لعبة القدر.. مشرحة زينهم بين فراق الأحباب وانتخابات الرئاسة (صور)

تقارير وحوارات



في الوقت الذي تخيم أجواء من الفرحة على المصريين بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، هناك البعض منهم كانوا على موعد مع قدر يمنعهم من الإدلاء بأصواتهم، فانحصرت أوقاتهم بين العمل على إنهاء إجراءات دفن ذويهم وبين انتظار إلقاء النظرة الأخيرة عليهم داخل مشرحة "زينهم".

 

على بعد أمتار من اللجان الانتخابية يقبع العديد من الأسر أمام مشرحة "زينهم" يتواسون فيما بينهم، وتتصاعد شهقات بكائهم مع ألحان الأغاني الوطنية، المصاحبة لعمليات التصويت الانتخابي. 

على كرسي خشبي يجلس يوسف إبراهيم -اسم مستعار- منكس رأسه، شاردًا في مستقبل أبنائه الصغار عقب رحيل زوجته فجر اليوم، فنجله الأكبر يبلغ من العمر 7سنوات، وابنته الصغرى أربع أعوام، ولا يعي كيف يدبر حياتهم، لاسيما وأنه طوال الوقت كان منهمك في عمله، ودوره كان يقتصر على توفير احتياجاتهم "حتى خروجهم وكل طلباتهم المرحومة اللي كانت بتعملها، ومش عارف هعمل ايه دلوقتي".

                    

وعقب عدة دقائق من الصمت استكمل الرجل الثلاثيني حديثه، بأن زوجته كانت مريضة منذ شهر واشتد التعب خلال الثلاثة أيام الماضيه، لذا من الصعب مشاركته في الإنتخابات الرئاسية الجارية "هو أنا في إيه ولا إيه".



وينتظر حسن محسن – اسم مستعار- جثمان شقيقته الكبرى التي وفتها المنية أمس الإثنين بمستشفى قصر العيني، محتضن أخته الأخرى محاولاً التخفيف عليها من وهل الصدمة، التي قلبت موازين خطة تصويته الانتخابي التي رسمها مع عائلته وأصدقائه، قبل ماراثون الانتخابات، لأداء واجبه الوطني.

                                  

"الظروف الإنسانية بتفرض نفسها على الواجب الوطني"، هكذا رأى محسن بعد أن شاء القدر منعه من المشاركة بالإنتخابات الرئاسية.

 

 وتتسارع خطوات السيدات اللائي يهرولن للوصول إلى باب المشرحة، عقب نبأ وفاة "محمد"، الشاب الذي يبلغ من العمر 33 عاما، وفارق الحياة نتيجة أزمة قلبية مفاجأة بعد أن مكث يومان في مستشفى الدمرداش والتي حولته على مشرحة زينهم.

 

ليتلاقوا مع كريم السيد - اسم مستعار- شقيق المتوفي الأصغر، يحاول كل منهم مساعدة الأخر، لنختطف مع مرور وقت انتظارهم أمام المشرحة بعض الكلمات خلسة من على  شفاه الشاب العشريني "كان نفسي انتخب بس مش بايدي.. أخويا ميت ده عريس".

 

بينما أكد وليد مرزوق - اسم مستعار- أنه صدم اليوم بوفاة نجلة عمته، في اليوم الذي كان يقرر فيه التصويت بالانتخابات: "هروح النهاردة بعد الجنازة انتخب ولو الوقت سرقني هنتخب بكرة.. ده واجب عليا تجاه بلدي ولازم أديه".