الأزمات التركية الإيرانية تشتعل مجددا؟ .. خبير: الخلافات مستمرة وستؤثر مستقبلا على العلاقات

عربي ودولي

انقرة وطهران - ارشيفية
انقرة وطهران - ارشيفية


يبدو أن شهر العسل أصبح مشرفا على الانتهاء، بين أنقرة وطهران، فالخلافات تتصاعد وتيرتها يوما عن يوم، والمشاكسات تعلو حدتها كثيرا، لا سيما بعد جولات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى دول الخليج، يأتي هذا وسط توقعات باستمرار تلك الخلافات مستقبلا، والتي ربما تؤثر على المشهد السياسي مستقبلا، برغم العلاقات الاقتصادية القوية بين الدولتين.

زيارة أردوغان للخليج وتهجمه على طهران
ومن ضمن أهم العوامل التي استشاطت لها طهران غضبا، هو زيارة أردوغان إلى ثلاث دول خليجية الأيام الماضية، وهو ما عكس حجم التنسيق القوي الذي يأتي بين دول الخليج، وبين تركيا، والتي تنم في الحقيقة على إحداث مستوى متقدم حول  الملفات الإقليمية، وعلى رأسها سوريا والعراق واليمن وليبيا.

وخلال زيارة أردوغان إلى العاصمة البحرينية المنامة، أكد إن إيران تسعى وراء "توسع فارسي" في سوريا والعراق، فيما ذكر حينها أيضا وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ، إن طهران تسعى لنشر التشيع في سوريا والعراق.

طهران تعترض على أردوغان 
وفي أعقاب التصريحات التركية التي أثارت ردود أفعال قوية على الساحة الدولية، قامت وزارة الخارجية الإيرانية باستدعاء السفير التركي لدى طهران رضا هاكان تكين، وسلمته رسالة احتجاج على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته ضد إيران.

ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل سجّل  المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي اعتراضه أيضا على تصريحات الرئيس التركي ووصفها بـ "التصريحات غير البنّاءة"، مضيفا " إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن دور إيران في العراق جاءت متأثرة بالمناخ والأجواء التي كانت موجودة أثناء حديثه.

كما وصف  وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، سياسات تركيا  في المنطقة بالخاطئة، مؤكدًا أن تلك السياسات هي التي دفعت أنقرة لتحميل الآخرين مسؤولية فشلها، معربا عن أسفه للسياسات الخاطئة التي اعتمدتها الحكومة التركية في السابق، موضحًا أنها أسفرت عن أوضاع أرغمتها على إتباع أسلوب التسقيط، حسب تصريحاته.

أسباب الخلاف
ويعلّق الباحث محمد حامد، المتخصص في الشأن التركي، حول تصعيدات الخلافات التركية الإيرانية، مؤكدا إن الخلاف التركي الإيراني ظهر على  العلن بعد انتقاد محمد جواد ظريف وزير خارجية في تصريحات خاصة مع الصحافة الإيرانية و نال من القيادة التركية بشكل كبير جدا.

وكشف الباحث والمتخصص في الشأن التركي، أن تفجر الخلاف نتج بسبب تباين الرؤية التركية الإيرانية حول ما بعد أستانة، ثم رؤية ترامب للأزمة السورية، عبر فرض مناطق آمنة، وهو ما سيؤدي إلى تقلص نفوذ إيران في سوريا، وهو ما سيصب لصالح تركيا وحلفائها الخليجيين.

وجهات النظر
حامد بيّن أيضا، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن طهران تري أنقرة توجه لها طعنة مزدوجة عبر إفساد العلاقات الإيرانية الروسية منذ أستانة، وذلك عندما عملت أنقرة على استمالة موسكو نحوها، وتقريب المعارضة السورية المسلحة لها كذلك، على  حساب النظام السوري وإيران.

تأثير التقارب التركي الخليجي
وبسؤاله عن نقطة التقارب التركي الخليجي، قال المتخصص في الشأن التركي، إن الاصطفاف التركي مع دول الخليج، يؤثر أيضا على مصالح إيران في سوريا، حيث يأتي ضدها بهدف تقليم نفوذها في منطقة الشرق الأوسط بعد أن رفعت أنقرة لغة الحوار بين البلدين،  مشيرا إلى أن طهران  تري  في موقف أنقرة الأخير، أنه يأتي بدعم أمريكي من إدارة ترامب التي تكنّ كل الشرور للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

استمرار الخلافات
ويتوقع الباحث والمتخصص في الشأن التركي، استمرار الخلاف، بل يؤكد إنه من الممكن أن يتعمق الخلاف أكثر، بعد استفتاء 16 أبريل المقبل، معززا وجهة نظره، بقوله " إن نجاح اردوغان في الانفراد بالحكم واستقرار الجبهة الداخلية، تمكنه من التأثير القوي على الصعيد الدولي والخارجي، والتي يبدو أنها ستكون مع إيران.