"البلوشي".. العجوز الذي ابتكر فانوس جديد لـ"رمضان" من داخل جدران السجون

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يجلس على كرسيه الخشبي بجسده الضخم، وأمامه أريكة عليها فوانيس متراصة بألوان زاهية مضيئة بأنوار من الداخل تجذب كل من يمر عليها ليزدحم حولها الكثيرين الذين يتبادلوا النظرات على بضاعتها منهم من تعجبه فيشتريها ومنهم من يكتفي باختلاس نظرات الإعجاب ثم يكمل طريقه.


خالد البلوشي، ذو التسعة وخمسين سنة، العجوز الذي اكتسب من سنين حياته القاسية هدف وغاية استكمل بهما حياته وأحياها من جديد.

                    

صانع الفوانيس، المسن، الذي اكتسب صناعته من داخل جدران السجون التي كانت دافع ليتعلم هواية استغلها وحوّلها لمهنة له يكسب من خلالها قوت يومه.


بـ"الخرز وخيط الصنارة ووحدة صوت"، يصنع عم خالد فانوس رمضان ذو الشكل الجديد، لينتج لنا في النهاية أحد أشكال الفوانيس التي يبتكرها المصريين كل عام احتفالاً بشهر رمضان.


من 15 لـ150 جنيه، يبيع عم خالد فانوس رمضان، الذي أكد أنه بالرغم من أن تلك الهواية أصبحت مهنته التي اعتمد عليها في معيشته اليومية، والتي بالرغم من ذلك يقوم بتقليل ثمنها لما يتناسب مع أهالي منطقته لعلمه بضيق الحال الذي يمر به كافة الشعب المصري.


وعن الأحوال الاقتصادية وتأثيرها على عمله، يقوم عم خالد: "السنة اللي فاتت الفانوس كان بيكلفني 15 جنيه، فكنت ببيعه بـ25، دلوقتي بيكلفني 30 جنيه وببيعه بـ35، وأوقات ببيعه بـ30 للناس اللي عارف أنهم على قد حالهم".


"نفسي في محل يلمني من البيع في الشارع"..هذه هي أخر ما نطق به عم خالد في حديثه لـ"الفجر" متمنيًا أن تحقق رغبته في أن تساعده الدولة وتغطيه كشك صغير يعمل فيه ليقدر على المعيشة، حتى لا يسلم الطرق الحرام".