قدماء المصريين عرفوا التوحيد والحج

منوعات

بوابة الفجر

تميز المصري القديم بالسبق في شتى المجالات لاسيما الأمور الدينية من عقيدة وإيمان، كما تميزوا قدماء المصريين بالتقوى والورع الديني حتي ولو كانوا يعبدون قمراً أو وثناً. 

وهم من أول الشعوب الذين عرفوا التوحيد، فعبدوا الإله الواحد، وكانت لهم شعائر دينية وعقائد ثابتة، وحافظوا علي أركان تشبه أركان الإسلام الخمس من الصلاة، ،وزكاة ،وصوم ،و"الحج".

يقول الدكتور جلال أبو بكر أستاذ التاريخ والحضارة المصرية بكلية الآداب جامعة المنيا عبر أحد البرامج الإذاعية أن "الحج عند قدماء المصريين كان لمقدساته الدينية، حيث كانت تكتظ المعابد بالحجاج مثل معبد "الكرنك" ومعبد "الأقصر"، وكذلك منطقة "أبيدوس" والتي أعتُبرت كعبة الحجاج في مصر القديمة، حيث يعود تاريخ تلك المدينة إلى أكثر من 3150 سنة قبل الميلاد.  

ويضيف "أبو بكر" أن مدينة "أبيدوس" كانت قبلة للحجاج حيث كانت مقراً للإله "أوزير" أو "أوزوريس" سيد الغربين وملك مملكة الموتى. 
فأسطورة "إيزيس وأوزريس"، تحكي بعد أن قام ست بقتل أخيه "اوزوريس" وتقطيعه أشلاء، طافت زوجته إيزيس أنحاء مصر تبحث عن أشلاؤه، واستطاعت وعثرت علي رأسه في "أبيدوس"، وكان لـ "أوزريس" أو "أوزير" منزلة عظيمة لدى المصري القديم إذ هو من علمه الزراعة.

وتابع قائلاً أن "عادة ما يقوم الملك برحلة الحج في موكب مهيب، ويشارك به كبار الأفراد ويتخلل هذه الرحلة المشاركة في أعياد أوزير التى تقام في أبيدوس وتمجد الأنشودة العظمى ذلك الحج وتخلد ذكراه على أنه أحد الأعياد العظمى لتلك الدولة" 

ويقول دكتور "جلال أبو بكر" أنهم كانوا يعبرون إلى منطقة البر الغربي بواسطة السفن، الغرب عند المصري القديم يمثل غروب الشمس وهو مشهد الموت والنهاية. 
وإحدي أسمى أمنيات المصري القديم أن يُدفن بجوار أوزريس، وفي أبيدوس أقدم جبانة بتاريخ مصر القديمة، والتي تعود إلى مقابر ملوك الأسرة الأولى والثانية، وكان من بينهم مقبرة الملك "مينا" موحد القطرين.

ويتابع "أبو بكر" أن المصري القديم قد وثق مشاهد رحلة الحج على جدران المقابر، حيث نقش على جدران المقابر مشاهد الرحلة بالمراكب والسفن للعبور إلى البر الغربي للنيل، للوصول إلي أبيدوس لبدء طقوس وشعائر "الحج".