مصر والبرتغال.. شراكة في كافة المجالات

تقارير وحوارات


يبدأ الرئيس البرتغالى مارسيلو ريبيلو دى سوزا، اليوم الأربعاء، زيارة إلى مصر تلبية لدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي زار لشبونة في 2016.

 

مصر والبرتغال، يجمعهما حرص مشترك على ضمان الاستقرار في العالم بصفة عامة وفى المنطقة الأورومتوسطية بصفة خاصة، حيث إن الدولتين طرفان في عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط والحوار الأفريقي الأوروبي ومنتدى المتوسط.

 

وتتفق وجهات نظر الدولتين حول القضايا الإقليمية والدولية إلى حد كبير، بالإضافة إلى الرغبة المشتركة في تطوير التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.

 

وتبرز أهمية العلاقات بين مصر والبرتغال في كافة المجالات للاستفادة من مميزات وموقع كل دولة، حيث يمكن أن تكون مصر المركز المحوري للدول العربية وشرق أفريقيا، والبرتغال وأمريكا الجنوبية وغرب أفريقيا، وذلك من خلال إنشاء خطوط ملاحية منتظمة بين الدولتين.

 

العلاقات السياسية

مصر والبرتغال تربطهما علاقات جيدة على المستوى السياسي، ازدادت رسوخًا بعد زيارة الرئيس السيسي للبرتغال عام 2016، التي مهدت الطريق لبدء مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

 

ويوجد توافق في الرؤى السياسية بين قيادتى البلدين، وتلتقي وجهات نظر الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية بصفة عامة.

 

العلاقات الاقتصادية

تعتبر البرتغال شريكا مهما لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، ويوجد العديد من المجالات الاقتصادية المشتركة بين مصر والبرتغال، لا سيما أن مصر تعتبر بوابة للصادرات البرتغالية إلى الدول الأفريقية، خاصة عقب إطلاق منطقة التجارة الحرة للتكتلات الأفريقية (كوميسا وسادك وإياك).

 

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والبرتغال حقق ارتفاعًا، حيث بلغ مع نهاية عام 2017 نحو (218) مليون يورو مقابل (192.57) مليون يورو خلال عام 2016، مما يعكس سعي الدولتين لزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة وتشجيع القطاع الخاص بالبلدين على الدخول في شراكة تجارية.

 

كما انعكس ذلك في إبداء شركات برتغالية عديدة اهتمامًا بالاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة بالسوق المصرية وخاصة عقب القرارات الاقتصادية الأخيرة وفي مقدمتها تحرير سعر الصرف، وإطلاق حزمة المشروعات القومية العملاقة.

 

وتبلغ قيمة الاستثمارات البرتغالية في مصر نحو 404،7 مليون دولار في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الملابس الجاهزة، الطاقة الجديدة والمتجددة، إضافة إلى أن هناك فرصًا استثمارية واعدة في مصر خاصة في مجال صناعة الجلود.

 

وتتمثل أهم الصادرات المصرية للسوق البرتغالية في الجلود وتصل قيمتها إلى 41.6 مليون يورو، فيما تصل صادرات القطن إلى 22 مليون يورو، والبلاستيك نحو 20.4 مليون يورو، والسكر 6.9 ملايين يورو، والسيارات نحو 6.1 ملايين يورو.

 

العلاقات السياحية

تعد السياحة البرتغالية أحد مفاتيح السياحة اللاتينية، حيث إنه في حالة انتظام حركة السياحة من البرتغال لمصر سينعكس ذلك سريعًا على حركة السياحة الوافدة من إسبانيا وأمريكا اللاتينية.

 

والسائح البرتغالي سائح مهم للقطاع السياحي في مصر، حيث إن لديه نسبة إنفاق عالية، كما أنه يهتم بالسياحة الثقافية التي تمتاز بها الأقصر وأسوان، وشاركت مصر دائما في معرض لشبونة الدولي للسياحة، وهو الحدث السياحي الأبرز في البرتغال، لتعزيز تدفق السائحين البرتغاليين إلى أراضيها.

 

وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالى عدد السائحين البرتغاليين إلى مصر خلال عام 2015 بلغ 8 آلاف سائح مقابل أكثر من 17 ألف سائح عام 2009.

 

المجال الثقافي

فى المجال الثقافى تحتفظ مصر والبرتغال بخصوصية ثقافية في ضوء التفاعل الثقافى خلال مراحل تاريخية مختلفة من مسيرة البلدين.

 

وترتبط مصر والبرتغال باتفاق ثقافى وعلمى وفنى منذ عام 1981، كما تم تأسيس جمعية صداقة مصرية برتغالية في البرتغال عام 1996، ويعمل الجانبان على توسيع دائرة التعاون في المجال الثقافى والعلمى، كما أن البرتغال تتعاون مع العديد من الجامعات في مصر مثل جامعة عين شمس والجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ لتعزيز التعاون الثقافى بين البلدين.

 

الزيارات المتبادلة

في سياق التطور الإيجابي الواسع الذي تشهده علاقات مصر الدولية مع مختلف دول وقارات العالم، قام الرئيس الرئيس السيسي، في 21 نوفمبر 2016 بزيارة إلى البرتغال كأول زيارة دولية تستضيفها البرتغال عقب تنصيب الرئيس "مارسيلو ريبيلو دي سوزا"، في مارس 2016، وأول زيارة أيضًا لرئيس مصري إلى البرتغال منذ 20 عاما.

 

وأعقبت زيارة الرئيس السيسي إلى البرتغال زيارات متبادلة بين رجال أعمال البلدين توجت في 22 فبراير 2018 باعتماد وزير التجارة والصناعة ووزير العولمة البرتغالي، التشكيل النهائي لمجلس الأعمال المشترك بين البلدين، وجاءت زيارة وزير العولمة البرتغالي لمصر.

 

ويعكس حجم الزيارات المتبادلة اهتماما متبادلا لتعزيز هذه العلاقات حيث كانت تلك الزيارات مكثفة منذ العام 2011 حين زار مصر وزير خارجية البرتغال لويش أمادو مصر.