هل لأمريكا دور فيه؟.. أسرار إتباع قطر لأسلوب المراوغة في أزمة قطع العلاقات

تقارير وحوارات

قطر
قطر



لازالت الدوحة تمارس خططتها الخبيثة، واتباعها أسلوب المراوغة، في نيتها للجلوس للحوار مع الدول الأربع، وهو ما فسره مراقبون في الشأن الدولي على أنها خطة اشغال سياسي للتعامل مع الأزمة، خططت له أمريكا ونفذه أمير قطر تميم حمد آل ثاني.
 
مؤتمر مع المستشارة الألمانية
ومحاولة لاستعطاف الغرب، قال تميم بن حمد أمير قطر في مؤتمر صحفي مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ، إن بلاده تحدثت عن استعدادها للجلوس على الطاولة لحل قضية أزمة قطر مع دول الرباعى العربي، وهو ما يتنفى عكسيًا مع الموقف الرسمي لتنظيم الحمدين.

و راوغ "تميم " لقائه المستشار الألمانية معلنا دعمه الكامل للمبادرة الكويتية لحل الأزمة مع دول الخليج، قائلا: "سنظل ندعم المبادرة إلى أن نصل إلى حل يرضى جميع الأطراف".

وأكد أمير قطر مكافحة بلاده للإرهاب، قائلا "كلنا نكافح الإرهاب بنواحي علمية ويجب أن نركز على جذور الإرهاب وأسبابه الإرهاب وربما نختلف مع بعض الدول العربية في تشخيص جذور الإرهاب لكن كلنا متفقين على أننا يجب أن نحارب الإرهاب".
 
تحريف مضمون اتصال "تميم" مع الملك سلمان
وفي أحدث حلقات مسلسل المرواغة لإمارة قطر، في التاسع من سبتمبر الجاري، حرفت الدوحة مضمون اتصال تميم بن حمد، بالأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، بعد دقائق من الاتصال الذي رحب خلاله ولي العهد برغبة أمير قطر بالجلوس على طاولة الحوار ومناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع، وهو ما يشير إلى تجددت مراوغة الدوحة، حيث قامت أذرعها الإعلامية بتزييف الحقائق، وتحريف مضمون المكالمة عبر ما نشرته وكالة الأنباء القطرية.

على إثر ذلك أعلنت المملكة العربية السعودية تعطيل أى حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريحا واضحا عن موقفها بشكل علني، وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به، وتؤكد المملكة أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار.
 
أول خطاب له منذ الأزمة
ولم تتنهي المرواغة إلى هنا بل مع بداية الأزمة كان يستخدم أمير قطر هذا الأسلوب، ففي أول خطاب له منذ الأزمة الخليجية، في الواحد والعشرين من يونيو، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن الحياة تمضي بشكل طبيعي في البلاد رغم "الحصار"، معربًا عن استعداده للحوار لحل الأزمة، قائلا "حان الوقت لحل الخلافات من خلال المفاوضات"، ولكنه شدد على أن أي حل يجب أن يحترم سيادة دولته، مقدرا جهود الكويت وتركيا والولايات المتحدة لحل الأزمة الخليجية.
 
خطة اشغال سياسي
في ضوء ما سبق قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إن أسلوب المرواغة التي يتبعه "تميم"، تكتيك قطري مباشر للتعامل مع الأزمة، وممارسة خطة اشغال سياسي على أعلى مستوى، لاسيما وأن المشهد القطري بات واضحًا بأن هناك ارتباك في إدارة المشهد، وتأكيد على عموميات وليس الدخول في حوارات مباشرة مع الدول الأربع.
 
وأوضح" "فهمي"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن كل ما صرح به نظام الحمدين عن الجلوس على مائدة الحوار غير جدي، نظرًل لأن الحوار يبدأ من حيث يتفق الطرافين، وأن يكون هناك توافق على ما قضايا الحوار، وكل ماطرحه "تميم"، في الثلاث مرات ما هو إلا ابداء رغبة سرعان ما ترجع عنها.
 
منح أمريكا "تميم" ممارسة هذا الدور
وتابع أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، أن "تميم" يعتمد على أمرين أولا عدم خبرة الوسيط الكويتي بالرغم من بذله مجهود كبير، لكن لم يستطع ينهي الأزمة، ثانيا اعتماده واستقوائه بالجانب الأمريكي، موضحًا أن الإدارة الأمريكية  منحته سقف وغطاء بالمراوغة وممارسة هذا الدور وكل ما يظهر من الدوحة ماهو إلا إدارة للأزمة، بهدف أن قطر تريد الحوار والتفاوض.

وأشار "فهمي"، إلى أن استقوئه بالجانب الإقليمي مثل تركيا وإيران له دور كبير في عدم جدية "تميم" للجلوس على طاولة الحوار، مردفًا أن لألمانيا دورًا كبيرًا جدا في الوساطة، لاسيما أنه عرضت أفكار خلاقة من خلف الستار بيما فيها مراقبة بعض أوجه الصرف المالية من وإلى لقطر.