حرب شعواء بين "ترامب" والإعلام الأمريكي.. فمن سينتصر؟

عربي ودولي

ترامب - ارشيفية
ترامب - ارشيفية


تشهد هذه الفترة، حرب شعواء بين الإعلام الأمريكي، وبين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، الذي قرر منذ أيامه الأولى أن يشتبك بضراوة مع الإعلام، والتي لم تهدأ بعد، بل لا تزال مستمرة إلى ذات اللحظة.

استبعاد وكالات أنباء من حضور مؤتمر لسكرتير "ترامب"
كانت هذه آخر تفاصيل معركة حضرت اليوم، بين دونالد ترامب، وبين الإعلام، حيث احتجت جمعية مراسلي البيت الأبيض، بسبب إقدام البيت الأبيض على استبعاد عدد من وكالات الأنباء الكبرى من حضور مؤتمر صحفي، مع السكرتير الصحفي للرئيس الأمريكي ترامب.

أبرز الصحف الممنوعة
وكانت صحيفة نيويورك تايمز و شبكة سي إن إن ومجلة بوليتيكو الإلكترونية، من بين المؤسسات الإعلامية التي متم منعها من حضور المؤتمر، وسجّل رئيس جمعية مراسلي البيت الأبيض جيف ميسون اعتراضه على ما حدث من منع الصحفيين، والمؤسسات من حضور المؤتمر، وعبّر بقوله" إن مجلس إدارة جمعية مراسلي البيت الأبيض يحتج بقوة ضد الكيفية التي تم التعامل بها مع اجتماع اليوم من قبل البيت الأبيض".

بداية الصراع بين ترامب وبين الإعلام
ويأتي الصراع بين ترامب وبين الإعلام الإمريكي، منذ إعلانه الترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لتبدأ حرب  ضروس بين الجهتين، لا صحيفة النيويورك تايمز، التي استخدمت كل وسائل الدعاية ضد ترامب، فضلا عن تحريضها، الكثير من الصحف والقنوات ومراكز استطلاع الرأي ضده، حيث استطاعت وبجدارة أن تحشد صورة ذهنية مفادها أن هيلاري كلينتون هي من ستحقق الفوز على ترامب، وبرغم كل هذه الدعاية، كسب ترامب الانتخابات وفاز فوزا ساحقا، استغرب لحاله الكثير، بعدما أكدت جميع الاستفتاءات أن كلينتون هي من ستحصل على كرسي الرئاسة الأمريكية. 

 ملحمة الـ "نيويورك تايمز وترامب"
ومن بين الصحف التي لعبت دورا في التصدي الكامل تجاه ترامب، صحيفة نيويورك تايمز، التي لم تهدأ على الإطلاق، ففي أعقاب قرار ترامب الذي اتخذه ضد المهاجرين، ومنع  سبع دول إسلامية من السفر إلى أمريكا ووضعها ضمن قوائم الإرهاب، سرعان ما وصفت الصحيفة هذا القرار،  بالجبان والخطير والمضر بالمصالح الأمريكية، فضلا عن تأكيدها أن ترامب ليس الأصلح لقيادة بلد بحجم الولايات المتحدة الأمريكية.

ترامب يشن هجماته على الإعلام
وقليلا ما تخلو عبارات الهجوم من أحاديث دونالد ترامب، تجاه الإعلام الذي يستثمر كل فرصة يتحدث فيها، ليقوم بذلك، وخلال مؤتمره الصحفي الذي أجرى في 16 فبراير 2017، عاود ترامب هجومه على الإعلام حيث اتهمها بعدم النزاهة، قائلا "أن عدم النزاهة "لدى وسائل الإعلام" بلغ مستوى لا يمكن السيطرة عليه"، مضيفا "الصحافة باتت تفتقد إلى النزاهة إلى درجة أننا إذا تجاهلنا الحديث عنها فإن هذا يخدم الشعب الأميركي بشكل كبير".
كما خصص ترامب هجومه في هذا التوقيت على صحيفة نيويورك تايمز وشبكة "سي إن إن"، حيث أكد حينها أيضا أن غالبية وسائل الإعلام في واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس لا تتحدث من أجل مصالح الشعب، بل للمصالح الخاصة ولمن يستغلون نظاما تصدع بشكل واضح جدا، حسبما أكد حينها.

تعامله مع "الروس" 
ومن بين الأسباب التي سبب لترامب الكثير من الإحراج، وجعلته يشن حربه على وسائل الإعلام، كانت تسريبات الصحف ووسائل الإعلام عن علاقته بموسكو، التي جلبت له الكثير من المشكلات، وهنا لم ينس ترامب هذه النقطة السوداء، حيث هدد حينها، بتوقيف من يقف وراء التسريبات للصحافة، بعد الكشف عن اتصالات متكررة العام الماضي بين فريق حملته والاستخبارات الروسية، وعن محادثات بين مستشاره السابق مايكل فلين ودبلوماسي روسي، وقال معلّقا "إن الأنذال الذين يقومون بالتسريبات، باتوا أخيرا مكشوفين وسيلقى القبض عليهم".

تحيّز للإعلام ضد ترامب بالكامل
ويعلّق الكاتب الأمريكي، عماد عبد الهادي بقوله، إن المعركة الدائرة بين ترامب وبين الإعلام لها أكثر من وجه، محملا الإعلام جزءا من المسؤولية، مشيرا إلى أن المعركة الدائرة بين الإعلام وبين الرئيس الأمريكي، ليست وليدة اللحظة وإنما بدأت منذ بدء ظهور ترامب على الساحة الانتخابية.

وأشار إلى أن تلك المعركة يتواجد لها أكثر من وجه، مبينا أن هناك وجه آخر لا يتم التحدث عنه، وهو ما يشير إليه ترامب دائما، من أمور الأخبار المزيفة، موضحا أن الأمر لا يتعلق بأخبار مزيفة، وإنما يأتي في معظمه أن هناك انحياز ضد سياسة ترامب وإدارته منذ اليوم الأول له في الرئاسة الأمريكية وقبل ذلك.

وسائل الإعلام تتعامل مع ترامب على أنه فقاعة
ويرى الدكتور خالد العبيدي، الإعلامي والخبير الدولي، أن  دونالد ترامب بدأ معركته مع الإعلام من معلنا عن احتقاره لوسائل الإعلام أثناء حملته الانتخابية واتهمها بالتحيز ضده.

 وأوضح العبيدي، أن وسائل الإعلام تعاملت منذ بداية ترشح ترامب للرئاسة الأمريكية، على أن ترامب مجرد فقاعة عابرة سرعان ما تنتهي، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن فوزه في الانتخابات سبب مشكلات كبرى وصدمة شديدة لوسائل الإعلام التي كانت قد أعلنت هجومها المستمر ضده.

المعركة مستمرة ولا يمكن الجزم بمستقبلها
من جانبه أكد الدكتور، حسن عماد مكاوي، وكيل المجلس الأعلى للصحافة، أن هناك معركة شرسة بالفعل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبين الإعلام الأمريكي، ربما تؤثر على مسيرة دونالد ترامب .

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الإعلام يحمل أجندة مخالفة تماما، لما يريده الشعب الأمريكي، لافتا إلى أن ترامب، يعبّر كثيرا عن المواطن الأمريكي المنكفأ على ذاته داخليا، وهو الأمر الذي يظهر من خلال قراراته وأطروحاته.

وعن مستقبل المعركة بين الطرفين، قال مكاوي إنه كما يبدو ستستمر المعركة مشتعلة بين الجانبين، إلا أنه لا يمكن الجزم بنتائجها على الإطلاق، مع الأخذ في الاعتبار أن الإعلام لن يترك الرئيس الأمريكي.