أحمد شوبير يكتب: الإدارة والبطولة

الفجر الرياضي



بدأت بطولة الدورى العام تبوح بأسرارها وتفسح عن طريقها النهائى هذا العام فالزمالك كالعادة خرج من المنافسة بفعل فاعل، والأهلى كعادته لا يقبل أبدا أن ينافسه أحد فى بطولته المفضلة وظل طويلا ينتظر حتى انقض على صدارة البطولة مع نهاية الدور الأول ولولا مزاحمة النادى الإسماعيلى هذا الموسم لفقدت البطولة بريقها ولكنا باركنا للأهلى منذ الآن على اللقب، أما المصرى فيكفيه فخرا أنه يحاول مزاحمة الكبار وأن يضع قدمه ضمن الأربعة الكبار، وهو ما يتحقق له منذ أكثر من موسم، ويبدو أن الدعم المادى الذى يلقاه الفريق مع الاستقرار الفنى الذى يعيشه النادى المصرى منذ فترة ليست بالقصيرة كان له فعل السحر على هدوء واستقرار النادى المصرى ما انعكس عليه بهذه النتائج الممتازة وفى رأيى أنه لو تفرغ الجهاز الفنى والإدارى بالنادى المصرى للملعب فقط لكان المصرى فى مرتبة أفضل بكثير مما هو عليه الآن حيث خسر الفريق العديد من النقاط السهلة والتى أبعدته عن المنافسة على اللقب، نعود للثلاثى الكبير الأهلى والزمالك والإسماعيلى نجد أن الأهلى يظل فى طريقه لا تؤثر عليه هزيمة مفاجئة أو خسارة بعض النقاط السهلة لسبب بسيط هو أن هناك إدارة محترفة تعرف تماما كيف تدير الأمور داخل النادى الأهلى وتستطيع أن تفصل باحترافية شديدة بين فريق الكرة والأحداث داخل النادى ولعل ما شهده النادى الأهلى من معركة ساخنة فى الانتخابات كان كفيلا بخسارة أى فريق للبطولة أو حتى الابتعاد عن المنافسة ولكن لأن الأهلى ورجاله يعرفون جيدا قواعد اللعبة لذا كان هناك فصل تام بين ما يحدث فى الانتخابات وما يحدث داخل فريق الكرة بل داخل النشاط الرياضى بكامله لذا تجد أن الأهلى فاز بدورى السلة المرتبط وبالبطولة العربية للكرة الطائرة وبكأس الاتحاد لكرة اليد وتتعجب من هذا الانتظام غير العادى فى دولاب العمل الإدارى داخل النادى الأهلى منذ اليوم التالى للانتخابات وهو ما يجعل الأهلى دائما وابدا فى الصدارة لا تهزه نتيجة مباراة أو خسارة بطولة أو حتى تغير مجلس الإدارة بالكامل وهو ما يجسد بوضوح شعار الأهلى فوق الجميع على العكس تماما تجد الزمالك يعانى من الانقسامات والشروخ منذ نهاية الانتخابات فى 25 من نوفمبر الماضى أى أن الزمالك منذ 45 يوما وهو يترنح ونتائجه فى كل الألعاب تتراجع وبشدة على الرغم من أن الجميع فى الزمالك كان يتوقع نهاية الانقسامات من بعد الانتخابات ولكن يبدو أنها أصبحت السمة الغالبة على نادى الزمالك فالجمهور هو آخر اهتمامات من يديرون النادى وأصبح الأهم هو المصالح الشخصية والنزعة الفردية التى تؤثر دائما على نتائج وبطولات نادى الزمالك أما الإسماعيلى فلا أجد إلا كل الاحترام والتقدير لهذا الفريق الجميل وإدارته الرائعة بقيادة إبراهيم عثمان والذين قدموا نموذجا رائعا لكيفية الإدارة المحترفة وتحقيق الانتصارات بأقل الامكانيات فالإسماعيلى يعتبر من أقل الفرق التى ضمت لاعبين هذا الموسم كما أنهم كانوا قد اختاروا فى صمت مدربا رائعا هو الفرنسى ديسابر والذى لم يخسر سوى مباراة واحدة أمام النادى الأهلى وفرض الفريق اسمه بقوة منافسا على البطولة ولولا الضربة الموجعة التى وجهها إليه هروب المدرب دون أى سبب يذكر لأصبح الإسماعيلى بطلا للدورى العام أو على الأقل منافسا حتى النهاية ورغم ثقتى المطلقة فى أبوطالب العيسوى وهو مدرب جيد جدا فإن التوقيت الذى تولى فيه إدارة الفريق تجعلنى فى حالة خوف شديد عليه فى الفترة المقبلة خصوصا أنه من المعروف أن الدور الثانى يكون أقوى وأشد بكثير من الدور الأول هذا عن صراع المنافسة.

أما صراع الهروب من الهبوط فيبدو أنه قد حسم بالفعل هذا الموسم وتحدد بشكل كبير الفرق الثلاث الهابطة وهى طنطا والنصر والرجاء وسنظل دائما وأبدا نهاجم ضعف الإمكانيات وعدم قدرة الأندية الصغيرة على مجاراة الأندية الكبرى فى ضم لاعبين أصحاب خبرة وعلى مستوى عال ينجحون من خلاله فى البقاء على الأقل فى مسابقة الدورى العام.. فى النهاية لا جديد الأهلى غالبا البطل أما الباقون فـ«اللى معهوش ميلزموش».