بداية التلغراف في مصر

منوعات

بوابة الفجر



نحن جيل لم يُعاصر فترة التلغراف التي بدأت في مصر منذ عهد محمد علي باشا، ولا نعرف معنى التلغراف أو البرقية، ولكن شاهدنا استخدامه من خلال الأعمال التليفزيونية، مثل ما جاء في مسلسل رأفت الهجان والعميل 313 وغيرهم من الأفلام والمسلسلات العملاقة.

ويستخدم جيل اليوم، الإنترنت والهواتف المحمولة ولم يعد للتغراف أو البرقية أهمية أو اهتمامًا مثل ما كان يحدث قديمًا، ويُعد التلغراف ثروة قومية وتقوم بتسهيل الكثير من الجوابات بسرعة ويسر عقب التحديثات التي خضعت لها الآن، ولكن طغى الإنترنت على كل هذا.

ونعرض لكم بداية ظهور التلغراف في مصر قديمًا ومراحل التجديد التي مر بها.

بداية تشيد أبراج للتغراف:

بدأ التفكير في التلغراف في عصر محمد علي باشا كوسيلة إتصالات حديثة وسريعة في هذا الوقت، وكبديل عن الرسائل الورقية التي كانت ممكن تأخذ أيام حتى تصل وربما أسابيع.

في عام 1854 أصدر محمد علي باشا أمرًا إلى عموم مأموري اﻷقاليم يطلب فيه 150 فردًا لتدريبهم على فن اﻹشارة وكيفية التعامل مع آلة التلغراف الحديثة.

وخصص لكل فرد ماهية شهرية 30 قرشًا قابلة للزيادة بعد أن يثبت كفاءته في الوظيفة.

وَكل محمد على باشا للمسيو "كوست" أمر تشييد حوالي 19 برجًا للتلغراف بين القاهرة والإسكندرية، وعندما بدأ العمل بالتلغراف كانت تستغرق مدة إرسال الرسالة حوالي 400 دقيقة.

التلغراف في عهد محمد علي باشا:

قام محمد علي باشا، بتحسين وتطوير خدمة التلغراف، بدأ بإستخدام تلغراف الشارب، وكانت طريقة شارب هي الطريقة المتبعة في نقل الإشارات، وهي تعتمد على عدد كبير من المحطات تنتقل الرسائل البرقية فيما بينها بطريقة الإشارات، ثم بعد ذلك تطور الأمر وقام بإستخدام التلغراف الهوائي والتي كانت تعتمد في طريقة تشغيلها على بطاريات مشحونة موجودة في كل مركز تلغراف وتُسبدل في حال تلفها أو ضعف شحنها حتى لا يؤثر إرسال الرسالة أو محتواها.

وفي نفس العام طبقت هذة الطريقة بين مدينتي اﻷسكندرية والقاهرة ثم شملت مدينة السويس في عام 1856م.

التلغراف في عهد سعيد باشا:

اهتم محمد سعيد باشا بالتلغراف كوسيلة إتصالات حديثة وسريعة مما دفعه ﻹنشاء مدرسة خاصة بتعليمه واطلق عليها اسم " مدرسة التلغراف ".

وأسند لرفاعة الطهطاوي عملية إعداد وتدريب الطلبة الفنيين، وظلت هذة المدرسة تعمل حتى أواخر القرن التاسع عشر.

التلغراف في عهد الخديوى إسماعيل:

شهد التلغراف تطورًا بشكل موسع أكثر في عهد الخديوى إسماعيل، فقد تعاقد الخديوى مع قومباتية التلغراف في إنجلترا والهند، كما تم مد خطوط التلغراف بين مصر والصين وإستراليا.

وفي عام 1868 تم مد خط بين مصر وإنجلترا، وبين جزيرة مالطة ومدينة اﻷسكندرية، حتى وصلت عدد كابلات التلغراف في مصر إلى 66 كابل منها حوالي 19 كابل بين مصر والسودان.

ومع مر العصور تطور التلغراف إلى تم تأسيس شركة والتي أصبحت لاحقًا "المصرية للاتصالات"، وفي عام 1881م تم تثبيت أول خط هاتف بين القاهرة والإسكندرية وتم مد خطوط الهاتف إلى محافظات مصرية أخرى مثل الإسماعيلية وبورسعيد والسويس.

والجدير بالذكر أن صمويل فينلي بريز مورس هو من اخترع التلغراف بأمريكا عام 1835 عمل على أحداث ثورة في مجال الاتصالات.