الأزمة تتصاعد بين تركيا وسوريا.. هل تدق طبول الحرب؟

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


تفاقمت حدة التوترات بين أنقرة وأكراد سوريا، إلى حد غير مسبوق، بدت آفاق الصراع مفتوحة على مصراعيها، لاسيما مع تهديدات أنقرة بالقضاء على القوة الأمنية التي ينوي التحالف الدولي تشكيلها في الشمال.

 

وتوعد الجناحان العسكري والسياسي لأكراد سوريا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بما أسموه "تطهير المنطقة من مصائبه وإفشال مخططاته"، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل، وذلك بعد قصف قواته العسكرية لقرى كردية في مدينة عفرين.

 

وتواصل أمس التصعيد بين أنقرة والأطراف الكردية، ودفع الجيش التركي بتعزيزات إلى الحدود مع سوريا شملت دبابات، فيما طالب "حزب الاتحاد الديمقراطي" الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإعلان "منطقتين آمنتين" في غرب الفرات وشرقه، وردع تركيا من شنّ هجوم عسكري على عفرين.

 

دمشق توجه تحذيرا "شديد اللهجة" إلى أنقرة

ووفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، "نحذر القيادة التركية أنه في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في منطقة عفرين فإن ذلك سيعتبر عملا عدوانيا من قبل الجيش التركي على سيادة أراضي الجمهورية العربية السورية طبقا للقانون الدولي المعروف لدى الجانب التركي".

 

وأضاف المقداد "سورية ستقابل أي تحرك تركي عدواني أو بدء عمل عسكري تجاه الجمهورية العربية السورية بالتصدي الملائم".

 

وقال: "ننبه إلى أن قوات الدفاع الجوية السورية استعادت قوتها الكاملة وهي جاهزة لتدمير الأهداف الجوية التركية في سماء الجمهورية العربية السورية وهذا يعني أنه في حال اعتداء الطيران التركي على سورية فيجب عليه ألا يعتبر نفسه في نزهة.. أؤكد وأرجو أن يسمع الأتراك جيدا وأن تصل هذه الرسالة بشكل واضح لكل من يهمه الأمر أن عفرين خاصة والمنطقة الشمالية والشمالية الشرقية من الجمهورية العربية السورية كانت منذ الأزل وستبقى أرضا عربية سورية".

 

وقصفت مدفعية الجيش التركي، مساء أمس قرى ناحيتي شيراوا وشرا بمناطق عفرين بريف حلب شمال سوريا، حسبما أفادت وكالة أنباء الفرات.

 

قصف عفرين

كما قصفت القوات التركية المتمركزة في إعزاز كلا من منطقة فيلات القاضي ومرعناز وقطمة التابعة لناحية شرا.

 

وأعلنت "قوات الدفاع الشعبي" الكردية المتمركزة في شمال سوريا أنها ستتصدى للوحدات التركية في حال اجتياحها لمدينة عفرين (65 كلم غربي حلب).

 

وأكد سيبان حمو، القائد العام لـ"الوحدات" الكردية، استعداد المقاتلين للرد على "أي استفزاز عدواني" من قبل تركيا.

 

تهديدات أردوغان

من جانبه، هدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بـ "خنق" القوة الكردية المزمع تشكيلها على حدود بلاده بدعم أمريكي، "قبل أن تولد"، متّهماً الولايات المتحدة بدعم تشكيل جيش لترويع تركيا.

 

وأضاف: "تصر دولة نَصِفُها بأنها حليف (أمريكا) على تشكيل جيش ترويع على حدودنا. ماذا يمكن لجيش الترويع هذا أن يستهدف عدا تركيا؟". وأضاف: "مهمّتنا خنق هذا الجيش حتى قبل أن يولد".

 

رفض روسي

واعتبرت روسيا هذا الدعم الأمريكي لتشكيل القوة الحدودية الجديدة "مؤامرة لتفكيك سوريا، ووضع جزء منها تحت السيطرة الأمريكية".

 

وفي إشارة إلى القوة الجديدة المزمع تشكيلها، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف: "الإجراءات التي نراها حالياً تظهر أن الولايات المتحدة لا ترغب في الحفاظ على سيادة سوريا".

 

وأضاف: "واقعياً يعني ذلك فصل جزء كبير من الأراضي بمحاذاة الحدود مع تركيا والعراق"