الطائرات الورقية.. سلاح تعجز إسرائيل عن مواجهته

العدد الأسبوعي



تثُبت المقاومة الفلسطينية يومًا بعد يوم، مدى هشاشة وضعف الجيش الإسرائيلى الذى طالما تباهت قياداته بمدى قوته وشدة بأسه.

ورغم امتلاك تل أبيب أحدث الأسلحة والمُعدات والطائرات الخارقة لحاجز لصوت، التى تمدها  بها الولايات المتحدة  سنوياً، علاوة على امتلاكها 5 منظومات دفاعية مضادة للصواريخ الباليستية، والمقاتلات الحديثة ، إلا أنها تقف عاجزة أمام  طائرات ورقية اهتدى الشباب الفلسطينى لفكرة  استخدامها فى مقاومة الاحتلال، عن طريق تزويدها بمادة حارقة، وإطلاقها نحو الأراضى الإسرائيلية، كما قاموا مؤخراً باستخدام نفس الفكرة فى بالون يحمل  عبوات  ناسفة، أو زجاجات حارقة.

وأكدت الإحصائيات الأخيرة أن الطائرات الورقية والبالونات، قضت على 30 ألف دونام – الدونم يساوى 1000 متر مربع- من الأراضى الزراعية داخل إسرائيل، وتحديدا  بالمناطق الزراعية القريبة من غزة غرب النقب.

ومع تزايد الحرائق وعجز قوات الإطفاء عن السيطرة، حدث نوع من الارتباك داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، خلال اجتماع الأسبوع الماضى مع قيادات الوزارة، أن قوة الردع الإسرائيلية باتت منعدمة التأثير، مع تزايد جرأة حركات المقاومة الفلسطينية، وتهديدها لاستقرار وأمن الدولة العبرية.

وخلال الاجتماع الذى شهد تواجد رئيس الأركان جادى أيزنكاوت، طلب ليبرمان ضرورة شن حرب شاملة على غزة، لوقف ما أسماه إرهاب الطائرات الورقية، المستمر منذ أكثر من 100 يوم، إلا أن قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية رفضوا الفكرة تماماً، وقالوا نصاً: لن نقوم بشن عملية عسكرية بسبب طائرات ورقية، ولا يوجد مغزى لتوريط المنطقة فى حرب جديدة، وطالبوا ليبرمان بالعمل على ايجاد بدائل للقضاء على الظاهرة.

ودخل ليبرمان فى مشادة عنيفة مع الحضور، موضحا  لهم أن الجيش الإسرائيلى لن يدخل فى حرب بسبب الطائرات الورقية فحسب، لكن الغرض من العملية هو مواجهة التغييرات التى حدثت فى موازين القوى، والجرأة التى باتت تتمتع بها حماس فى أعقاب عملية الجرف الصامد عام 2014 ، مشيراً إلى أن أى تأخير فى مواجهتها، يكبد إسرائيل ثمناً باهظاً.

وأضاف: لن يمر الأمر بسهولة كما يحدث فى كل مواجهة، سنبدأ فى تضييق الخناق عليهم بغلق المعابر، ثم سنطالب بتحرير المختطفين، وإعادة رفات من قتلوا خلال الحرب الأخيرة، وتسليمها إلى ذويهم.

هذا فى الوقت الذى  طالب بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية على رأسهم جلعاد أردان، وزير الأمن الداخلى، ونفتالى بينت، عضو الكنيست، زعيم حزب البيت اليهودى المتطرف، بمعاملة الأطفال والشباب من  مُطلقى الطائرات الورقية معاملة الإرهابيين، والعمل على تصفيتهم جسدياً فى أقرب وقت.

وفى أعقاب العملية العسكرية المحدودة التى شنتها القوات الإسرائيلية مساء الخميس الماضى، وإغلاقها معبر كرم أبو سالم الحدودى، توصلت وزارة الدفاع الإسرائيلية لمجموعة من الحلول التى قد تمكنها من الحد من ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة، من ضمنها حرق الأراضى الزراعية الخاصة بمستخدميها.

 ومن المقرر أيضاً خلال الأيام القادمة، إصدار تعليمات بتقليص مساحات أخرى من المناطق المسموح بها للصيد  للفلسطينيين، فى سواحل غزة ، مع وقف الملاحة نهائياً ، وغلق معبر إيريز.

وأكدت زارة الدفاع الإسرائيلية أنه فى حالة عدم توقف الحرائق المستمرة بواسطة الطائرات الورقية، فسيتم إنزال ضربات عسكرية  قوية على حركة حماس التى تزعم إسرائيل وقوفها أمام موجة الحرائق الأخيرة.