عضو منظومة الإسعاف والطوارئ بحلب لـ"الفجر": المعارضة السورية باعت حلب للنظام ولم يدفع الثمن إلا المدنيين
تعيش حلب مأساة كبرى بكل ما تحمله الكلمات من معاني، فأشلاء القتلى في الشوارع، والدماء تسيل أنهارا، وليس هناك من مستشفيات، فالنظام السوري وحلفائه لم يكتفوا فقط بالإمعان في قتل مواطني حلب الشهباء، بل قاموا بقصف المستشفيات ودمروها عن بكرة أبيها.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه النظام السوري وحلفائه، بنصره الدموي على حلب، لا تزال أعداد المدنيين تعيش حالة مزرية، وسط أكوام الخراب والدمار، ولا يدركون ما ينتظرهم بعد رحيلهم من حلب.
"الفجر" نجحت في اختراق الحدود ووصلت إلى قلب حلب، لتتعرف على حقيقة الأوضاع، حيث أجرت حوارا مع عضو منظومة الإسعاف والطوارئ بحلب "محمد وتار" وهو ضمن فرق الإسعاف التي تسعف الأهالي والمصابين في المدينة المنكوبة حلب.
وأكد محمد وتار، إن الأوضاع في حلب مأساوية للغاية، مشيرا إلى أن النظام لا يزال يرتكب أعمال القتل الممنهج، مشددا أن حلب بيعت للنظام، والأوضاع معقدة للغاية.. وإلى نص الحوار
ما حقيقة الوضع الحالي الذي يعيشه المدنيون النازحون في حلب؟
الوضع مآساوي جدا الأعداد كبيرة ولا يمكن استيعابها والبرد شديد درجات الحرارة تحت الصفر، ولا يزال أعداد كبيرة لم تخرج من حلب
حقيقة الهدنة التي أطلقها النظام؟ هل بالفعل كان هناك وقف لإطلاق النار؟
الآن في هذه اللحظة خرق الهدنة النظام ويحتجز 800 مدني من اللذين خرجوا من حلب والمتبقين في حلب يستهدفهم النظام بكل أنواع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة.
هل هناك أماكن معينة سيلجأ إليها النازحون؟ أم أنه لا توجد بالأساس أية خطط متعلقة بهذا؟
يوجد بعض المنظمات تقوم بالمساعدة ولكن لا تكفي ولا يوجد بيوت كافيه للاجئين على الإطلاق والمعاناة في هذا غير عادية
تركيا كانت قد أطلقت دعوات بأنها ستقوم بمساعدة النازحين؟ هل وصل للنازحين أية مساعدات من قبل تركيا؟ وما حقيقة هذه التصريحات؟
لم يصل أية أمور من هذا الشأن على الإطلاق ولا توجد لجنه منظمه لهذا الوضع وكلها تصريحات دون أفعال مطبقة على أرض الواقع
أين مقاتلي المعارضة السورية؟ وما هي أسباب الإخفاق في التصدي لجيش النظام؟
الأمور غامضة وهناك حقائق تؤكد على أن حلب بيعت للنظام فأكثر الذين يدافعون عنها كانوا من المدنيين من أهالي حلب.
كان قد انتشر عقب كارثة حلب فيديو يظهر أن هناك مدنيون يهتفون لتنظيم الدولة داعش؟ ما حقيقة هذا الفديو؟
حدثت بالفعل من قبل مجموعة صغيرة كان هدفها ليس الولاء لداعش وإنما أغاظت من تبقى من الجيش الحر داخل حلب وتحفيزهم على الصمود كي لا يتفكك ما تبقى من المرابطين.
هل ترى أن ما حدث من تشرد لأهل حلب سوف يصب في صالح تنظيم داعش؟
لا لن يصب أبدا في صالح تنظيم داعش ولا غيره لأن الأهالي في حلب سئموا تماما من جميع تلك التنظيمات المسلحة التي سببت لهم كوارث كبرى قبل ذلك.
انقل لي بعض ما يردده الأهالي والنازحين من عبارات تخص عودتهم إلى بلدهم وشوارعهم في حلب؟ وكيف يتحدثون عن عودتهم؟
يتحدث النازحون دائما عن عودتهم مرة أخرى فلم يمت الأمل لديهم على الإطلاق في الرجوع إلى ديارهم وشوارعهم والأماكن التي تربوا فيها حيث يرددون كثيرا بأذن الله سوف نعود.
إلي أين وصلتم الآن؟ وهل تتوافر مستشفيات في الأماكن التي رحلتم إليها؟
أنا خرجت مع أول دفعه مع المصابين بحكم عملي حيث خرجنا إلى ريف إدلب وهناك مشافي ولكن لا يوجد أماكن إيواء تكفي المدنيين وهذه هي المشكلة الكبرى.
ما حجم جاهزية هذه المشافي في ريف إدلب لاستقبال اللاجئين؟
حجم جيد ولكن المشكلة في حجم المدنيين والعائلات لإيوائهم.
ما الذي تطلبونه وتحتاجونه لتغطية أعمالكم؟
المطلوب أماكن إيواء ولجان تنظيم وأغذيه وليس تصوير إعلامي فقط وحديث أمام الكاميرات، الناس تنام في الشوارع أنا من الصبح إلى الآن لا أجد مكان يآويني من البرد
