صيادو النيل.. ما بين الهواية و"أكل العيش" (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

المفارقات تملؤه.. هذا هو نهر النيل الذي يتخذه أناسًا مكانًا للحب والعشق وقضاء وقت لطيف، وآخرون يتخذون منه مهنة يتوارثها الأجيال، هكذا هو الحال للصيادين الذين يلتفون حول ضفاف النهر.

 

بدأت هواية عبده أبورحيم، بالصيد، منذ سن الثانية عشر حتى الآن بعد ما تجاوز عامين من عقده الخامس ، قضى فيه 46 عامًا كعامل في مصنع الأحذية، وأربعون عامًا كهاوي للصيد.



وروى "أبورحيم" حكايته مع الصيد لـ"الفجر"، وقال: "أهم حاجة في الصيد هو الطعم اللي في السنارة والآن يعاني الصيادون من غلاء أسعار الطعم، الذي أصبح بـ320 جنيه، ويكتفي الصياد الهاوي بـ20 جنيه فقط أي نصف 1/8 الكيلو لإشباع رغبته في الصيد".

 

وأضاف: "النيل دائما يايخرج لنا البلطي والقراميط وهو يصطاد الأحجام الصغيرة منها مؤكدًا أن أهل السويس هم من يحبون تلك الأحجام".

 

ولم يقتصر حب الصيد لأبو رحيم فقط  بل داعب هوى أولاده أيضًا حيث علمهم وعرفهم ادواته وكيفية الصيد

 

وهنا قال عجوز النهر، محمد السيد الصياد البالغ من العمر 66 عاما، عاش 55 عامًا منهم بين أحضان أمواج النهر منذ قدومه من محافظة المنوفية، قائلاً إن "مهنة الصيد توارثها عن أجداده, فلا يوجد مفر من الهروب منها، وكل آماله في الدنيا تتعلق بالبحر وبالرزق الذي يأتيه منه ولا يطلب شئ سوي العيش خاصة مع ارتفاع الأسعار وغلوها وقلة الأسماك وندرتها". 



وتابع: "عملية الصيد تبدأ من بعد غروب الشمس وحتى صباح اليوم التالي، وبعدها يتم جمع الشباك وجمع الأسماك والذهاب لبيعها في سوق الجيزة"، موضحًا أن حالة الصيد لم تعد كسابق عهدها، حيث يخرج العجوز يوميًا بـ30 جنيه فقط كقوت يومه. 



واستطرد الصياد العجوز، وأكد لـ"الفجر"، أن أولاده أيضًا يمتهنون تلك المهنة ويعيشون منها، رباهم على الصيد والتجارة بالأسماك، معللاً عدم اشتغالهم في مهن أخرى بعدم دخولهم المدارس وتعلمهم".

 

واختتم روايته وقال: "إنه في منتصف الستينات كان يصل النيل لدرجات أعلى قبل بناء السد العالي الذي أثر على الصيد".