شرف علي بناؤه "انطونيو لاشيك" وامتلكته الملكة "فريدة" وأممته الثورة

منوعات

قصر الطاهرة
قصر الطاهرة



محمد طاهر باشا 
هو صاحب القصر من مواليد أسطنبول و هو أبن أخت الملك فؤاد الذي كان يقيم بجواره بقصر القبة، وهو الحفيد الوحيد للخديوي أسماعيل، وقد تزوج فترة قصيرة لكنه عاش بقية حياته عاذباً .

كان طاهر باشا متعطشا ومحبا للرياضة، ونتيجة لذلك كان أول رئيس للجنة الاولمبية المصرية وراعى للأنشطة الرياضية الأخرى وتشمل نادي محمد علي ، النادي الملكي للسيارات ونادي الفيروزية .

انتقال ملكية القصر
كان «الملك فاروق» قد اشترى القصر باسم الملكة فريدة عام ١٩٤١م بمبلغ ٤٠ ألف جنيه، واشترى الفيلا المجاورة له، وضم إليه عدداً من الأراضى، حتى بلغت مساحته ٨ أفدنة، ولكن حالت المساحة الصغيرة لقصر الطاهرة، عارضت تحويله إلى مقر للحكم، حيث لا يكفى القصر الذى يقع شرق القاهرة بين روكسى وحدائق القبة جميع إدارات مؤسسة الرئاسة.

انطونيو لاشيك
أتم بناء قصر الطاهرة فى اوائل القرن العشرين، وقد قام ببنائه علي الطراز المعماري الإيطالى للأميرة أمينة إبنة الخديوى إسماعيل والدة محمد طاهر باشا،  ويعتبر أنطونيو لاشيك من أعظم المعماريين الأجانب الذين جاءوا إلى مصر، وهو الذى صمم مجموعة كبيرة من مبانى وسط البلد.

وصف القصر
يتسم  تصميم مبنى القصر بتوازن وجاذبية فى الشكل ويعد رغم صغر حجمه من أفخم القصور فى العالم، فالقصر تحيطه حديقة بديعة ، مكوناً علاقة متناسقة بين المبنى والطبيعة الخلابة المحيطة به ، وكان لتأسيسه من الداخل واختيار ديكوراته دور مهم فى توفير الشعور بالترحاب والراحة للزائر والمقيم ، حيث وزعت التحف وقطع الأثاث داخل الغرف بتناسق وجمال ينم عن ذوق رفيع علي الرغم من صغر مساحة القصر مقارنتاً بالقصور الأخر  ويحتوى القصر على عدد من التحف والتماثيل الرخامية لفنانين إيطاليين . 

أحداث تاريخية بالمكان
وكان القصر مسرحا لعمليات حرب أكتوبر ١٩٧٣ ، حيث توجد به صورة شهيرة للرئيس الراحل أنور السادات وحوله رجال الجيش ، يقفون حول طاولة كبيرة يناقشون عليها خطة الحرب ، وهى نفسها طاولة البلياردو التى كان أحضرها الملك فاروق من قصر محمد على فى شبرا الخيمة وضمها للقصر , و تردد أن القصر شهد جلسة تسوية مؤقتة ، بين الرئيسين الراحلين محمد نجيب وجمال عبدالناصر خلال زيارة الملك سعود فى مارس ١٩٥٤  إلى مصر. 

كما كان مقراً لإقامة فتحية نكروما وأسرتها القبطية لبعض الوقت فى أعقاب تشكيل حركة عدم الانحياز, و هي زوجة أول رئيس لغانا "كوامى نكروما" اوائل العهد الجمهوري, حيث كانت فتاة احد متاجر القاهرة المتواضعة و التي تغير حالها عندما تزوجت من الرجل القوي في غانا "كوامي نكروما "،  كما كان مقراً لإقامة أرملة شاه إيران عام ١٩٨٠م .
وأقام فيه رئيس الوزراء الفرنسى السابق ليونيل جوسبان .
وفي تكتم شديد ، حدث تحويل أجزاء من القصر إلى غرف متابعة للحرب، حيث غطت الخرائط الضخمة لسيناء المرايا البلجيكية وأيضا التذكارات واللوحات التى كانت تزين الجدران،  و أيضاً غطتها صور منطقة قناة السويس، ومن قصر الطاهرة وجه السادات تعليماته بشأن عبور القناة.

مصادرة القصر
في عام 1953م تم مصادرة قصر الطاهرة مع بقية القصور التى تنتمي إلى الأسرة العلوية، وقد ظهر الكثير من متاع قصر الطاهرة الثمين في المزادات التي ترعاها الدولة والحكومة فى محاولة لملئ خزانتها.

حالة قصر الطاهرة الآن مزرية بسبب الإهمال والنهب التى بدأت تظهر آثاره عليه .

في عام 1996 قامت بنات الملك فاروق برفع دعوى لإسترجاع القصر لأنه كان ملكاً لوالدتهم الملكة "فريدة"، ربما استند الإدعاء على ما تم الإعلان عنه فى صحيفة الأهرام فى 3 مارس 1939م، أن الملكة فريدة قد اشترت القصر من طاهر باشا بمبلغ 40،000 جنيه. وكانت حجتهم أن فريدة ذو الفقار كانت متزوجة من الملك ولم تكن من سلالة محمد علي وبالتالي لا يحق تنفيذ قانون المصادرة عليها , ولكن بنات الملك فاروق الثلاث من فريدة خسروا قضيتهم ولا زال القصر مصادراً.