قصة حياة "الحجاج بن يوسف الثقفي"

منوعات

بوابة الفجر


هو أبو محمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف ابن ثقيف، الثقفي

هو من أشهر الشخصيات في التاريخ العربي الإسلامي، فقد لعب دوراً كبيراً في تثبيت أركان الدولة الأموية، وسير الفتوحات، وتخطيط المدن، وبنائها، حيث بنى مدينة واسط، وقد ارتبط في الذاكرة الشعبية بروايات مبالغ فيها تدل على ميراث كبير من الرعب والخوف خلفه وراءه. 

نشأ الحجاج في الطائف، وتعلم القرآن الكريم، والحديث الشريف، واللغة العربية والفصاحة، فعمل في بداية حياته معلماً للفتيان مع والده، فأخذ يفقههم في أمور الدين، ويعلمهم القرآن والحديث، ومع ذلك لم يكن راضياً عن عمله هذا، على الرغم من تأثيره الكبير عليه، واشتهاره بتعظيم القرآن. 

انتقل الحجاج من الطائف التي كانت تخضع لحكم عبد الله بن الزبير إلى الشام عاصمة الدولة الأموية، ليبدأ مشروعه السياسي منها، فكان من اتباع شرطة روح بن زنباغ نائب عبد الملك بن مروان، ومازال يظهر حتى سلمه عبد الملك أمر عسكره، وأمره عبد الملك بقتال عبد الله بن الزبير

فذهب إلى الحجاز حيث عبد الله وقتله وفرق جمعه، فكافأه عبد الملك بأن ولاه على مكة المكرمة، والطائف، والمدينة المنورة، ثمّ عهد إليه أمر إخماد الثورة في العراق، فنجح في ذلك، وثبتت له الإمارة، ولكنه لم يستمر طويلاً في حكم الحجاز، حيث كثرت الشكاية فيه، فقدم عبد الملك بن مروان إلى المدينة، وخطب على منبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فعزل الحجاج عن الحجاز، وأقراه على العراق.

ولاية الحجاج على العراق بعد أن أمضى الحجاج عامين والياً على الحجاز نقله الخليفة إلى العراق خلفاً لأخيه بشر بن مروان، وكانت الأمور في العراق مضطربة، فحشد الناس للجهاد ضد الخوارج، ولكن سرعان ما نشبت حركة تمرد في صفوف المحاربين نتيجة إنقاص الحجاج من أجورهم مبلغ مئة درهم، ولكنه تمكن من إخماد التمرد، كما أنّه عفا عن المتمردين إلا بعض القادة

وبعد أن عاد الاستقرار إلى العراق توجه الحجاج إلى البدء بحركة الفتوحات التي توقفت منذ فترة، فأرسل جيشاً عظيماً بقيادة ابن الأشعث أُطلق عليه جيش الطواويس، ولكن هذا الجيش أعلن الثورة، وقد استغرق الحجاج مدة ثلاث سنوات حتى استطاع إخماد الثورة، حيث خاض معركة دير الجماجم بمساعدة جيش الشام، وتمكن من القضاء على المتمردين. 

توفي الحجاج بمرض يُعتقد أنه سرطان المعدة، في مدينة واسط في العشر الأواخر من رمضان عام 95هـ، وقد قال الحجاج قبل موته: (اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل)