انتخابات الأندية فى مصر.. عجائب وغرائب

منوعات

أرشيفية
أرشيفية


■ لأول مرة برامج «توك شو» تجرى مناظرة بين المرشحين


لا صوت يعلو فوق صوت انتخابات الأندية فى مصر، حتى وصل الأمر أن يفكر أحد برامج الـ«توك شو» فى إدارة مناظرة بين المرشحين، واختاروا تحديداً نادى اسبورتنج الإسكندرية، وليس نادى الشعبية الأكبر «الأهلى»، فمثلاً تقام مناظرة بين محمود طاهر ومحمود الخطيب، أو حتى نادى الجزيرة، الأكثر شهرة، والانتخابات على أشدها فيه.

لماذا نادى اسبورتنج؟.. الله أعلم، فى كل الأحوال هى ظاهرة صحية لم تحدث من قبل إلا فى انتخابات الرئاسة، مع أحمد شفيق وعمرو موسى، وتلك الظاهرة الجديدة التى تحدث لأول مرة فى تاريخ الرياضة الاجتماعية بأندية مصر مؤشر جيد على جو الديمقراطية، وتفرز الصالح من الطالح، ولكن ماذا يحدث لو أن مرشحاً يتحدث بطلاقة أفضل من الآخر، فأعجب به الناس، لكن فى التنفيذ والإدارة لا يصلح؟.

أعتقد أن ذلك له تداعيات أخرى، وماذا لو أن مرشحاً دخل بكل قوته وعلاقاته لتكون كفة الحوار لصالحه ماذا ستكون النتيجة، والسؤال الأهم.. ما الذى سيستفيده باقى سكان جمهورية مصر العربية الـ96 مليون مواطن من إدارة مناظرة بين ثلاثة مرشحين لناد أعضاؤه كام ألف، يفترض أنهم كريمة المجتمع بمحافظة من محافظات مصر الست وعشرين؟، يعنى كل الإسكندرية ليست مهمومة بهذا الأمر، فى كل الأحوال المرشحون الثلاثة سواء كان الخلوق الدكتور أحمد وردة أو رجل الأعمال محسن بطيشة أو سيادة اللواء أحمد عبدالفتاح، رجل الإدارة صاحب المواقف الوطنية التى لا يختلف عليها اثنان، الثلاثة الفائز منهم لاسبورتنج سنصفق له.


■ من الأهلى للجزيرة لسبورتنج.. اختاروا بدون حسابات

نصيحة لكل أعضاء أندية مصر من الجزيرة للأهلى لاسبورتنج، دققوا الاختيارات واختاروا المرشح الذى لن يدفع فواتير انتخابية فى حال فوزه، بأن يعين هذا أو ذاك فى منصب بعد فوزه، وأتمنى أن نخرج من قصة المجالس القديمة التى أضاعت الأندية، والمجالس الجديدة شبابها قليلو الخبرة، وابتعدوا عن شخصنة الاختيار بحجة «ده ابن قريبى أو صديقى أو من الشلة».. اختاروا من ينهض بناديكم.


■ مرشح سموحة اعتذر فوجد نفسه ضمن كشوف المرشحين

من الأمور التى حدثت فى الانتخابات التى تمت الأسبوع الماضى وما سبقه من نوادر الانتخابات، أن مثلاً أحد أعضاء نادى سموحة بالإسكندرية تقدم باعتذار لعدم خوض الانتخابات وقدم ذلك مكتوباً، والعجيب أنه تم إدراج اسمه فى كشوف المرشحين، رغم الاعتذار المكتوب، والأعجب أنه حصل على أصوات عالية جداً، وساعد على تفتيت الأصوات.

أما فى نادى اليخت السكندرى، والذى يعد الذراع اليمنى لنادى اسبورتنج، فقد فازت قائمة بذاتها باستثناء رئيس النادى؛ لأنه فاز بالتزكية، ومن بين الوجوه الفائزة فى تلك القائمة أحمد مختار، أحد مؤجرى جزء من الحديقة الدولية من باطن بمئات الألوف، فهل سيحول نادى اليخت بعد فوزه ويديره بنفس طريقته فى إدارة الأرض التى استأجرها ويؤجرها لسلسلة مطاعم وكافيهات بآلاف مؤلفة، ولا يعنيه تكسب أو تخسر، المهم تدفع ما عليها ويدفع هو ملاليم للمحافظة؟، أما الوجه الثانى الذى فاز فهو شقيق زوجة رشيد محمد رشيد، الوزير السابق العائد لمصر مؤخراً، فى كل الأحوال نتمنى الخير لنادى اليخت على يد إدارته الجديدة.

أما فى نادى اسبورتنج، فكثرة عدد الأعضاء فوق السن محيرة، لكن تبرز أسماء بعينها، لا أريد أن أتحدث فيها حتى لا يقال إنى أؤيد هذا أو ذاك، ولكن ما توقفت عنده فى أحد أسماء المرشحين تحت السن، اسم زوج ابنة مقاول ظهر اسمه مؤخراً، هو واحد من ثلاثة أشقاء مقاولين، الأول أنزل ابنه فى انتخابات برلمان الشعب، وأنفق الملايين وفاز الابن الشاب، وهو صاحب الاستجواب الشهير فى النظافة ضد محافظ الإسكندرية الأسبق محمد عبدالظاهر، لأن المحافظ وقتها أمر بإزالة أدوار مخالفة من عمارة والده التابعة لأحد أحياء الإسكندرية الشهيرة، والشقيق الثانى مقاول أنزل ابنه فى انتخابات نادى سموحة الأخيرة، ففاز، ثم كان نزول زوج ابنة الشقيق الثالث فى انتخابات نادى اسبورتنج، إعلانات وبانرات تأييده تملأ كل أركان الإسكندرية، من الطريق الدولى حتى الكورنيش .

يبدو أن الوجاهة الاجتماعية فى انتخابات الشعب والأندية الاجتماعية أصبحت مطلباً قومياً، لا غنى عنه، وتلعب الأموال دورا كبيرا وتدفق الملايين له الدور الأعلى والأعظم، فالإفادة من تلك المناصب أكبر وجاهة اجتماعية عند التقديم لأى مشروع أو خلافه، ولا أنكر أن الغالبية من المرشحين لانتخابات مصر يبحثون عن الوجاهة الاجتماعية فى المقام الأول، وإلا لما كان كل هذا الإنفاق على الدعاية الذى يصل لخمسة ملايين جنيه لأحد المرشحين مثلاً.

وفى النهاية المنصب ما هو إلا تطوعى، يعنى مفيش منه فلوس، فقط منظرة ووجاهة اجتماعية مطلوبة مثل البدلة الكانالى والساعة الرولكس والسيارة المرسيدس وفى ذات الوقت شراء تاريخ جديد لأسرة ليست معروفة اجتماعياً أو تأصيل لاسم عائلة كبيرة أو لبناء اسم فى عالم الأندية الكبيرة يتم استخدامه فى الأعمال الخاصة بهم -سعادته عضو أو عضوة مجلس إدارة فى النادى الفلانى- كميات الأموال التى تضخ فى الأندية على الإنفاق شيء لا يصدقه عقل وفى النهاية ربنا يصلح الأحوال.