أسرار "جروبات نفسنة الستات" على "فيسبوك"

العدد الأسبوعي



خيانة "فشنك".. زواج "وهمي".. علاقات "أونطة"


 تحولت «الجروبات» النسائية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، إلى ساحات لـ«الفضفضة» وتبادل الخبرات بين بنات حواء، حول تجاربهن المختلفة مع الرجال، حتى أصبحت شاشات «الموبايل» واللاب توب شاهدة على مئات القصص، عن الخيانة والطلاق وغيرها.

«بيخونك»، هو أحد أشهر تلك «الجروبات» التى انتشرت مؤخراً، وتنشر من خلاله العضوة صورة لزوجها أو خطيبها أو حبيبها، لتطلب من باقى العضوات التعرف عليه، حتى تتأكد من أنه لا يخونها مع أخريات.

الجروب الذى تجاوز عدد مشتركيه 100 ألف شخص، تم تقسيمه لـ«جروبات» فرعية، تبعا للمحافظة، ويشترك فى كل منها نفس العدد تقريباً، وحدد قواعد واضحة لأعضائه، وهى عدم نشر رقم هاتف أو مضايقة العضوات برسائل خاصة أو نشر أية إعلانات أو «بوستات» سياسية.

نشر العضوات لصور الأزواج كانت سببا فى تفجير الكثير من المفاجآت، إذ نشرت سيدة صورة زوجها، ففوجئت بإحدى العضوات تقول إنه على علاقة بها وتعرفت عليه من خلال «فيس بوك»، لتتبادل مع زوجته السباب، ليست هذه الواقعة الأولى من نوعها، فقد تكرر الأمر مع إحدى العضوات، بنشر صورة لحبيبها وتفاجأت بأنه خطيب واحدة من أعضاء «الجروب»، ليس ذلك فحسب، بل كشف أيضاً شابا كانت تربطه علاقة بثلاثين فتاة دفعة واحدة، الأمر الذى اكتشفته إحداهن بعد نشرها صورته، لتتأكد من صدقه وإخلاصه لها، لتفاجأ بأنه «زير نساء».

«بيخونك» ليس الأول من نوعه بين «الجروبات» النسائية التى تسببت فى مشاكل حقيقية بين الأزواج، وصلت إلى حد الطلاق، ليتحول عالم «السوشيال ميديا» إلى عالم مواز، استقطب الملايين حول العالم، لما يقدمه من مساحة لتبادل الآراء أو الخبرات والرفاهية وتمضية الوقت.

 وتصدر خبر عن «أول حالة طلاق بسبب جروب بيخونك» العديد من المواقع الإخبارية، ما أثار الكثير من ردود الأفعال، ما ينذر بكارثة حقيقية تهدد المجتمع بشكل عام، بما يمثله من فسخ خطوبات وانفصال أسرى إضافة إلى التشهير، كل هذا دفعنا فى «الفجر‍« إلى خوض التجربة بأنفسنا.

وانضمت محررة «الفجر» إلى الجروب من خلال «أكاونت فيس بوك» وهمى، فنشرت صورة زوجها لرصد حقيقة ما يحدث، لكن الغريب، أن ساعة واحدة كانت كفيلة بإنهاء زواج مدته عشر سنوات، بعدما كتبت على الصورة: «ضرورى يا جماعة حد يعرفه؟.. ده جوزى»، فتوالت التعليقات التى تخطت المائة تعليق.

حصيلة هذا المنشور الوهمى نتيجة صادمة، إذ اتضح أن للزوج علاقات بـ7 نساء، منهن 3 زوجات على ذمته، وانقسمت التعليقات بين مُهين للزوجة بسبب محاولة تشهيرها للزوج، وبين واعظ لها بمسح الصورة لعدم تعرضها للطلاق، مثل من سبقنها، بعد اكتشاف خيانة أزواجهن أو معرفة الزوج لما قامت به، ما أدى لهدم منزلها، سواء تم التأكد من خيانته أم لا، فالنهاية حتمًا ستكون "الطلاق".

تواصلنا مع إحدى السيدات اللاتى ادعت بأنها على علاقة بزوجها، لإخراج دليل أو صور تجمعهما أو تفاصيل عن حياتهما، فأكدت "م.أ" أن الموضوع مجرد ادعاء وأن الصورة التى نشرتها مجرد "فوتوشوب"، حتى تلقن الزوجة درسًا فى الثقة بالنفس، وأن كل المعلومات التى ذكرتها لها فى التعليق مجرد معلومات وصلت لها من صفحتها الشخصية ليس أكثر.

أما "ن.م"، فأضافت أنها تعمدت استفزاز الزوجة حول علاقتها بزوجها لرغبتها فى الانتقام من الزوجات اللاتى تشهرن بأزواجهن على مواقع التواصل الاجتماعى، وتمنت أن يعرف الزوج قصة الصورة، حتى تكون عبرة لغيرها ممن يستغلون ساحات «السوشيال ميديا» لعرض سرية علاقاتهم، بينما أصرت "س.أ" أنها الزوجة الحقيقية وأن صاحبة البوست هى التى تدعى، دون تقديم أى دليل.

وعلى الجانب الآخر، تدخل بعض الحكماء لتقديم النصائح للزوجة التى اكتشفت الخيانة وطالبوها بعدم التصديق: «استهدى بالله وامسحى البوست وحتى لو بيخونك اعملى نفسك متعرفيش، وتجاهلى الفتيات التى اكتشفت علاقتهن بزوجك».

فى السياق ذاته قال دكتور محمد هانى استشارى الصحة النفسية، إن استخدام السوشيال ميديا بطريقة خاطئة تسبب فى زيادة حالات الطلاق والخيانة فى مصر، مشيرًا إلى أن رواد هذه الجروبات تأخذ الأمور على محمل الهزار ثم نراها تؤثر على أعمدة المنزل، ومن يستخدم "السوشيال ميديا"، فى معرفة الخيانة وغيرها يكون لديه عدم رضا بحياته، وعدم التفكير فى تحسينها لو كانت سيئة.

واستطرد موضحا: المرأة تتأثر نفسيًا بما تكتشفه من خلال ما تثيره مواقع التواصل الاجتماعى، ولو تأكدت خيانة الزوج يحدث لها صدمة ولا تدرى أنه يمكن فبركة شيء وإرساله لها، ما يحدث هدم للأسرة، وأن حدة الخلافات تجعلهم لا يستمتعون بالحياة وتتطور الأمور للانفصال والمرأة لا تستحمل شيئين (الغيرة الزائدة واكتشاف الخيانة) وهذا سبب المشاكل القائمة، ولو لم يحدث خلافات يحدث فقدان للثقة وتبدأ نار الحرب التى تؤدى لفشل العلاقة.

فيما أوضح دكتور طه أبو حسين أستاذ علم الاجتماع، أن العلاقة الزوجية التى تقوم على الأمان ستنجح حتى لو حدثت بعض الاختراقات، ولكن لو بنيت العلاقة على تخوين فلن تكون مستقرة، ومن يقوم بتدشين مثل هذه "الجروبات"، للإيقاع بين الأزواج مخطئ، وعلى الأزواج أن يعرفوا أن هذا طرف خارجى فى كل الأحوال، ومن يصلها أن زوجها يخونها فعليها أن تفهم الخيانة بشكل صحيح أولًا لأن بعض الزوجات يفهمن الخيانة بشكل خاطئ.