نكشف أسرار الغرف المغلقة.. و"العشق المفضوح" بين قطر وإسرائيل‎

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"عدو عدوي صديقي".. شعار تبنته كلاً من  قطر وإسرائيل تجاه البلدان العربية، فكان التعاون بينهما مثمرًا في جميع المجالات، حيث لم تتردد الدوحة  في توسيع علاقاتها  مع إسرائيل، لتشمل التطبيع الرياضي وشركات أمنية إسرائلية بقطر، فضلاً عن التبادل التجاري المشترك بين البلدين.

 

التطبيع الرياضي وبناء ملعب يحمل اسم الدوحة بإسرائيل

أمر الأمير الوالد في قطر حمد بن خليفة آل ثاني، ببناء ملعب رياضي لكرة القدم يحمل اسم "الدوحة" في شمال إسرائيل وبالتحديد فى مدينة "سخنين" ليلعب عليه فريق أبناء سخنين فى الدورى الممتاز الإسرائيلى . ويرجع تاريخ إنشاء الملعب إلى عام 2004 بتكلفة15 مليون دولار، حيث وافقت السلطات الإسرائيلية على إطلاق اسم العاصمة الخليجية عليه، على الرغم من أن العادة جرت فى إسرائيل على عدم إطلاق الأسماء العربية على المنشآت العامة والحيوية حفاظا على الهوية الإسرائيلية والتسمية العبرية لها.

وفى منتصف العام الماضي، تقرر ترميم استاد الدوحة حيث تم دفع مبلغ 700 ألف دولار (أي ما يعادل 2 مليون شيكيل)، لتوسعة الاستاد وتجديده وإضافة إضاءات جديدة وزرع الأرض بنباتات عشبية. ولم يتوقف التطبيع الرياضى بين الدوحة وتل أبيب عند هذا الحد، بل كشفت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي في تقرير لها، أن الدوحة سمحت برفع العلم الإسرائيلي في مسابقة الكرة الطائرة الشاطئية، التي نظمتها لتكون المرة الأولى التي يرفع فيها العلم الإسرائيلي على أرض خليجية.

 

منتخب دولة إسرائيل يختاره لمباريات تصفيات الأمم الأوروبية

وأضافت القناة أن إسرائيل قدمت طلب المشاركة للدولة المضيفة قطر منذ شهرين، وحصلت على الموافقة، حيث جرت العادة مشاركة إسرائيل بدون رفع العلم، على سبيل المثال مشاركة إسرائيل فى بطولة الجودو الأخيرة التى أجريت بالإمارات، حيث رفضت رفع العلم.

 

استعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل

في عام 2010، قدمت قطر طلبًا مرتين لاستعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل، والسماح بإعادة البعثة الإسرائيلية في الدوحة، بشرط أن تسمح إسرائيل قطر لإرسال مواد البناء والأموال إلى قطاع غزة للمساعدة في إعادة تأهيل البنية التحتية، على أن تقوم إسرائيل بإصدار بيان علني تعرب عن تقديره لدور قطر والاعتراف بمكانتها في الشرق الأوسط الأمر الذي رفضته إسرائيل، حيث رأت أنه يمكن استخدام الإمدادات القطرية من قبل حماس لبناء عتادها من جديد وتعزيز قوتها لإطلاق صواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، وكذلك لا تريد إسرائيل أن تتورط في المنافسة بين قطر ومصر على مكانتيهما في الشرق الأوسط.

 

تعاملات بنكية

ويوضح هيدفاروت" الموقع الإسرائيلي، أن علاقات إسرائيل بقطر هي الأفضل من أي دولة عربية أخرى، وعلى الرغم من انقطاع العلاقات بشكل رسمى في عام 2009 أمام العالم بعد عملية الرصاص المصبوب، إلا أن التعاون الخفى ظل كما هو، إلى جانب استمرار سفر الإسرائيليين إلى الدوحة.

وكشف الموقع عن وجود العديد من التعاملات البنكية بين تل أبيب والدوحة، إلى جانب العديد من الشركات الإسرائيلية المستثمرة في قطر، وأبرزها شركة "هارل المالية" التي لها استثمارات وسندات مع الحكومة القطرية تقدر بملايين الشواقل.

 

شركات إسرائيلية

بحسب الإعلام العبري يوجد داخل قطر العديد من الشركات الأمنية الإسرائيلية التي تحمي آبار النفط، هذا إلى جانب قيام الدوحة بدفع مبلغ 2 مليار دولار لشركات إسرائيلية، لتأمين مونديال كأس العالم 2020 الذي من المقرر أن تستضيفه الدوحة بعد أن نجحت في دفع رشاوى لاستضافة المونديال، ومن بين هذا الشركات شركة "ريسكو" الإسرائيلية.

 

تعاون إعلامي

وهو ما يؤكده "ليئور بن دور" المتحدث الرسمي السابق باسم الخارجية الإسرائيلية، بأن هناك تعاونًا إعلاميا مهما بين إسرائيل وقطر، وهو ما يتمثل في قناة الجزيرة التي تستضيف "ليئور" أو غيره من الدبلوماسيين الآخرين عبر شاشاتها، هذا بالإضافة إلى الأموال القطرية التي دعمت حملات بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، كما كشفت منافسته تسيبى ليفنى زعيمة حزب الحركة.

 

صفقة الغاز الطبيعي

قد ارتكزت المرحلة الأولى من نشأة العلاقات الإسرائيلية مع قطر على صفقة الغاز الطبيعي التي اكتسبت دفعة إضافية في الشهور التالية لحفل التوقيع الذي أقيم خلال انعقاد مؤتمر القمة الاقتصادية لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة الأردنية عمان في أكتوبر عام 1995، ووقعت فيه إسرائيل على مذكرة تفاهم لشراء الغاز الطبيعي من حقل الشمال الذي يقع في مواجهة شواطئ "رأس لفان".. وقد استمرت المفاوضات الخاصة بالصفقة بعد ذلك في اللقاءات التي أجراها وزيرا خارجية إسرائيل وقطر ولان الجابين أبديا اهتماما كبيرا بتعميق البحث في كل إبعاد الصفقة فقد أجريت مشاورات مكثفة على مستوى الخبراء.

 

تطبيع في مختلف المجالات

وتؤكد مجلة "كالكليست" العبرية، أن العلاقات بين البلدين تشهد تطبيعا جيدًا في مختلف المجالات، لكنه يسير وفق قنوات سرية غير رسمية، مشيرة إلى الاهتمام القطرى بمجال التكنولوجيا المحلية الإسرائيلية وتبادل الخبرات بين الجانبين في هذا المجال، فضلًا عن التعاون في مجالات التنمية والاستثمار.

 

ناهيك عن اللقاءات السرية بحسب المجلة التي تجرى بين مسئولين رفيعى المستوى من البلدين سواء في تل أبيب أو الدوحة يتم خلالها نقاش قضايا استخباراتية تخص دول المنطقة دون أن تكشف عن هوية هؤلاء الأشخاص.