مصطفى عمار يكتب: حكايات رمضانية.. كيف وصل عمرو يوسف إلى مرحلة النضج الفنى؟!

مقالات الرأي



المرة الأولى التى قابلت فيها عمرو يوسف كانت نهايات عام 2004، كان أحد الحاضرين لاختبارات المذيعين الجدد بقناة روتانا سينما، وبعد أن قام بالانتهاء من الاختبار، أجبر جميع الحاضرين على أن يصفقوا له بعد أدائه المتميز وحضوره الكبير، ربما لم يكن يريد عمرو أن يصبح مذيعاً، ولكنها كانت خطوة مهمة فى بداية طريق نجوميته، ظل لسنوات يعتاد على الكاميرا، وحفظ الجمهور وجهه من خلال برامجه التى ظل لسنوات متلاحقة تقديمها على شاشة روتانا سينما، وقت أن كانت هذه القناة هى القناة الأولى مصرياً وعربياً، استفاد عمرو من عالم صناعة البرامج، واصبح كيف يطوع الكاميرا لحسابه، ومتى وكيف يتجاهل حضورها، وفى أى لحظة يجب أن ينظر لها بندية.. ربما كانت خطواته الأولى، بعدها ألتقطه الراحل الكبير، نور الشريف، راهن عليه فى دور قوى ومحورى بمسلسل «الدالى» دور صحفى صغير يحاول البحث والتحقيق حول ثروة الدالى، لم يكن عمرو سيئاً أو شديد التميز فى تجربته الأولى، ولكنه كان فى منطقة وسط، تستطيع أن تتنبأ له بمستقبل جيد بعد متابعة حلقاته الأولى، وفى الحقيقة هو استطاع أن يشتغل على نفسه، ويشاهد العديد من الأفلام، وأن يتلقى دروساً مستقلة فى التمثيل، وهو ما انعكس على أدائه فى الأجزاء التالية من مسلسل الدالى، خرج عمرو من هذه التجربة أكثر نضجاً وحضوراً على الشاشة، تعلم من استاذه نور الشريف مبادىء لعبة صناعة النجومية وسر التميز والنجاح، وكان عليه تحد كبير، وهو النجاح بعداً عن نور الشريف، وإثبات أنه ممثل يمتلك قدرات خاصة، وأن عمله مع نور الشريف لم يكن صدفة أو حتى مجاملة لأنه خطيب ابنته «سارة « قبل إعلان انفصالهما بشكل رسمى، وظل عمرو يتقلب بين الأدوار الدرامية فقدم خلال بضعة سنوات، مجموعة من الأدوار، كان الهدف منها، البحث عن المنطقة، التى من خلالها يؤكد على أنه ممثل محترف، وجاء قراره بترك قناة روتانا سينما، ليتفرغ لمهنة التمثيل، وقتها سألته: أنت ضامن تنجح وتكمل ؟! فقال لى بدون تردد، صاحب بالين كداب، أنا عاوز ابقى ممثل محترف، وطول ما أنا شغال مذيع مش هحقق حاجة فى مهنة التمثيل. وبعدها ظل عمرو عالقاً فى منطقة رمادية، من المؤكد أنها كانت تحقق له انتشار وتثبت أقدامه بمهنة التمثيل، ولكنها لم تكن ابداً إعلانا عن حجم الموهبة التى تسكنه، ظهر خلالها فى مسلسلات ناصر ونونة المأذونة وهانم بنت باشا، والقطة العامية، وربما كان من بين هذه الأدوار دوره المميز فى فيلم نور عينى أمام تامر حسنى ومنة شلبى ليؤكد عمرو أنه فى حالة مستمرة من التطور، وربما كان عام 2011 هو العام الذى كان البداية الحقيقية لعمرو كواحد من نجوم مهنة التمثيل وصناعته فى مصر والوطن العربى، فقدم خلال هذا العام مسلسل المواطن إكس وذهب لمنطقة جديدة فى الأداء، وبعدها مباشرة قدم طرف ثالث، ومسلسل المنتقم، وفيلم واحد صحيح، وكل من تابع أدوار عمرو خلال هذه الفترة، كان يراه وكأنه يمثل للمرة الأولى، علامات النضوج فى الأداء وضبط الانفعالات أصبحت واضحة للجميع، وربما كان اختياره لدوره فى مسلسل نيران صديقة، علامة فارقة فى مشوار نجوميته، وكانت الخطوة الأولى للإعلان عن مولد نجم يستطيع تحمل مسئولية مسلسل رمضانى بمفرده، وتوالت الأعمال ونجح عمرو فى بعض الاختيارات، خلال الأعوام الماضية، وكانت بعض اختيارته ضعيفة، ولكنه استطاع أن يؤكد على أنه لم يأت لمهنة التمثيل صدفة أو حتى مجاملة، هذا العام رهان عمرو كان على مسلسل مختلف، من يصدق أن عمرو بملامحه الخواجاتى، سيقبل على تقديم دور صعيدى لشاب مسجل خطر وتستعين به الداخلية للايقاع بأكبر عصابة لنبش المقابر وسرقة الآثار وتهريبها للخارج، الورق الذى كتبه الثلاثى آل دياب، ويخرجه بحرفية وبساطة عمرو سعد، كان من أحد عوامل نجاح عمرو، وإمساكه بخيوط الشخصية بشكل جيد، ربما تكون نقطة الضعف الوحيدة بالمسلسل هو منح الممثل محمد على شخصية الضابط، ربما كان سيتألق لو كان أحد ابناء عمرو عبدالجليل بالمسلسل، وربما كان يحتاج دور الضابط لممثل يحمل قدراً أكبر من التحكم فى الانفعالات والحضور، ولكن مما لاشك فيه أن تركيبة فريق عمل المسلسل بداية من عمرو يوسف وعمرو عبدالجليل وصبا مبارك وسهير المرشدى وأحمد داش، ومحمود حافظ، وأحمد عبدالله محمود، مى الغيطى، وسلوى محمد على وأسامة عبدالله، هنا جاءت عبقرية الترشيحات، لتمنح عمرو فرصة من التوهج بينهم، فروح العمل ظاهرة، على عكس مسلسل جراند أوتيل، والذى كان كل ممثل فيه يحاول التعامل مع العمل وكأنه بطله الأول، الأمر الذى ربما صنع نجاحاً مميزاً للعمل، لكن لم يستفد عمرو منه كثيراً مثلما يحدث هذا العام فى مسلسل طايع.. عمرو يوسف ممثل حقيقى، بدأ رحلة طويلة، لنرى ما يقدمه الآن، لنؤمن بموهبته، ونطمئن أن لكل مجتهد نصيب.