كواليس "مؤتمر ميونيخ للأمن": العالم على وشك الانفجار

العدد الأسبوعي



فتور بين قادة أوروبا ورئيسة وزراء بريطانيا.. واتهامات متبادلة بين روسيا وأمريكا حول التدخل بانتخابات ترامب

العالم على صفيح ساخن من الخلافات والصراعات، فجرت حالة من التوتر على كواليس مؤتمر ميونيخ للأمن والذى انعقدت دورته الـ 54، فى الفترة من 16 لـ18 فبراير الجارى، والتى شارك فيها وزير الخارجية سامح شكرى، وبحسب التقرير الرسمى الصادر عن المؤتمر «يبدو أن العالم أصبح أقل ليبرالية وأقل عالمية وأقل تنظيماً».

وشهد المؤتمر خلافات عديدة بين قادة العالم، ما دفع وولفجانج ايشينجر، الدبلوماسى الألمانى السابق، والذى ترأس المؤتمر إلى وصف المناخ العام بأنه «قاتم»، بقوله: «منذ انهيار الاتحاد السوفيتى، لم يرتفع خطر الصراع المسلح بين القوى الكبرى كما هو اليوم»، وقال ايشينجر أيضاً إن المؤتمر الرسمى فى حد ذاته «قمة جبل جليد» فى المحادثات.


1- أزمة تيريزا ماى

كان الإنفاق على الأسلحة مهيمناً على مناقشات الدول فى جميع أنحاء أوروبا، وبعد خروج المملكة المتحدة النهائى من الاتحاد الأوروبى فى مارس 2019، سيأتى نحو 80 % من إنفاق الناتو من الدول غير الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، وهذه الحقيقة تقوض طموحات رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود جونكر، الذى يريد تحويل الاتحاد للاعب سياسى عالمى حقيقى.

أمام هذا الطموح الأوروبى، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، إنها تريد ترك السياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد فى وقت مبكر من العام المقبل، ولكنها ستظهر مرونة حول الخطوط الحمراء فى المملكة المتحدة لتأمين معاهدة أمنية جديدة.

وأضافت ماى: «لا يوجد سبب يمنعنا من الوصول لاتفاقات متميزة للتعاون فى مجال السياسة الخارجية والدفاع فى فترة التنفيذ المحددة زمنياً، وستكون الجوانب الرئيسية لشراكتنا فى المستقبل فى هذا المجال فعالة منذ عام 2019».

وبعد خطاب ماى، رد رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، على سؤال حول الدور الذى يلعبه الاقتصاد فى السياسة الأمنية، حيث أكد أنه يجب الحفاظ على الصلة الأمنية بين المملكة المتحدة والاتحاد و»أعتقد، لأننا لسنا فى حالة حرب مع المملكة المتحدة وبما أننا لا نريد الانتقام منها سيتم الحفاظ على هذا الجسر الأمنى بين المملكة المتحدة والاتحاد - ما زلنا فى حاجة إليها».

فى هذا الإطار أشارت تقارير غربية إلى أن حالة من الفتور سيطرت على زعماء القارة الأوروبية تجاه رئيسة الوزراء البريطانية.


2- أمريكا وروسيا

كانت التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا، مرتفعة فى نهاية الأسبوع، بعد أن وجه المحامى الخاص الأمريكى، روبرت مولر، الاتهام لـ13 روسياً، الجمعة الماضى، بالتدخل فى الانتخابات.

وفى ميونيخ رفض وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، الاتهام القائل: إن موسكو تدخلت فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، عام 2016، ووصفه بأنه اتهام «غير طبيعى»، وفى المقابل قال مستشار الأمن القومى الأمريكى، ماكماستر، إن الدليل ضد موسكو «لا يقبل الجدل»، كما قال المسئولون الأمريكيون - الذين غالبا لا يتفقون مع ترامب على موقع تويتر - إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بشدة بأمن حلفائها الأوروبيين.

التلميح الأمريكى بالالتزام بحماية أمن الحلفاء فى أوروبا يأتى وسط تأزم العلاقات بين روسيا والقارة العجوز، وحسب تقرير المؤتمر، فإن العلاقات بين روسيا وجيرانها يمكن ان تؤدى لمزيد من التدهور فى الوضع الأمنى فى أوروبا، ويشير التقرير أيضاً إلى أن بلدان أوروبا الشرقية تقع على نحو متزايد فى وضع يتأرجح بين أعضاء الناتو وروسيا، وأن الجهود التى يبذلها الغرب لإدماج بعض دول أوروبا الشرقية تفشل.

كما أشار التقرير إلى أن الصراع فى أوكرانيا حيث تتهم روسيا بمساعدة الانفصاليين المسلحين فى المناطق التى تقاتل فيها الجماعات الموالية لروسيا من أجل الأراضى يزيد أيضا من خطر زيادة التوترات بين روسيا والغرب. يذكر أنه خلال انعقاد المؤتمر ظهرت تقارير تؤكد أن مسئولين أمنيين وعسكريين من أمريكا وبريطانيا التقوا فى أوكرانيا مع نظرائهم ما يؤكد أن الوضع فى طريقه لمزيد من الاشتعال.


3- إيران وإسرائيل

فى ظل ضغوطات داخلية واتهامات الفساد المحتملة، توجه نتانياهو إلى مؤتمر الأمن فى ميونيخ ليقدم تحذيراً حول أمن منطقة الشرق الأوسط، متهما إيران بأنها تشكل تهديداً وجودياً وقال إن تل أبيب لن تسمح لطهران «بلف حبل مشنقة الإرهاب على رقابنا».

كما أضاف نتانياهو: «سنتصرف من دون تردد للدفاع عن أنفسنا، وسنعمل، إذا اقتضت الضرورة، ليس ضد وكلاء إيران الذين يهاجموننا ولكن ضد إيران نفسها».