تعرف على المعجزات التسع لسيدنا موسى

إسلاميات

المعجزات التسع -
المعجزات التسع - ارشيف


كان فرعون قبل مولد موسى قد اضطهد العبرانيين ,, وهم ( بنو إسرائيل ) ,, وذلك لأن الكهنة قد أخبروه بأن زوال ملكه سيكون على يد مولود من بني إسرائيل ,, فأمر بقتل كل مولود ذكر ,, واستحيا الإناث ,, قال الله تعالى : [ وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ] ,, فلما وضعت أم موسى مولودها أوحى الله تعالى إليها أن أرضعيه ,, فأرضعته ثلاثة أشهر ,, ولما خافت من انكشاف أمرها أوحى الله إليها أن تلقيه في اليم ,, فوضعته في صندوق وألقته في النيل إيمانا منها بوعد الله سبحانه ,, فساقه الماء إلى قصر فرعون ,, وكان مطلاّ على النيل ,, فالتقطته ابنة فرعون وأدخلته إلى القصر ,, فلما رأته ( آسية ) زوجة فرعون رضي الله تعالى عنها ,, طلبت من فرعون ألا يذبحه ,, فاستجاب فرعون لطلبها ,, وتربّى موسى عليه السلام في البلاط الفرعوني .. ولما كلف الله موسى عليه السلام بالرسالة أيده بكثير من المعجزات ,, وكان من أبرز تلك المعجزات معجزتان تحدى بهما ما كان سائدا ومنتشرا آنذاك من السحر وهما : ( العصا واليد ) حيث أبطل الله تعالى بهما سحر السحرة ,, وأقام الحجة على فرعون وملأه .

قال الله تعالى : [ وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهشّ بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى * قال ألقها يا موسى * فألقاها فإذا هي حية تسعى * قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى * واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى ]. وقد أشار القرآن الكريم إلى معجزات موسى عليه السلام بقوله تعالى : [ ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فسئل بني إسرائيل ]. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ( هي : العصا ,, واليد ,, والجدب ,, والبحر ,, والطوفان ,, والجراد ,, والقمّل ,, والضفادع ,, والدّم ..) قال الله تعالى : [ فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدّم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ]. والأيات هي كالتالي :

1 - العصا : وهي انقلاب عصاه حية تسعى ,, وابتلاعها حبال وعصيّ سحرة فرعون ..واما العصا فلها ثلاث استخدامات في المعجزة : وهى ضرب الحجر فيخرج ماء وضرب الماء فيصبح حجرا انها قدرة الله تعالى كما قال الله تعالى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وِإذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) [البقرة : 60) وقال تعالى : ( واذْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى [طه : 77) واما الثالثة فهى تحولها الى حية تسعى (فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى [طه : 20). وقال تعالى ( وما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)) وهذه الأيه على ظاهرها حقيقة ولكن عند التدبر في الأيات نجد ان هناك معنى جديد حيث ان في حمل العصا عظة لإنها من شيئا كان ناميا فقطع فماتت ثم قلبت حية فكلما راها حاملها تذكر الموت فالله يخرج الميت من الحى ويخرج الحى من الميت. وقد قيل لابن سيرين ان رجلا راى فى المنام انة يضرب بطبل فقال هذة موعظة لأن الطبل من الخشب فقد كان ناميا فقطع ومن اغشيته كانت جلود حيوان وقد ذبح فهذا اثر موعظة لشئ ما .

2-  اليد : وهي ادخال يده في جيبه ,, وإخراجها بيضاء من غير سوء ,, أي من غير برص ولا مرض واليد البيضاء تخرج من غير سوء قال تعالى : ( وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (16) وما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى) . وقد فهم فرعون ومن حولة من وزراءة قصد المعجزاه حيث ان العلماء قد قالوا ان موسى كان اديم اللون اى( قمحى او اسمر اللون ) واخرج يده فابحت تتلالاء من النور بيضاء من غير سوء او عاهة اوبرص فى يده ولكن موسى فعل ذلك بحيث انها تشير الى شئ اخر قد فهمه فرعون انها تشير الى ان ملك فرعون يزول ولكن ليس لحساب موسى علية السلام ولكن لان الله اعطاة الملك فتجبر وعاند فى الارض وادعى الربوبية واشرك بالله فنزع منة الملك كما قال الله تعالى : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ). وننظر الى الايات فى اليد ونفهم قولة ونتدبره نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فألقى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ )حيث ان موسى عندما وضع يده فى جيبة وضمها الى جناحة ( جنبة ) ثم اخرجها بيضاء قد فهم فرعون انة يقصد نزع الملك منة ومن معانى اليد وهو الملك كما قال الله : ( تبارك الذى بيدة الملك ) .

3-  فلق البحر : وذلك عندما أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يخرج ليلا ببني إسرائيل من مصر في اتجاه الأرض المقدسة في فلسطين وأن يضرب لهم في البحر طريقا يبسا ,, فلما لحقهم فرعون وجنوده ,, ودخلوا البحر وراءهم ضمّ الله الماء بعضه إلى بعض ,, فأغرق فرعون وجنوده ونجى موسى ومن معه وقال تعالى : ( واذ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى).

4-  السنين : وهي سنوات القحط والجدب التي أتت على مصر ,, بسبب قلة ماء النيل وانحباس ماء المطر ,, مما أدى إلى نقص الثمرات. والسنين يقصد بها الرجز وهو الجدب : قال تعالى : ( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ ) والسنين أو الجدب هو نقص الثمرات قال الله تعالى ( لقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) وكانت النتيجة (آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)).

5- الطوفان : وهو ارتفاع منسوب ماء النيل ,, والفيضان الذي أدّى إلى إتلاف الزرع وتهدّم المساكن والطوفان أيضا هو نزول المطر الغزير الذى يدمر كل شىء وهذا من معانى زوال ملك فرعون.

6- الجراد : حيث أرسله الله تعالى عليهم بكثرة ,, فلم يُبق زرعا ولا ثمرا ولا شجرا إلا أتلفه والجراد حيوان معروف يأتى على كل شىء بالدمار ويهلك الحرث والنسل في البلاد.

7-  القمّل : حيث سلط الله تعالى عليهم هذه الحشرة المعروفة .. وقيل : هي صغار الجراد .. وقيل : البقّ ,, فانتشرت فيهم وأقضّت مضاجعهم . وقيل القمل هو طائر معروف يأتي بالا مراض والجرب.

8- الضفادع : سلط الله عليهم الضفادع ,, فكثرت فيهم ,, ونغصت معيشتهم ,, فكانت تسقط في أطعمتهم ويجدونها في فرشهم وملابسهم .. والضفادع أنواع منها الضار السام تهلك الحرث والنسل وتأتي بالوباء والمرض.

9- الدم : حيث تحول الماء في مصر إلى دم ,, فكانوا إذا رفعوا الكأس ليشربوا وجدوه مختلطا بالدم .. وقيل : ابتلاهم الله بالرعاف .. وقيل : أصيبوا بالدمّل هم وبهائمهم والدم يأتي بالامراض والوباء وقيل أنه مرض الرعاف. ونحن الآن نعرف التسع ايات المعجزة المؤيده لنبي الله موسى علية السلام وقد ذكرها الله فى القران الكريم على النحو التالي قال الله تعالى : ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ) والمعجزات في هذه الأيه واضحه وهي : – الطوفان – الجراد – القمل – الضفادع – الدم – وقال الله تعالى : ( فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ) وقال تعالى : ( وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ) والمعجزتان المذكورتان في هذه الأيتين هي : – اليد البيضاء – العصا – وقال تعالى : ( وإذْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى [طه : 77) والمعجزة الوارده في هذه الآيه هي : – فلق البحر – إذن الأيات التسع هي : (الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا واليد البيضاء والسنين والفلق ).

وهذه الأيات على ظاهرها حقيقة ولكن عند التدبر في الأيات نجد ان هناك معنى جديد حيث ان في حمل العصا عظة لإنها من شيئا كان ناميا فقطع فماتت ثم قلبت حية فكلما راها حاملها تذكر الموت فالله يخرج الميت من الحى ويخرج الحى من الميت وحيث ان الاية التالية ( فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ) تناسبها الاية ( قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) وهذ الاية ( وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ) تناسبها الاية ( يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ) اذن فرعون فهم القصد من معجزة نزع اليد أنه زوال ملكة واخراجه من ارضة بالنزع وهو بقوته وشدة ملكة واساس هذه المعجزات السبع هى العصا واليد واليد هى اية الله الكبرى ولقد اختلف العلماء حول هل العصا هى الاية الكبرى او اليد ولكن بعد التحقيق هى اية الله الكبرى والمعجزة لشي واحد لان اليد كانت تمسك العصا كما أيد الله تعالى موسى عليه السلام بمعجزات كثيرة غير الذي ذكرنا ,, منها :ضرب المقتول بجزء من البقرة وعودة الحياة إليه ,, وإخباره عن القاتل … وتظليل الغمام لبني إسرائيل … وإنزال المنّ ,, وهو حلوى ,, والسلوى : وهو طائر لذيذ ,, وغير ذلك من المعجزات الباهرات التي قصّها علينا القرآن الكريم … فسبحان ربي ربّ العزة والجلال وتعالى عما يصفون ,,, إنما أمره إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون ,,, لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون ,,, فعال لما يريد ,,, يمهل ولا يهمل ,,, العزيز الجبار الكبير العلي المنتقم ,,, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين