من مذكرات "نجيب الريحاني" جزء أول

منوعات

الضاحك الباكي
الضاحك الباكي



"أنني في مذكراتي هذه تناولت الكثيرين بما قد لا يرضيهم، لكن أحداً لا يستطيع أن يناقضني في حرف واحد مما أُثبت هنا، لأنه إن حاول أن يفعل، وقفت الحقائق حائلا بينه وبين ما يريد". 

هذه هي المقدمة التي بدأ بها مذكراته، يوضح فيها مدى صراحته التي أعتادها طوال حياته، فهو لا يخشى اللوم في الحق، و من أقواله أيضاً "لأن هذه هي سعادة الرجل الصادق الحقيقية، كما لو كان يقف أمام منصة القضاء ليدلي بشهادته، فيغادر المكان مستريح الضمير، هاديء البال" كما ذكر.

مغامرة عاطفية
كان "الريحاني" صبياً في السادسة أو السابعة عشرة من عمره، ورأى في نفسه الوسامة، كما أنه كان موظفاً مضمون الإيراد، ليبدأ نجيب قصة حياته من قهوة "اسكندر فرح" المجاورة لمسرحه بشارع عبدالعزيز، حيث كان من بين زبائن هذه القهوة "ممثل قديم" الذي أصبح بعد ذلك من عتاة متعهدي الحفلات، وقتها لهذا الممثل (صديقة) من بين الممثلات، تحتل أحد أركان قهوة الفن، كما كانت في الماضي تأوي إلى مثل هذا الموضع من قهوة "اسكندر فرح" ، وكان هذا الممثل يعتز بصداقة هذه الفتاة، فلما كنت أذهب لأشاركهما في الحديث، كانت نظرة فابتسامة فمش عارف إيه.. فشبكان!. وظلت أواصر الصداقة تنمو بيني وبين هذه  الفتاة ، بينما كانت تتراخى بينها وبين صديقها، دون أن يعلم الرجل من أمرنا شيئًا , وأخيرا لعب الفأر في عبه، لكنه كان على جانب كبير من اللؤم، فلم يبد لنا شيئا مما في نفسه، وعمل على مراقبتنا من حيث لا نشعر، و كان يري انه يمتاز عن منافسه الذي كان لا يعمل  "يا مولاي كما خلقتني"، وهذه أمور رأى فيها الريحاني أنها ترجح كفته في أعين الفتاة، ودفعته لأن يقترب منها أكثر وأكثر.

(اتفقت مع الغزال النافر على تمضية نهاية الأسبوع في الأسكندرية بعيدا عن صديقها  ورقابته القاسية، ومعروف أن يوم الأحد هو موعد العطلة الأسبوعية في البنوك، فحصل الرضا والاتفاق بيني وبين محبوبي، على أن نغادر القاهرة ظهر السبت إلى الثغر، ثم نعود منه صباح الأثنين).
 ما حدث لا أحد يتوقعه , فقبل موعد الخروج من البنك، زاره صديقه , وألح عليه لكي يقرضه شيئا من المال بحجة أنه دعا بعض زملائه إلى نزهة خلوية ، فأعطاه نجيب ما طلب، وهو يحمد الله ويدعو بطول العمر لأصدقاءصديقة الذين شغلوه عنه في هذه الظروف السعيدة.

وفي الموعد المحدد مع الفتاة، ذهب نجيب لمحطة سكة الحديد، ليجد الفتاة على أحر من الجمر في انتظاره على رصيف القطار، إلى أن وصل القطار إلى محطة الأسكندرية، فنزلا سيرا وخلفهما الشيال بحقائبهما، ليفاجىء بظهور صديقها فجأة.

(لقد اقترض اللعين مالي، واشترى منه تذكرة السفر، وجاء معنا في عربة أخرى بالقطار نفسه، وراح يستقبلنا هاشا باشا مرحبا، وهو يمد يده لي بالتحية شاكرًا إياي على قيامي بدفع نفقات السفر، لحضرته ولحضرة بسلامتها (الست المصونة والجوهرة المكنونة) التي استلبها مني وتركاني أعض بنان الندم).

مقلب من الفتاة
يقول الريحاني هنا بأن الدنيا أظلمت في وجهه في تلك اللحظة، وأنه حمد الله لعدم امتلاكه سلاحا، ولا حتى سكينة البصل، ليغسل به الشرف الرفيع من الأذى، ليعود أدراجه إلى مصر مجددا وهو يضرب أخماسًا في أسداسًا.
لم تنته الحكاية عند هذا الحد، فاافتاة لازالت تشغل بال الريحاني رغم علاقتها مع صديقه، ورغم مرور فترة ليست بقصيرة على مقلب الأسكندرية، إلا أنه كان يواصل الجلوس على مقهى الفن، المطلة على إحدى شبابيك غرف منزلهما، ليتابعها من بعيد، حتى أنها في مرة من المرات، اتفقت معه على إشارة معينة، هي أنها إذا وضعت نورا في النافذة كان معنى ذلك أنها بمفردها، وأن في وسع نجيب أن يزورها.

(وفي إحدى الليالي لمح الريحاني نورا يشع من النافذة، فظن أن الطريق خال وأن السنافور مفتوح، فخلع حذائه وتأبطه، ثم صعد السلم بلا حركة، وطرق الباب طرقا خفيفا جدا، وإذا الفاتح هو غريمه صديقها ، الذي تناول الحذاء من يده، وتركه يعدو في الشارع حافي القدمين).

 تسبب الفن في رفده من عمله داخل أحد البنوك، بسبب إهماله وتغيبه المتكرر للمشاركة في عروض فرقة زميله عزيز عيد، الأمر الذي أشار إلي حبه الشديد للفن .

وظيفة شركة السكر
يقول الريحاني بحسب مذكراته  (لم يكن لي مثوى بعد هذا (الرفد) القاطع إلا قهوة الفن»، ويضيف بعد ذلك في صفحات أخرى من مذكراته المنشور (طال بي عهد الخلو من العمل، فحفيت قدماي سعيا، حتى كانت سنة 1910، حيث عثرت على وظيفة في شركة السكر بنجع حمادي فسارعت إلى تسلم عملي هناك، مبتعدا عن العاصمة وما فيها من شقاء، تاركا خلفي ذلك الوسط الخبيث، وسط التمثيل الذي أعشقة وأتمنا).
 فرغم كون الوظيفة لم تكن هي طموحه المثالي، إلا أنها وفرت له راتبًا جيدًا يعينه على تكاليف الحياة، لذلك كان يسعى بشكل جاد لاثبات كفاءته داخل الشركة، وبالفعل أظهر نشاطا ملحوظا، كان موضع ثناء من روسائه,وظل يشق طريق المستقبل راضيا مطمئنا.
دام الحال على هذا سبعة أشهر، حتى ظهر ما عكر صفو حاله، بسبب واقعة سردها بنفسه في مذكراته قائلا

مغامرة عاطفية تفقدة عمله
 (كان باشكاتب الشركة رجلا مسنا وكان رحمه الله على نياته، وإذا ضربه أحد على خده الأيمن أدار له الأيسر، وكان كل همه أن يتلو الإنجيل ويستوعب معانيه، وكان مسكني مواجها لمسكنه وقد ولدت هذه الجيرة بيننا اتصالا وثيقا).

يستكمل الريحاني حكايته التي ألقى بأسبابها على وساوس الشيطان، قائلاً: (كانت السيدة حرم "العم" على جانب كبير من الجمال، وكانت في سن تسمح لها بأن تكون ابنة "للعم" لا زوجة له، كذلك كان الحال معي، وإلى هنا تسير المسألة في مجراها الذي ترسمه طبيعة كل شيء).

كانت ليلة من ليالي الشهر السابع له في الشركة، وفيها اضطر الباشكاتب إلى السفر لمصر في مهمة مصلحية، وإذ ذاك خلا الجو للشباب، وحلا له أن يمرح، فحدث أن اتفق هو وزوجة "العم" على ألا تغلق السيدة بابها الخارجي، حتي يستطيع المرور في منتصف الليل، وتم الترتيب كما اتفقا، وذهبت السيدة إلى مخدعها بعد أن تظاهرت أمام خادمتها أنها أقفلت الأبواب، لكنه لا يدري أي شيطان دفع بهذه الخادمة اللعينة إلى القيام بعد ذلك وإحكام القفل من الداخل. 

(حان موعد اللقاء فتسللت، وما أشد دهشتي حين وجددت الباب موصدا دون غرامي وأحلامي , واستشرت الشيطان فيما أفعل فدلني –قاتله الله- إلى منفذ في السقف (منور) تدليت منه، ولكن الخادمة استيقظت في نفس اللحظة، وظنتني لصا يسطو على المتاع، فصرخت بصوتها المنكر، وصحا الجيران، ووفد الخبراء وألقي القبض علي، وكانت فضيحة اكتفوا عقبها بفصلي من عملي، فعدت إلى محلي المختار في قهوة الفن بشارع عبدالعزيز).

عودته إلي مصر
 بعد فصله من شركة السكر، و قد عبرت والدته عن ضيقها منه و من تصرفاته ، فأقفلت الباب و تركته في الشارع، 48 ساعة  دون طعام  ولا مال ، ومع ذلك لم يحن ظهره ولم يذل نفسه. 

(لو كان أمري قاصرا على الجوع وحده لهان، ولكنني لم أجد كذلك مكانا آوي إليه كلما أدركني الليل، وذهب كل حي في المدينة يلتمس الراحة في فراشه، لذلك كنت أقضي الليالي وحيدا، أمكث في (قهوة الفن) إلى موعد التشطيب في الساعة الثانية من كل صباح، ثم أغادرها إلى كوبري قصر النيل، فأجوب تجاه الجزيرة سائرا على قدمي، حتى إذا أعياني الكد والنصب، استلقيت على الإفريز جانبا، وتوسدت حجرا من أحجار الطريق مستريحا، إلى أن ترسل الغازلة أشعتها، فأستيقظ من نومي (الهنيء) وأعود أدراجي إلى المقر الرسمي (قهوة الفن). 
قرش التعريفة
لم ينس الريحاني بين حكاياته المأساوية تلك في البدايات، أن يحكي عن يوما قام فيه من النوم ليجد تحت منه كنزا لا يعرف قيمته إلا المفلسون، هذا الكنز هو «قرش تعريفة! وافرحتاه! خمس مليمات حتة واحدة! ما هذا الفتوح؟ وما هذه البشرى؟ حقا يا سادتي إذا كان المثل يقول (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يشعر به إلا المرضى) فإنني أخالفه، وأقول: القرش التعريفة كنز في جيوب الأغنياء لا يحس به إلا المفلسون».
وعنها وسع على نفسه في الإفطار «وإن شا الله ما حد حوش!»، ليأكل أكلا دسما –على حد وصفه- عماده الفول المدمس والسلطة والطعمية، والعيش، لأن أيامها كانت الدنيا «مبحبحة» والقرش التعريفة ثروة.
فصل نجيب الريحاني من شركة السكر بنجع حمادي، بسبب فضيحته مع زوجة رئيسه في العمل،لم يمنع الشركة من إرسال خطاب إليه –بعد فترة- تطلب منه العودة لاستئناف عمله بها مرة أخرى، وربما هنا يدور سؤال في نفس القاريء فحواه: (كيف تطلب شركة من موظف طرد منها بسبب فضيحة أن يعود مجددا؟) .
يجيب الريحاني عن هذا  قائلا: (حدث بين موظفي الشركة وبين العم (ت) خلاف استحكمت حلقاته، ولكنهم لم يتمكنوا منه، ولم يجدوا سببا مبررًا لفصله من عمله، فهداهم تفكيرهم إلى استمعال الحيلة كي يحملوه على الاستقالة) .
كانت الحيلة هي أن يعيدوا الريحاني إلى عمله بالشركة، وإذ ذاك لا يجد غريمه العم (ت) مناصًا من هجر الشركة، لا بل من هجر البلدة بما فيها، إن لم يكن إتقاءً للفضيحة، فخشية تجدد الماضي بين روميو، وجوليت، أي الريحاني وزوجة العم (ت).

عودته شركة السكر مرة اخرى
لم يتوان الريحاني بعد الإطلاع على خطاب الشركة في جمع عزاله، والسفر إلى نجع حمادي حيث استلم عمله، وهو يقسم جهد أيمانه أنه لن يعود إلى التمثيل مهما حدث.

رأى الرؤساء في الشركة أن من باب النكاية في العم (ت) لتطهيقه سريعا، أن يجعلوه تحت رئاسة نجيب، وأن يكون من اختصاصه مراقبة أعماله، ومع ذلك لم ييأس العم (ت) ولم يتبرم بهذه التصرفات بل لم يحرك ساكنا، مما دفع الريحاني لمعاملته أحسن معاملة، وصارا أصدقاء من جديد.
يقول نجيب (اتجهت بكليتي إلى اتقان عملي ومراعاة الواجب، فارتفعت بأخلاقي إلى مستوى لا بأس به، وفضلت فيما يختص بعلاقاتي بالجنس اللطيف أن أترك ما لقيصر لقيصر، وأن أخليني لطيف، وبلاش (المسخرة) بتاعة زمان، وقد كان، ولم يمض وقت طويل حتى حزت ثقة مدير الشركة وغيره من الرؤساء، فارتفع ذلك مرتبي إلى أربعة عشر جنيها في الشهر).

حكايته مع قارئة الكف الفرنسية
وتدافعت الأيام متشابهة، إلى أن وصل لنجع حمادي رجل أجنبي ومعه زوجة (وهي فرنسية), وكان الرجل منوما مغناطيسيا، أتى يحيي بعض حفلات في (البندر) , كانوا يشاهدوه فيما يقوم ويؤدي بعض تجارب مستغربة من النوم الذي نراه من «الحواة» وأمثالهم.
على أن موضع الدهشة من الأمر هو تمكن زوجته من علم الكف، إذ كانت حين تتفرس في كف إنسان تقرأ ما فيها وكأنها تتلو من كتاب بين يديها، وكم تمنى الريحاني أن يريها كفه، ولكن المبلغ المحدد لذلك كان مبالغا فيه، ولذلك فضل التريث عسى أن يبعث الله بالفرج.
وفي إحدى الليالي، ذهب الريحاني مع شلة كبيرة من الأصدقاء إلى حضور حفل لذلك «المنوم»، وبعد انتهائها تقدم الزوج يعلن أنه سيوزع تذاكر «لوترية» ثمن الواحدة عشرون مليما، بينها تذكرة واحدة تكسب زيارة صاحبها إلى مصر في اليوم التالي كي تقرأ المدام كفه، وتطلعه على ما خفي من أمره.

يقول الريحاني: (اشتريت كغيري تذكرة، وأنا أدعو الله أن أكون الفائز، لأنني كنت في شوق زائد إلى هذه العملية, ولما انتهى توزيع التذاكر، وتدافع الأصدقاء وغيرهم لحضور عملية السحب، بقيت في مكاني مشفقا، وظهرت النتيجة، فإذا الفائز زميل لي في الشركة اسمه عبدالكريم أفندي صدقي، وبعد أن قمت بلعن سنسفيل الحظ، لم أجد بدا من الذهاب إلى عملي في الشركة كالمعتاد، فلقيني زميلي عبدالكريم صدقي ينعي حظه الذي (مش ولابد)) .

حظ عبدالكريم السيء ورطه في مأمورية لا تنتهي إلا بعد أسبوع، و«المنوم المغناطيسي» وزوجته يغادران نجع حمادي غدا، ليفتح الحظ نفسه ذراعاه للريحاني مجددا، بعد أن قال الصديق له: (و بما أنني مش رايح أستفيد من التذكرة دي، فخدها أنت و رح شوف بختك عند الولية وجوزها) .
تناول نجيب التذكرة التي "عليها العين"، وقبل الموعد المحدد كان بين يدي الرجل وجلست المدام تقرأ كفه، في ليلة حكى عنها قائلا: (إنني لم أتعود في حياتي أن ألقي القول جزافا، كما أنني لست ممن يصورون من الحبة قبة، بل ولا أميل إلى التهويل والمبالغة في الوصف، فهل تصدقني أيها القاريء إذا قلت لك إن هذه السيدة أخبرتني بأشياء حدثت لي في الماضي، كما لو كانت معي، وأنها قصت على ظروفا خاصة اجتزتها بنفس النمط الذي ذكرته؟ حقا لقد خبلت عقلي بما ألقت إلي من تاريخ حياتي الماضية، وبعد ذلك تنبأت لي بما سيكون عليه مستقبلي) .
كان ذلك عام 1913، ويقسم هنا نجيب الريحاني أنه ظل طيلة الأعوام التالية يجتاز من أدوار حياته مراحل سبق أن تنبأت له بها هذه السيدة.
كان أيامها موظفًا بسيطا في شركة السكر، يتقاضى مرتبا لا يزيد على أربعة عشر جنيها، ولم يكن أمامه ما يبشر بصلاح الأحوال أو تبدل الأيام، ومع ذلك فقد قالت له (إن حياته عبارة عن ضجة صاخبة، وأن أموالا كثيرة ستتداولها يده، وأنه سينتقل من فقر إلى غنى، ومن غنى إلى فقر، ثم يعود الغنى؟ )

(رحت أجول بالذاكرة في تأويل هذه التنبؤات، فأما الفقر فهذا شيء متوفر والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وأما الغنى، فمن أين يأتيني يا ترى؟)
دفع الهوس نجيب الريحاني للتفتيش عن قريب له  من ذوي الثراء، وراح يبحث عن شجرة العائلة، ويدرس أصولها وفروعها، لعله يعثر على واحد بينهم لا وريث له، قائلا: (يمكن يا واد يشوفك في وصية بحسبة كام ألف مصري يبحبحوك»، مستبعدًا تمامًا فكرة أن يأتي الثراء من خلال التمثيل، لأن «اسم الله، ده اخوانا بسم الله ما شاء الله مكانش يلف الشهر إلا والجعيص فيهم يستلف قد ماهيته مرتين!).

سر السيارة
نهايته، لم يفده التفكير شيئا، ولم يسعفه قاموس الأسرة ولا شجرتها المباركة، فترك الأمور تجري في أعنتها، ونام بعد ذلك خالي البال.
هنا أن نشير إلى سر باحت به العرافة للريحاني، ولعله هو ذلك السبب وراء عدم اقتنائه سيارة أبدًا، بعد أن أخبرته قارئة الكف بأن هناك تصادما سيحدث لسيارة يكون فيها، ومع إنها ذكرت له أن ( ربنا إن شاء الله هايجيب العواقب سليمة )، إلا أنه خشي من هذا اليوم، فامتنع بتاتا عن اقتناء سيارة لنفسه .

أنتظرونا في الجزء الثاني