايا الإنترنت، التي شملت الجميع في أنحاء المعمورة.
 
 ومن جانبه، أوضح أسامة بن عبدالله الزيتوني، مدير إدارة الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة، أنه سبق أن نفذت الأمانة مؤخرًا مشروعًا للسفلتة في مخططات الراشدية، وقد انتهت أعمال ذلك المشروع، وتم طرح عقد جديد لتغطية جميع مخططات المنح، وتمت الترسية، وتوقيع العقد، وجارٍ حاليًا مخاطبة الوزارة والتنسيق في ذلك؛ لكون العقد الجديد مدرجًا ضمن برنامج سفلتة مخططات المنح بالسعودية، الذي تشرف عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية مباشرة، وسيتم البدء فور الانتهاء من الإجراءات إن شاء الله.
 
و(ذي المجاز) هو أحد أسواق العرب الأدبية في الجاهلية، وكانت العرب ترحل إليه بعد فراغها من سوق مجنة؛ لقربه من جبل عرفات؛ إذ يقيمون فيه حتى يبدأ موسم الحج، ويدخلون مكة لحج البيت، الذي يعظمه جميع العرب. وهو من أهم الأسواق التي كان يلتقي فيها قوافل التجار، ويقع في شرق مكة المكرمة، ويبعد عنها مسافة 21 كم.